تأكدت مخاوف الناخب الوطني جمال بلماضي من المؤامرات التي قد تحاك ضد الخضر في دواليب»الكاف»، من أجل حرمانهم من التأهل إلى مونديال قطر 2022، وكسر رقمهم القياسي ب29 مباراة دون هزيمة، بعد أن منحت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أمس الأول، في خرجة غير متوقعة، الموافقة لمنتخب النيجر باستقبال رفاق رياض محرز ضمن الجولة الرابعة من التصفيات المونديالية بنيامي، رغم التحفظات الكثيرة المسجلة حول ملعب الجنرال سيني كونتشي، الذي ورغم أنه احتضن مباراة لحساب رابطة الأبطال الإفريقية، إلا أنه لم يستوف بعد كل شروط «الفيفا»، على غرار التأخر في وضع الكراسي بالمدرجات. بلماضي الذي كان مستاء للغاية لتأخر الإعلان عن ملعب لقاء العودة أمام النيجر، رغم تبقي أقل من 20 يوما عن هذا الموعد الحاسم، يكون قد صُدم للقرار الغريب للجنة تأهيل الملاعب على مستوى الكاف، خاصة وأن ملعب الجنرال كونتشي، يشكل خطرا على سلامة لاعبي الخضر، بداية بأرضيته التي تتواجد في حالة كارثية، ناهيك عن عدم استيفائه لشروط «الفيفا» التي أملتها على الاتحادات الدولية عبر مختلف القارات قبل انطلاق التصفيات، وهو ما تسبب في حرمان عدة منتخبات من الاستقبال بأراضيها، على غرار النيجروجيبوتيوبوركينافاسو وجزر الرأس الأخضر وإفريقيا الوسطي ومنتخبات أخرى. وكشفت مصادر موثوقة للنصر، أن بلماضي كان قد تحدث مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم شرف الدين عمارة، بخصوص هذا الموضوع، وطلب منه الضغط على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، من أجل تحديد ملعب مباراة النيجر، قبل أن يكون قد صُدم لمنح الموافقة لأشبال كفالي بالاستقبال بملعب الجنرال سيني كونتشي، خاصة وأن كل المعطيات كانت توحي بخوض هذا الموعد بالمغرب أو البينين التي تمتلك ملعبا مؤهلا هو مركب الصداقة بالعاصمة كوتونو، بدليل أنه استقبل نهائي كأس الكونفدرالية بين شبيبة القبائل والرجاء البيضاوي. وكان الاتحادان الدولي والإفريقي لكرة القدم، قد فرضا شروطا وقيودا على الاتحادات الكروية المشاركة في التصفيات المونديالية، بشأن معايير السلامة والأمن التي يجب أن تتوفر في الملاعب التي تحتضن المواجهات، وهو ما تسبب في قيام العديد من الاتحادات الوطنية بنقل مباريات منتخباتها خارج أرضها، على غرار منتخب بوركينافاسو الذي استضاف المنتخب الوطني في ملعب مراكش في الجولة الثانية من التصفيات مطلع الشهر الجاري، ومنتخب النيجر بالذات الذي استقبل خارج الديار. وسبق للناخب الوطني، أن اشتكى من بعض الأمور التي تحاك في الخفاء ضد المنتخب الوطني، على غرار طريقة تسيير الحكام لمباريات الخضر، بدليل ما حدث أمام بوركينافاسو، في الجولة الثانية من التصفيات المونديالية، عندما حرم الحكم البوتسواني جوشوا القائد رياض محرز من ضربة جزاء صحيحة، عندما كان المنتخبان متعادلين في النتيجة (1/1)، فضلا عن استفزازات في أروقة غرف تغيير الملابس تحدث عنها بلماضي صراحةً، كما تعرض الخضر لنفس الموقف في الكثير من اللقاءات، على غرار ما حصل في لوزاكا أمام المنتخب الزامبي، في لقاء شهد فضيحة مدوية من طرف الحكم القمري أديلاييد الذي منح لاعبي الرصاصات النحاسية ضربتي جزاء خياليتين، ما تسبب في معاقبته فيما بعد، دون نسيان لقاء زيمبابوي وبعده ودية تونس التي رغم فوز الخضر بها، إلا أن الحكم منح 7 بطاقات كاملة للاعبي الخضر، بالموازاة مع طرد متوسط الميدان عدلان قديورة. وفضلا عن التحكيم هاجم بلماضي الكاف في عدة مناسبات، بسبب بعض الممارسات ضد بطل إفريقيا، خاصة خلال مبارياتهم خارج الديار، إذ لمح إلى نظرية المؤامرة، كون هناك من لم تعجبه المسيرة المظفرة للخضر، ويسعى لإيقافها بأي طريقة، مستغلا غياب ممثلين للجزائر على مستوى الاتحاد الإفريقي. وكان الرئيس الجديد للكاف، الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي قد أكد قبيل انطلاق التصفيات المونديالية، بأن عهد الملاعب التي لا تستوفي الشروط قد ولى، غير أن هيئته تراجعت عن ذلك، لتضع الخضر في مأزق حقيقي، على اعتبار أن اللعب في نيامي في ظروف صعبة، قد يعقد من مأمورية رفاق الحارس رايس وهاب مبولحي في العودة بالانتصار الذي لن يرضوا بغيره، إذا ما أرادوا الحفاظ على صدارة ترتيب المجموعة الأولى. ويتصدر المنتخب الوطني مجموعته في تصفيات مونديال قطر، برصيد 4 نقاط، من انتصار على جيبوتي وتعادل مع بوركينافاسو التي تحتل المركز الثاني بنفس الرصيد وبفارق الأهداف عن الخضر، بينما يتموقع منتخب النيجر ثالثا برصيد 3 نقاط، وتتذيل جيبوتي الترتيب بلا رصيد. وسيكون رئيس الفاف بعد الحديث الذي جمعه مع الناخب الوطني بخصوص هذه المسألة، مطالبا ببعث اتصالاته مع مسؤولي الكاف، لضمان سلامة المنتخب الوطني خلال سفريته المقبلة، كما سيكون ملزما بالدفاع عن حقوق الخضر في دواليب الكاف، سيما وأن هناك من يحيك المؤامرات ضد أشبال بلماضي، رغبة منه في حرمانهم من التأهل، وبالتالي تفادي في الدور التصفوي الأخير، مواجهة أفضل منتخب في القارة السمراء.