تعود ظهيرة اليوم، عجلة الرابطة الثانية إلى الدوران، بعد عطلة دامت 121 يوما، وذلك بإجراء جولة رفع الستار عن الموسم الجديد، والذي سيكون بصيغة جديدة، من خلال العودة إلى النظام «التقليدي»، المبني على بطولة بفوجين، يتشكل كل واحد من 16 فريقا، تماشيا مع مرحلة ما بعد كورونا، لأن الأزمة الوبائية كانت قد فرضت نمطا استثنائيا، تم بموجبه الاحتكام إلى دورة «البلاي أوف» لتحديد الصاعدين، وما خلفته من ردود أفعال في نهاية الموسم، فضلا عن سقوط 12 فريقا إلى قسم ما بين الرابطات، في «كوطة» قياسية، والنظام الحالي يجعل الصعود أوتوماتيكيا لبطل كل مجموعة، بينما سيكون السقوط المصير الحتمي، لثلاثي مؤخرة ترتيب كل فوج. استئناف المنافسة سيكون تحت إشراف الرابطة الوطنية للهواة، لكن بتفويض مؤقت من الفاف للرئيس علي مالك، في إجراء "ظرفي" يدخل موسمه الثاني تواليا، في انتظار إضفاء "الشرعية" بعد تنظيم الجمعية الانتخابية، وهذا عقب المصادقة على القانونين الأساسي والداخلي، ولو أن تواجد 32 فريقا على خط الانطلاق لا يضع كل الأندية في نفس الكفة، بل أن تركيبة مجموعة "وسط - شرق" تبقى تحتفظ بطابع "خاص"، في وجود الكثير من الفرق التي اعتادت على اللعب في القسم الأول، فضلا عن طابع "الديربي" الذي تكتسيه المقابلات، كما أن التحضيرات اختلفت من فريق إلى آخر، دون تجاهل إسقاطات عقوبة المنع من الاستقدامات، الصادرة عن الغرفة الفيدرالية للمنازعات، والتي مست 14 ناديا من إجمالي تركيبة القسم. من هذا المنطلق، فإن دخول الأندية غمار البطولة سيكون بمعطيات متباينة، لأن الرباعي النازل من الرابطة المحترفة الأولى، وجد صعوبة كبيرة في ترتيب البيت، كون فترة الراحة كانت قصيرة، ولم تدم سوى 62 يوما، إضافة إلى الاصطدام بقرار المنع من الاستقدامات، الأمر الذي أجبر أهلي البرج على الاعتماد على تعداد كله من الرديف، مع تواجد شبيبة سكيكدة أمام حتمية تسديد نحو 2,5 مليار سنتيم للحصول على إجازات "الجدد"، في الوقت الذي تجاوزت فيه إدارة جمعية عين مليلة هذا الحاجز القانوني، بالاستفادة من قرار اقتطاع الديون من عائدات البث التلفزيوني، بينما ظلت أندية أخرى سبق لها اللعب تحت مظلة "الاحتراف"، عاجزة عن تأهيل لاعبيها الجدد، جراء تمسك غرفة المنازعات بموقفها القاضي بربط استخراج إجازات المستقدمين بتسديد ما يمثل نسبة 30 بالمئة من الديون، المقيّدة في القرارات الصادرة قبل سنة 2021، وهو الاجراء الذي راحت ضحيته 6 أندية من مجموعة "وسط - شرق"، ويتعلق الأمر بكل من اتحاد عنابة، مولودية العلمة، شباب باتنة، مولودية قسنطينة وشبيبة ومولودية بجاية. هذه "العقبة" أسقطت الكثير من إفرازات "الميركاتو" في الماء، لأن معظم هذه الفرق ستضطر لتدشين المشوار بالرديف، بداية بثنائي مدينة بجاية، وكذلك الحال بالنسبة لأهلي البرج، بينما ستتسبب هذه العقوبة في تجريد بعض القمم التقليدية من "نكهتها" المعتادة، انطلاقا من مواجهة شباب باتنة وشبيبة بجاية، مرورا بديربي القاعدة الشرقية بين اتحاد الشاوية وشبيبة سكيكدة، وصولا إلى اللقاءين المبرمجين بالعلمة والتلاغمة، في ظل تواجد "البابية" و"طلبة" بونة" تحت طائلة العقوبة "الإدارية". بالموازاة مع ذلك، فإن سبعة فرق أخرى من هذه المجموعة ستدخل غمار المنافسة، بنية الاستثمار في وضعية تلك النوادي، انطلاقا من اتحاد الشاوية، الذي يبقى الفريق الوحيد الذي سبق له اللعب في الرابطة المحترفة، لكنه نجا من "مقصلة" غرفة المنازعات، وكذا اتحاد خنشلة، الذي اعتاد على لعب الأدوار الأولى، بدليل أنه كان طرفا بارزا في معادلة الصعود الموسم الفارط، إضافة إلى نادي التلاغمة، بينما سيكون اتحاد الأخضرية ضيفا على هذه الجهة، بعدما تفادى السقوط بهدية "رياضية،" في آخر جولة من الموسم الماضي في فوج الوسط، في الوقت الذي ستشهد فيه التركيبة تواجد ثلاثة ضيوف جدد، بعد نجاح شباب برج منايل وحمراء عنابة في العودة إلى القسم الثاني، بعد غياب تجاوز ثلاثة عقود من الزمن، ليبقى اتحاد ورقلة "الزبون" الصغير، وتدشين أول مغامرة في هذه الحظيرة، مبرمج بملعب العقيد شابو بعنابة.