قيم عضو السلطة الوطنية للانتخابات عبد الوهاب بن جلول أمس الخطاب الانتخابي المعتمد من قبل المرشحين للاستحقاقات القادمة بالمتزن والهادئ، بفضل تركيز المشاركين على شرح البرنامج الانتخابي، مسجلا أيضا طغيان العمل الجواري على التجمعات بالقاعات المغلقة، حرصا من المترشحين على التقرب أكثر من الناخبين. أفاد عضو التنفيذية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لتقرت عبد الوهاب بن جلول عدم تلقي شكاوي من قبل المترشحين للانتخابات المحلية التي ستجري يوم 27 نوفمبر الجاري، حول عدم احترام قانون الانتخابات من قبل مترشحين، أو الانحراف عن الخطاب الانتخابي الموضوعي والهادف. ونفى المصدر في رده على سؤال «للنصر» تلقي المندوبية التنفيذية أي إخطار يتعلق بهذا الجانب، مما يؤكد حسبه، التزام المترشحين خلال الأسبوع الأول للحملة الانتخابية بالقانون المنظم للعملية، ويعكس طبيعة الأجواء الهادئة والعادية التي تميز الحملة الانتخابية عبر كافة الولايات، التي تشهد تنظيم تجمعات وخرجات جوارية وتسابقا من المترشحين على نيل أصوات الكتلة الناخبة. وتتلخص بعض الشكاوى التي رفعها مترشحون على مستوى المندوبيات التنفيذية، في عدم احترام الفضاءات المخصصة لوضع الملصقات الإشهارية الخاصة بقوائم الترشيحات، بسبب تعمد البعض وضعها في الأماكن غير المخصصة لها، مما أثار انزعاج الأحزاب السياسية التي طالتها هذه التجاوزات، مما دفعها إلى دعوة المندوبيات التنفيذية للتدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، ووضع حد لهذه الممارسات المخلة بقواعد المنافسة الشريفة. وفسر المتدخل غياب الملصقات على مستوى الكثير من اللوحات الإشهارية التي تم توزيعها على النقاط المحورية للبلديات، بخشية الأحزاب السياسية من أن يتم تمزيقها أو اتلافها من قبل أيادي التخريب، لذلك تم تأجيل وضعها إلى غاية احتدام الحملة الانتخابية، تجنبا لمصاريف إضافية قد تثقل كاهل المترشحين. وعقب المتحدث على المنشورات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي بشأن ممارسات قام بها مترشحون لنيل أصوات الناخبين، كتنظيم الولائم ومنح امتيازات وهدايا رمزية، قائلا إن المندوبيات التنفيذية تتعامل بما ينص عليه قانون الانتخابات، ولا تأخذ بعين الاعتبار ما ينشر على هذه الصفحات من معلومات وأخبار. وتشهد الحملة الانتخابية للاستحقاقات القادمة إقبالا مكثفا على العمل الجواري والخرجات الميدانية من طرف المترشحين، إذ تتلقى المندوبيات التنفيذية للسلطة الوطنية للانتخابات يوميا العشرات من الإخطارات لتنظيم حملات جوارية من قبل المترشحين، الذين فضلوا هذه المرة التقليل من التجمعات بالقاعات المغلقة، والتوجه المباشر للناخبين لمخاطبتهم بلغة الإقناع وبالبرامج التي يحملونها بعد أن اثبت هذا الأسلوب نجاعته. وطغت الحملة الجوارية على التجمعات الشعبية خلال هذه الانتخابات مقارنة بالتشريعيات السابقة، بالنظر إلى طبيعة الانتخابات المحلية التي ترتبط مباشرة بالانشغالات اليومية للمواطنين، من تنمية وتهيئة عمرانية ونظافة المحيط، فضلا عن تشييد المرافق التي تضمن لهم حياة كريمة. ويجتهد المترشحون لإيصال البرامج التي يحملونها للمترشحين، بالنزول إلى الفضاءات العامة للتقرب من المواطنين والإصغاء لانشغالاتهم وتقديم الحلول لمعالجة المشاكل التي تعاني منها كل بلدية، وأضحى العمل الجواري الصفة الطاغية على الحملات الانتخابية لمختلف الاستحقاقات. ورأى في هذا السياق عضو المندوبية التنفيذية لتقرت عبد الوهاب بن جلول بأن الحملة الانتخابية الجوارية تفرض على المترشحين التوجه إلى الناخبين لمخاطبتهم والإصغاء لهم، عكس التجمعات الشعبية بالقاعات المغلقة، التي تلزم المتعاطفين أو المناضلين بالتوجه إلى المترشحين للتعرف بهم والسماع لما يقترحونه من حلول للمشاكل المحلية. وتواصل الأحزاب السياسية تنشيط الحملة الانتخابية التي انطلقت بصفة محتشمة على العموم، وهي السمة التي تطبع عادة العملية في بداياتها، وسط توقعات بأن تزداد كثافة وحماسا خلال الأيام القادمة، وفق المصدر.