استغل أولياء العطلة المدرسية الشتوية التي تم تمديدها إلى 21 يوما، لوضع برنامج صارم لمراجعة أبنائهم و تدارك النقائص المسجلة في الفصل الأول، بعيدا عن اللهو و الترفيه، في الوقت الذي يحذر الأخصائيون، من هذه السلوكيات، و يشددون على حق الطفل في الراحة و اللعب. أثارت نتائج التلاميذ في الفصل الدراسي الأول، استياء فئة من الأولياء، و طموح فئة أخرى، لتحسين مستوى أبنائهم الدراسي، و ذلك عن طريق إتباع برنامج خاص، قالوا أنه سيكون قائما على المراجعة اليومية، إلى جانب الدروس الخصوصية التي قرروا مواصلتها، حتى خلال العطلة. قالت إحدى الأمهات للنصر، أنها لن تسمح لأبنائها باللعب طيلة أيام العطلة، خاصة و أن نتائجهم غير مرضية خلال الثلاثي الأول، موضحة أنها ستستثمر العطلة طولا و عرضا، حسب تعبيرها، لتطبيق برنامج خاص للمراجعة اليومية بعد انتهاء الأسبوع الأول من العطلة، فيما ستخصص لهم وقتا قصيرا للعب، على أمل استدراك ما يمكن استدراكه. أما السيدة سارة، فأكدت أنها ستحافظ على نفس برنامج أيام الدراسة، في ما يتعلق بالدروس الخصوصية، مشيرة إلى أن أبنائها يواصلون متابعتها مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، و يراجعون يوميا دروسهم، خاصة الرياضيات، مواد الحفظ و اللغات. أما السيدة دلال، فقالت أنها لن تتوقف عن تدريس ابنها خلال أيام العطلة، خاصة و أن مستواه في الثلاثي الأول، لم يكن مقنعا، و ستحاول استثمار العطلة، لمساعدته على التحسن في المواد التي بينت نتائجه، أنه ضعيف فيها. rالأخصائية النفسانية بوحدة المتابعة التربوية كاميليا حاكوم حق الراحة و الترفيه مهم و الباقي مراجعة منظمة تدعو الأخصائية النفسانية بوحدة المتابعة التربوية، كاميليا حاكوم، الأولياء إلى عدم حرمان أبنائهم من الراحة، بعد فصل طويل و متعب، فبإمكانهم الاستمتاع بالراحة و الترفيه، و الخروج و القيام بأنشطة، خلال الأسبوع الأول من العطلة، الذي اعتبرته هدية من وزارة التربية لهم، ثم الشروع في المراجعة و تدارك الدروس بعد ذلك. و تحذر الأخصائية الأولياء من حرمان أبنائهم من الراحة، و تنصحهم بعدم إرباكهم، بل العمل على الجانب النفسي و العلمي، و محاولة ضبط برنامج يتراوح بين الراحة و الدراسة، تحضيرا للدخول في فصل ثان، يكون أفضل. rالأخصائية النفسانية حمادة دلال الكثير من الأولياء يحتاجون إلى الراحة في العطلة أكثر من أبنائهم قالت الأخصائية النفسانية بوحدة المتابعة المدرسية بالمدينة الجديدة علي منجلي قسنطينة، أن الكثير من الأولياء، الذين يدرس أبناؤهم في الطور الابتدائي، تعبوا كثيرا في تدريس أبنائهم، خاصة خلال الفترة التي سبقت تنظيم الامتحانات، و ذلك بالنظر إلى وتيرة المراجعة، و ذلك أتعب الأولياء و كذا الأبناء، و بالتالي هم بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة، قبل الشروع في المراجعة، أو التحضير للفصل الثاني. و انتقدت الأخصائية إهمال بعض الآباء و الأمهات لعنصري الراحة و اللعب بالنسبة للأطفال، موضحة أن هذه الفترة مهمة جدا و تعتبر جزء من معادلة النشاط و الحيوية، خاصة مع ثقل البرنامج. و أضافت أن الأسبوع الإضافي للعطلة، جد مفيد، فهو سيسمح باللعب أكثر، و اللعب ينشط المخ، لهذا يجب الحرص على استثمار العطلة، بتقسيمها بين الدراسة و الخرجات الترفيهية، و زيارة الأقارب. و أكدت أن المراجعة ستكون أسهل بالنسبة لتلاميذ المتوسط و الثانوي، لأنهم أكثر وعيا، بينما تبقى المرافقة مهمة بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي، الذين يحتاجون إلى ضبط برنامج خاص للمذاكرة، بلا إفراط و لا تفريط، لضمان عدم هدر أو حرمان الأطفال من حقهم في اللعب، خاصة في ظل الهوس بالدراسة المسجل عند الكثير من الأولياء. rمعلمون يؤكدون ثلاثة أسابيع كافية للراحة، اللعب و الدراسة انتقدت المعلمة في الطور الابتدائي شبيلة بوشمة، تسجيل غيابات بالجملة بين تلاميذ الفوجين اللذين كان من المفروض أن تدرسهما يوم الخميس الأخير قبيل العطلة، محملة المسؤولية لأولياء هؤلاء التلاميذ. و في سياق ذي صلة، تحدثت عن عدم قيام معظم التلاميذ بالواجبات و التمارين التي قدمتها لهم لحلها خلال العطلة، و تتوقع أن يحلها أولياؤهم في آخر يوم من العطلة، خوفا من العقاب، و تدعو الأولياء إلى تدارك الوضع، و مساعدة أبنائهم في مراجعة دروس الفصل الأول، الذي يعتبر أطول فصل، و تدارك النقائص المسجلة لديهم، و كذا التحضير للفصل الثاني، من أجل تحقيق أفضل النتائج. من جهتها انتقدت أستاذة التعليم المتوسط، فايزة بن زنيبة، عدم مرافقة الكثير من الأولياء لأبنائهم، خاصة في مرحلة المتوسط، و دعتهم إلى التحلي بروح المسؤولية و مساعدة أبنائهم على تدارك نقائص الفصل الأول، من خلال مراجعة الدروس معهم و تشجيعهم على الحفظ، خاصة بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية، و لو أنه، حسبها، لا يمكن أن يعوض الأولياء في البيت دور المعلم في المدرسة، إلا أن دورهم يبقى مهما، خاصة خلال عطلة مدتها 21 يوما، تصب في مصلحة التلاميذ، إذا تم استغلالها بشكل جيد.