عرف المخيم الوطني الثامن للأنشطة العلمية، المقام بولاية جيجل، مشاركة 150 شابا، قادمين من 32 ولاية، حاملين معهم ابتكاراتهم في الإلكترونيك، علم الفلك و السمعي البصري، فكانت المنافسة كبيرة بين هؤلاء المخترعين الذين اغتنموا الفرصة للنقاش و تبادل الخبرات، كما كان للأطفال نصيب كبير من الابتكارات المعروضة التي أبهرت الزوار. زائر مختلف أجنحة المخيم، سيجد المشاركين الكبار و الصغار، منهمكين في تركيب اختراعاتهم، و عرضها على الحضور من شباب و عائلات، مرفقة بأبنائها، لإطلاعهم على معروضات المخيم الشباني، و قد حاولت النصر، نقل بعض الابتكارات التي تضمنها المخيم. طفلة تبدع في ابتكار"عصا الأعمى" قالت ماريا بوطاوي ( 16 سنة)، ممثلة دار الشباب لبلدية العوانة بجيجل، للنصر، بأنها شاركت في المخيم بابتكار يتمثل في "عصا الأعمى"، و هي موجهة لشريحة المعاقين بصريا، مزودة بجهاز معدل "حساس"، قامت الفتاة بإدخال تعديلات عليه، لإطلاق إنذار و إشعار بالهزاز، عند الاقتراب مسافة 20 سنتمترا من الخطر، لإبلاغ الشخص المعني، بأنه يمكن أن يصطدم بحاجز أو معيق للحركة، ليبتعد حامل العصا عن الخطر، كما أن العصا تقوم بإطلاق ضوء، لكي يراه المارة و يقدموا المساعدة للكفيف، حسب المتحدثة. و أضافت بأن العصا تساعد أيضا شريحة الصم و البكم، بواسطة إشعارات الهزاز، مشيرة إلى أنها عملت طيلة شهور على المشروع، و ساعدها مؤطرو النادي الذي تنشط به، على تطوير العصا، ذات الخصائص البسيطة، على حد تعبيرها، و يمكن صنعها و تطويرها بأقل التكاليف، مؤكدة أن المخترع يجب أن يساهم في تقديم إضافة للمجتمع، و حل مشاكل الفئات المهمّشة. مشروع مدينة ذكية و نظيفة فكّر مخترعون من ولاية تيارت، في القضاء على مشكل رفع القمامة عبر مشروع مدينة ذكية و نظيفة، حيث قال ساعد عبادوي، رئيس جمعية أشبال المستقبل من تيارت، بأن المشروع أعده الطفل خليل محمد عبد الرزاق، بعد دراسة مشاكل النظافة في المدن و تراكم الأوساخ بالحاويات. يتمثل الحل، في منع الرمي العشوائي للقمامة، و برمجة إخراج القمامة من المنزل في موعد مرور شاحنة رفع القمامة، و بالنسبة للمدن الكبرى و المستقبلية، تم التفكير في استخدام الذكاء الصناعي، حيث يكون رمي القمامة من المطبخ، مباشرة إلى تحت الأرض، و الحاويات تعلم مؤسسة رفع القمامة، بكمية القمامة و وقت ملء الحاويات، ما يمكن "الروبوت" المتطور من التدخل لرفع النفايات المنزلية، مع توفير خاصية إخفاء صناديق القمامة، مما سيقلص من الرمي العشوائي، و كذا مخاطر تنقل عدوى الأمراض و تشويه المنظر العام. صندوق الرمل بالواقع المعزز يبهر الزوار قدم مخترعون من الجزائر العاصمة، تقنية حديثة، قاموا بتطويرها في صندوق الرمل بالواقع المعزز، و أوضح الشاب المخترع، أيمن زقيوة، بأن "صندوق ساندبوكس التفاعلي"، عبارة عن صندوق مملوء برمال الشاطئ العادية، و مستشعر عمق و جهاز عرض في الأعلى، ينتج صورا تفاعلية على الرمال، عن طريق تحريك و بناء الرمال، و يمكن، للمستخدم إنشاء ثوران بركان و تدفق أنهار و إبراز محيطات و جبال، حيث تقوم تقنية الواقع المعزز، بتحويل صندوق رمل بسيط إلى جهاز تفاعلي مبتكر للتعليم و الترفيه. و أضاف الشاب بأن، الواقع المعزز، هو تقنية تجعل الأشياء المعتادة تنبض بالحياة، من خلال إضافة مداخلات حسية، و تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر، و محاكاة الصوت و الفيديو، و يستعمل الصندوق، في الطرق العلاجية الواسعة. ابن 15 سنة يصنع سيارة ذكية تعمل عن بعد تمكن الطفل عبد الرحمان بن يوسف، 15سنة ، من نادي الابتكار " العطف" بولاية غرداية، من صناعة سيارة ذكية تعمل عن بعد، حيث يتم تسييرها عبر العديد من الأنظمة، و يستعمل البلوتوت و الهاتف النقال لتجنب الحواجز، و الاصطدام بمختلف الأشياء التي تعيق حركة السير، مشيرا إلى أنه يعمل على تطويرها لتصبح سيارة حقيقية، مضيفا بأن المشروع عبارة عن تطبيق لما تعلمه بالجمعية. كما قدم العديد من المشاركين الآخرين اختراعات تهدف إلى تقديم تسهيلات في الحياة اليومية، على غرار قيادة المركبات بطرق ذكية، حظائر السيارات الذكية، و فتح أبواب المنازل بتقنيات ذكية، و الحقيبة الذكية، و نموذج مصغر لحديقة ذكية، و تطوير نظام التعرف على الأشخاص، مجسم القبة السماوية، الطابعة الثلاثية، المنظار الذكي. و تزين المعرض المقام، بأجنحة لنوادي علم الفلك، و فيديوهات ترويجية لمختلف الولايات. و أشار، سفيان روابي، رئيس الرابطة الولائية للنشاطات العلمية و التقنية للشباب، بأن المخيم العلمي المقام، جاء في وقته، للتعريف بإبداعات الشباب المخترعين و إبراز نشاطات النوادي العلمية من شتى الولايات، في عالم الإلكترونيك، الفلك والسمعي البصري. و أكد مدير ديوان مؤسسات الشباب، بأن المخيم في طبعته الثامنة، عرف مشاركة ما يفوق 32 ولاية، بأزيد من 150 مشاركا في طبعته الثامنة، مشيرا إلى أن المشاركة الكبيرة تعكس مدى اهتمام الشباب الجزائري بعالم الإبداع و الاختراع. و ثمّن الزوار الاختراعات المقدمة، و ذكر طلبة من جامعة جيجل، بأنهم تعرفوا على بعض المبدعين القادمين من شتى الولايات، خلال الاحتكاك بهم، و اكتسبوا بعض المعارف في مجال الإلكترونيك، و أكد آخرون بأنهم أحبوا عالم الابتكار، بفضل المخيم. و يذكر أن المخيم الوطني الثامن للأنشطة العلمية للشباب، سيتواصل إلى غاية يوم غد، الموافق ل27 ديسمبر الجاري.