أبو جرة: سندخل الانتخابات بقائمة اسلامية موحدة وكلينتون وضعت حجرا في فم خصومنا كشف أمس رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني بأن مجلس الشورى الوطني للحركة قد وافق على دخول التكتل الإسلامي المكون حاليا من ثلاثة أحزاب وهي حمس والنهضة والإصلاح ورسمه، في إطار مسعى يرمي إلى تكوين أسر سياسية جديدة وجديرة كما قال بالتأسيس لمرحلة جديدة من تاريخ البلاد، ودعا بالمناسبة إلى ضرورة كسب رهان مصداقية الانتخابات المقبلة وطلب في هذا السياق من رئيس الجمهورية إصدار آلية قانونية لترجمة إرادته السياسية في نزاهة الانتخابات المقبلة. وأوضح السيد أبو جرة في ندوة صحفية عقدها في مقر الحركة بالمرادية بأن مجلس الشورى الذي اجتمع أول أمس في دورة استثنائية قد أقر تعديل خطة وبرنامج 2012 الذي تم وضعه في دورة جانفي الأخير كما وافق على فكرة توسيع النظرة من الحزبية إلى صناعة أسر سياسية ووافق في هذا السياق على دخول التكتل الإسلامي من حيث المبدأ وفوض المكتب التنفيذي للحركة لإدارة هذا الملف من أجل إنضاج الفكرة وبلورتها. وأكد رئيس '' حمس '' في ذات السياق حرص حركته لإنجاح مسعى هذا التكتل الإسلامي الذي وصفه بالاستراتيجي من خلال وضع برنامج مشترك ورؤية مستقبلية موحدة لا تنتهي بانتهاء 2012، كما أكد بأن الأحزاب الثلاثة المشكلة للتكتل متفقة على دخول الانتخابات المقبلة بقوائم موحدة وخوض الحملة الانتخابية ببرنامج موحد وخطاب موحد أيضا لكون أن هذا التكتل ليس تكتلا ظرفيا أو انتخابيا وقال أن صياغته ستتم بين الأطراف الثلاثة وكشف بأن التوقيع الرسمي لقيادات الأحزاب الثلاثة المشكلة للتكتل،على بروتوكول الاتفاق النهائي لهذا التكتل سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة. وبحسب أبو جرة فإن الباب سيبقى مفتوحا أمام أحزاب التيار الإسلامي الأخرى لدخول هذا التكتل '' دون أي قيد أو شرط من أجل القضاء حسبه على حالة الانقسام والتشرذم في أوساط الإسلاميين ''، كما دعا الأحزاب الوطنية والديمقراطية بدورها إلى تشكيل تكتلات كمقدمة ضرورية من أجل التحالف مستقبلا بين الأسر السياسية ( الإسلاميين والوطنيين والديمقراطيين ) من أجل استكمال مسار الإصلاحات والاطمئنان على مستقبل الجزائر مشددا على ضرورة أن تضمن هذه الإصلاحات خروجا آمنا من ما وصفه باحتكار السلطة. وعبر رئيس حمس في هذا الصدد عن رفضه بأن يحكم الإسلاميون وحدهم البلاد أو أن يحكمها الوطنيون وحدهم أو بأن يحكما الديمقراطيون أيضا وحدهم على اعتبار أن '' الجزائر قد حررها الجميع ويبنيها الجميع'' وذلك من أجل ما عبر عنه أبو جرة بكسر الاحتكار والهيمنة والقطبية في الحكم. وعن حظوظ تمثيل المرأة في قوائم التكتل قال أبو جرة أن الاتفاق المبدئي جرى على تخصيص ما نسبته 33 بالمائة من عدد المترشحين للعنصر النسوي مشيرا إلى أن اللجنة الثلاثية لأحزاب التكتل ستحرص على تكريس هذا المبدأ. وأثناء تطرقه لما جاء في خطاب رئيس الجمهورية الذي ألقاه قبل أيام في أرزيو بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين سجل أبو جرة سلطاني بأن الرئيس بوتفليقة قد أبدى إرادة سياسية قوية في تنظيم انتخابات نزيهة، وحذر من مغبة تزويرها وطالب بالمناسبة الرئيس بترجمة هذه الإرادة بإصدار أمرية رئاسية ( آلية قانوني ) يحدد فيها صلاحيات القضاة والإدارة والأحزاب أيضا في الإشراف على الانتخابات من أجل كسب ما عبر عنه برهان مصداقية الانتخابات المقبلة، تجنبا لأي تهديدات خارجية قد تزايد على الجزائر باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وشدد أبو جرة على أن مصداقية الاستحقاق المقبل لا يجب أن تتلاعب بها الإدارة أو القضاة أو الأحزاب. وفي إجابته عن سؤال حول رد فعله على التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثناء زيارتها أول أمس للجزائر رد زعيم حمس بأنه فهم الرسائل الأربعة التي وجهتها رئيسة الدبلوماسية الأمريكية '' خمسة على خمسة '' وهي أن الولاياتالمتحدة تريد إعادة الكلمة للشعوب ومقتنعة بأن الحكومات مهمتها التنمية، وأنها لا تتدخل في شؤون الدول والأحزاب التي تراعي المعايير الدولية في الانتخابات والتسيير وكذلك أن الولاياتالمتحدة تحترم الجزائر لانتهاجها سياسة الإصلاحات. كما نوه أبو جرة بتأكيد كلينتون بأن بلادها لم تقدم أي تمويل للأحزاب الجزائرية معتبرا بأن المسؤولة الأمريكية قد ألقت بحجر ثقيل في فم الأحزاب التي ادعت بأن الأحزاب الإسلامية تتلقى تمويلات من أمريكا.