حسان بن زراري صاحب مقهى في "وقت الوئام" لمرزاق علواش كشف الممثل حسان بن زراري بأنه انتهى مؤخرا من تقمص شخصية صاحب مقهى بمدينة البيض يوظف إرهابيا تائبا كنادل في فيلم سينمائي لمرزاق علواش ، منوها باحترافية هذا المخرج و اعتماده كليا على إمكانياته الفنية و التقنية والمادية الخاصة لتقديم نظرة سينمائية عميقة لواقع بلاده و المشاكل و الظروف التي تمر بها ،مشيرا إلى أن هذا الأخير استغل المائة ألف دولار التي حصل عليها لدى افتكاكه لجائزة أفضل فيلم عربي بالدورة الثالثة لمهرجان الدوحة السينمائي الدولي "ترايبكا" في السنة الماضية عن فيلمه المثير للجدل "نورمال " من أجل تمويل عمله الجديد :"وقت الوئام". الفنان الذي يتواجد حاليا بمدينة بسكرة من أجل مواصلة التحضيرات للقاء 24 مارس القادم بزيرالدة الذي سيجمع شمل ممثلي الفنانين من مختلف أرجاء الوطن في إطار فعاليات المرصد الجزائري للفنان، الهيئة المستقلة التي ترعاها أكاديمية المجتمع المدني ، أوضح في اتصال بالنصر ، بأن تصوير "وقت الوئام" انطلق في 12 فبفري الجاري و سيتواصل بمنطقة البيض إلى غاية نهاية الأسبوع الأول من شهر مارس ،و تتراوح مدته بين ساعة و نصف و ساعة و 45 دقيقة و هو من تأليف و كتابة و إنتاج و إخراج مرزاق علواش الذي سينتقل بعد الانتهاء من التصوير إلى فرنسا حيث يقيم ،من أجل القيام بعملية المونتاج و باقي الخطوات التقنية ليعرضه لاحقا . و يشارك بن زراري تجسيد شخصيات الفيلم الذي وصفه ب"الرائع"،مجموعة من الممثلين المعروفين من بينهم خالد بن عيسى و عديلة بن ديمراد و نبيل عسلي و محمد آدار و باقة من الوجوه الواعدة .و يسلط الضوء على مرحلة ما بعد العشرية السوداء و استفادة الكثير من الجزائريين الذين جرفهم تيار العنف و الدماء بعيدا عن جادة الصواب من التدابير التي اتخذتها السلطات لاستعادة الأمن و الأمان و السعي لإدماجهم مجددا بالمجتمع و على رأسها قانون الوئام المدني . القانون الذي حفز بطل الفيلم و هو شاب في زهرة العمر على مراجعة مواقفه السابقة ، فهرب من الجبل و سلم سلاحه ،معلنا توبته و رغبته في طي صفحة ملطخة بالدماء و فتح أخرى بيضاء بين أحضان أهله و أصدقائه و لم يلبث أن جرب مختلف الطرق لنسيان الماضي أو على الأقل دفع الآخرين للتعامل معه كانسان جديد من منطلق أن التائب كمن لا ذنب له ، لكن دون جدوى .حاول في بداية المطاف السفر و الهجرة و حتى "الحرقة" ففشل ، و لم يجد مفرا من العودة إلى ذويه .و بعد طول بحث و انتظار وجد عملا كنادل بمقهى. اعتقد أنه وجد أخيرا طوق النجاة و الخلاص من معاناته خاصة و أنه وجد التشجيع و الحب و التفهم من والده لكنه لم يسلم من نظرات النبذ و الازدراء و الارتياب في عيون أبناء بلدته ، و تطورت بسرعة النظرات والتلميحات إلى كلام جارح و إهانات و اتهامات و ضغوط و استفزازات ثم اصطدامات مع شباب بلدته . ذات يوم، أفلتت أعصابه و فقد كل قدرة على التحمل و الصبر لأنه اتهم بارتكاب مجزرة هو بريء منها وسرعان ما تورط في معركة دامية انتهت بموت شاب و دخوله للسجن ... شرح محدثا بأنه صور دوره في قلب موسم الثلج و البرد القارس ،لكن أجواء المودة و التفاهم و الانسجام و الاحترام السائدة بين أعضاء الفريق الذي يقوده المخرج العالمي مرزاق علواش ، أضفت الكثير من الدفء و الاحترافية و التميز على العمل . و أضاف بأنه لم يتردد للحظة عندما اقترح عليه هذا المخرج العمل معه ،لأنه يثق بقدراته و كفاءته و كل ما أثير من ضجة و جدل حسبه حول فيلمه الموسوم "نورمال"لدى عرضه بمهرجان وهران السينمائي الدولي ،مجرد زوبعة في فنجان ،مؤكدا بأنه لا يمس بالجزائر و الجزائريين بل يصور مشاكل من صميم واقعهم ،يفكر فيها الآخرون و يعرفونها لكنهم يلوذون بالصمت و الكبت و النفاق بينما أزاح عنها علواش اللثام و سلط ضوء الصراحة و الصدق و الجرأة باحترافية عالية . و يرد محدثنا على من أثاروا ضجة كبيرة بعد عرض عمل حول الجزائر بالجزائر على حد تعبيره قائلا :"أمام السينما يجب أن نكون واقعيين نحترم رأي وعمل الآخرين ...اعملوا ثم انتقدوا علواش الذي لا يأخذ دينارا واحدا من الجزائر و يكتب و يخرج و ينتج أعماله حول الجزائر بروحها و كل خصائصها الاجتماعية من ماله وبامكانياته الخاصة ". و أشار إلى أن "نورمال" افتك جائزة أفضل فيلم بمهرجان الدوحة و استغل المخرج قيمة الجائزة و هي مائة ألف دولار من أجل انجاز "وقت الوئام" .الفيلم الذي يسلط الضوء على أبعاد تطبيق قانون الوئام المدني حسب وجهة نظر المخرج ، مما جعل بطله يقول إذا لم يعرض بالجزائر ، ستبثه قنوات تليفزيونية و قاعات سينما أجنبية و سيشارك في مهرجانات ومنافسات عالمية . إلهام.ط