زربية " الفرّاشة" تقليد لا يستغني عنه جهاز العروس البلعباسية "الفرّاشة" إسم الزربية التقليدية البلعباسية التي لازالت تضفي لمسة جمالية ودفء الصوف المزركش بألوان الطبيعة ، يعود عمرها لأكثر من قرنين ، وقد ارتبطت لسنوات بجهاز العروس بالمنطقة الذي لا تقبل فيه أن تزف إلى بيتها بدون أن تحمل معها أربعة أنواع منها ، حيث تختار بنفسها الفراشات التي تناسبها وهي نوعين (للزينة،والغطاء) حمل نماذج منها السيد رغيوى عامر صاحب ورشة لصناعة الزربية التقليدية بمناسبة الأسبوع الثقافي لولاية سيدي بلعباس بقسنطينة. وصاحب هذا الحرفة أكد بأن هذا الإنتاج لازال يحافظ على مكانته في المنطقة،وقال أن العروس تأخذ في جهازها بين أربعة وخمسة أنواع من الزربية، وهذه العادة لازالت سائدة في عرف الأسر البلعباسية لما يشكله التراث من قيمة معنوية في المنطقة. ولتشجيع هذا المنتوج التقليدي والحفاظ عليه بادرت الدولة إلى إنشاء 6ورشات عبر الولاية من بينها ثلاثة مختصة في إنتاج"الفرّاشة" التي يستعملها السكان إلى حد اليوم للفراش والغطاء،حيث توجد منها أصناف تميز المنطقة فيما يخص الرسوم والأشكال التي يحرص الحرفي على إبرازها،وهي مستمدة من نقوش التراث الذي يحافظ على أصالة المنطقة. و الورشة تشتغل بمجموعة من الشباب الذين يتولون إنتاج الزربية وهذا لنقل هذه الحرفة إلى الجيل الجديد حتى لا تختفي أمام منافسة الزربية العصرية التي تطرح في السوق بأسعار تنافسية لمحاصرة المنتوج التقليدي الذي يعاني من الندرة لعدة أسباب كنقص المادة الأولية وغلائها في السوق. ومن جهة أخرى قال الحرفي أن الأدوات المستعملة قديما من طرف الجدات لازالت حاضرة إلى اليوم في الورشة مثل المغزل،القرداش، مشط الصوف وغيرها. ويرى أن غلاء الفراشة في السوق يرجع بالدرجة الأولى إلى نقص المادة الأولية وهي الصوف حيث يواجه الحرفي أو الورشات المختصة صعوبة كبيرة في الحصول عليها وإذا وجدت فإنها طبعا تكون بأسعار باهظة ما يجعل سعرها في السوق خيالي ، أبسطها لا يقل سعرها عن الثلاثة ملاين سنتيم ،ورغم هذا فإن الورشات تقتنيها حرصا على توفيرها والحفاظ عليها من الإندثار لأنها تمثل رمز الأصالة التي تفخر بها ولاية بلعباس،حيث يحاول كل حرفي إبراز هذا الرمز المستوحي من الرسوم التي احتوتها الفرّاشة القديمة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من قرنين عندما ظهرت سنة 1800بالمنطقة ولازلت بشكلها إلى اليوم حيث تبرز بأشكال معروفة في الجهة وتسمى(التسلسل)نسبة إلى تسلسل الزهرات التي تزين حوافيها . واعترف صانع الفرّاشة بنقص إنتاجها في السنوات الأخيرة لكون الحرفيين أصبحوا يعزفون عنها لصعوبتها حيث يستغرق إنتاج زربية واحدة من 15يوما إلى شهر وهذا من بين العوامل التي لا تشجعهم على مواصلة ممارسة هذه الصنعة في مواجهة الزربية الصناعية العصرية.