اعتبر مدرب اتحاد الفوبور منير بلطرش، الفوز المحقق في قمة الموسم على حساب رائد بوقاعة، بمثابة المفتاح الذي اقتحمت بفضله تشكيلته بوابة الصعود، وأكد بأن الحلم كبر، وأصبح قابلا للتجسيد. وأشار بلطرش في حوار خص به النصر، إلى أن المهمة لم تنته بعد، وأن المنعرج سيكون في اللقاءين القادمين، ولو أنه أبدى الكثير من التفاؤل، بخصوص القدرة على تحقيق الحلم، وأشار إلى أن إصرار اللاعبين على عدم تفويت الفرصة، يبقى أبرز سلاح في المرحلة المتبقية من الموسم. في البداية ما تعليقكم على الانتصار العريض الذي حققتموه في قمة الموسم على حساب رائد بوقاعة؟ الأكيد أن أكبر المتفائلين لم يكن يتوقع أن تكون النتيجة ثقيلة، لكن «السيناريو» الذي سارت على وقعه المقابلة، كشف عن الإرادة الكبيرة التي لعبت بها عناصرنا، لأن الرغبة في الانتصار كانت كافية لرفع التحدي، سيما وأن فريقنا سرق الأضواء، وأصبحت له مكانة في أوساط المتتبعين للشأن الكروي بقسنطينة وكذا السلطات المحلية، وهذا كله بفضل النتائج الإيجابية المحققة، والدليل على ذلك أن هذه القمة استقطبت أنظار جمهور غفير، وقد حظينا بمؤازرة عدد معتبر من أنصار باقي فرق المدينة، وهو أمر يحدث لأول مرة، إلا أنه أعطى المجموعة دفعا معنويا كبيرا، ودفع بهم إلى تحقيق الانتصار. لكن الرباعية فاجأت كل المتتبعين، فكيف كان ذلك؟ سلاح الإرادة صنع الفارق في هذه المواجهة، لأنني كمدرب كنت أتوقع أن يلعب رائد بوقاعة ورقة الهجوم ولو بتحفظ، إلا أنه لم يناور سوى في الدقائق العشرة الأولى، ثم تراجع كلية إلى الدفاع، وهذا ما فسح لنا المجال لإحكام سيطرتنا المطلقة على مجريات اللقاء، فكان الهدف الأول من كرة ثابتة ومن مسافة بعيدة، وهذا ما أخلط حسابات المنافس، وهذا التفوق لم يدفعنا إلى التراجع إلى الخلف، بل واصلنا المد الهجومي، لأن كل المتتبعين للبطولة، يعترفون بأننا نستمد قوتنا الميدانية من الطريقة الهجومية التي نعتمدها، فكان النقص العدد للمنافس كافيا لتسهيل المهمة، فكانت الفاتورة رباعية منطقية. وما هي نظرتكم إلى الصعود بعد الخروج بكامل الزاد من مواجهة أكبر المنافسين؟ الفوز على بوقاعة برباعية، كان بمثابة دليل ميداني على أننا أقوى فريق في البطولة هذا الموسم، لأننا كنا قبل ذلك قد هزمنا شباب الميلية بثلاثية نظيفة، وليس من السهل تجاوز المنافس المباشر على تذكرة الصعود بنتيجة عريضة، وعليه فإننا أثبتنا بأننا نمتلك فريقا يستحق اعتلاء منصة التتويج، في ظل احتكار الصدارة على جميع الأصعدة، سواء بأقوى خط هجوم أو أحسن خط دفاع، ومن دون تجرع مرارة الهزيمة إلى حد الآن، وهذه الحصيلة تكفي للتأكيد بأننا بصدد تأدية «مشوار بطل»، في انتظار التأكيد في الجولات الأربعة المتبقية. إلا أن الحسابات تمنحكم أفضلية على الورق لكسب الرهان؟ الفوز في قمة الموسم سمح لنا باقتحام بوابة الصعود، والحلم كبر في قلوب اللاعبين والمسيرين والأنصار، ولم تبق أمامنا سوى خطوة واحدة لتجسيده ميدانيا، لكننا نبقى مطالبين بتوخي الحيطة والحذر، لأننا سنستقبل شباب حمام السخنة الذي يصارع من أجل تفادي السقوط، قبل التنقل إلى الرواشد، وهذا أخطر منعرج في مشوارنا، لذا فإن محافظة اللاعبين على كامل التركيز والتوازن أمر حتمي وضروري، والوضعية الراهنة جعلت مصيرنا بأيدينا، والإقبال الجماهيري لمتابعة مبارياتنا زاد في إصرار اللاعبين على عدم تفويت الفرصة، وكتابة صفحة جديدة في تاريخ النادي، لأننا لا نتوفر على الإمكانيات المادية التي هي بحوزة الميلية أو بوقاعة، ومع ذلك فقد نجحنا في صنع الفارق بسلاح الإرادة، وهذا لا يقلل من المجهودات الجبارة، التي تبذلها اللجنة المسيرة منذ بداية المشوار.