توفي ليلة أوّل أمس رئيس قسم التصوير السابق بجريدة النصر، عبد الحميد ملكمي، عن عمر ناهز 79 عاما، بعد صراع مع المرض. الراحل من مواليد 2 جوان 1943، في قرية تيغانمين بآريس، ولاية باتنة، و كان الفقيد من الأوائل الذين انخرطوا في الجيش، و اِشتغل مصورا في صفوفه، و أرسلته مؤسسة الجيش إلى باريس، لتعلم تقنيات التصوير الفوتوغرافي. بعد عودته إلى قسنطينة، اشتغل ابتداء من 1984 كمصور صحفي في جريدة النصر، و رافق الكثير من الشخصيات الثقافية و الفنية و الرياضية و السياسية بالكاميرا ، ومن أبرز الذين رافقهم و خلدهم بصوره الاحترافية، الرئيسين هواري بومدين و الشاذلي بن جديد. خلال مساره المهني، رافق العديد من الوزراء في زياراتهم الميدانية إلى مُدن الشرق الجزائري، و غطى خرجاتهم و ندواتهم بالصور، و في سنة 1988 ، تمت ترقية الفقيد من مصور صحفي محترف، إلى رئيس قسم التصوير بجريدة النصر، و يشهد اليوم زملاؤه بنبل أخلاقه و طيبته و مساندته و دعمه لكل مصور جديد يتم توظيفه بالجريدة، و لم تكن الابتسامة تغادر شفتيه، حتى في أحلك الظروف . بعد مسيرة من العمل و الشغف بالكاميرا و الصورة، تقاعد من العمل، و حاول أن يخلد للراحة، لكن المرض باغته و أنهكه في سنواته الأخيرة، ليرحل ليلة أول أمس، تاركا خلفه رصيدا من الصور تؤرخ لأحداث و تواريخ مختلفة و شخصيات كثيرة، لا تزال محفوظة بأرشيف جريدة النصر. الراحل للإشارة، هو والد الكاتبة و الروائية المعروفة فضيلة الفاروق، التي قالت في حوار سابق مع النصر، بأنّها تمنت لو سمت نفسها باسمه، قائلةً «اليوم أقول لنفسي دائماً لماذا لم اُسمِ نفسي (فضيلة عبد الحميد) ، تكريماً لوالدي هو الّذي حارب من أجل أن أُتمم دراستي في وقت رفضتُ فيه أنا أن أُتممها، حين فشلت في شهادة البكالوريا أوّل مرّة،.. و بفضله أنا في بيروت اليوم، و بفضله أنا كاتبة». فضيلة الفاروق، نعت والدها في صفحتها على فايسبوك، و مما ورد في كلمتها قولها «انطفأت أخيرا بعد صراع طويل مع أمراضك كلها، و غادرت لعالم أجمل. لقد تركت لنا ألبوما ثمينا من الصور صنع ذاكرتنا الجميلة، حين لم يكن أغلب الجزائريين يعرفون الكاميرا ...» و قد خص الفقيد بنعي و رثاء العديد من زملائه و أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشادوا بأخلاقه العالية و احترافيته و شغفه بمهنته.