تشهد أسواق الرحمة التي تم فتحها على مستوى مختلف أحياء الجزائر العاصمة وبلدياتها، بمناسبة شهر رمضان ، توافد أعداد كبيرة من المواطنين يوميا سيما ذوي الدخل المحدود لاقتناء ما يحتاجون إليه من مختلف المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك التي تعرضت للندرة والمضاربة خلال الأيام الماضية على غرار السّميد والزيت وغيرها من المواد المتوفرة في هذه الفضاءات وبأسعار تنافسية. روبورتاج: عبد الحكيم أسابع وخلال جولة قمنا بها صبيحة أمس وشملت عددا من هذه الأسواق في عين البنيان غربي العاصمة وحي باب الوادي وكذا بساحة مبنى المركزية النقابية في ساحة أول ماي، بوسط العاصمة، وصولا إلى سوق '' رمضان في القصر'' المقام في ساحة قصر المعارض '' صافيكس" بالصنوبر البحري، لاحظنا أن حضور المواد الغذائية واسعة الاستهلاك يتفاوت بين سوق وآخر، وأن تسويقها يتم على فترات كالزيت و السّميد وحليب الأكياس ما يضطر المواطنين الباحثين على أي من هذه المواد انتظار طويل أحيانا إلى غاية تفريغ شحنات، سرعان ما تنفذ لكثرة الطالب عليها، في حين نجد أن موادَ أخرى كالبقول الجافة، ومشتقات الحليب والمنظفات والتوابل وبعض المعلبات وحتى الحلويات متوفرة بكميات كبيرة. ورغم مشقة الانتظار التي يكابدونها ، في طوابير طويلة، إلا أن المواطنين الذين تحدثنا إليهم سيما الذين يعانون انهيارا في القدرة الشرائية فقد استحسنوا هذه المبادرة، معتبرين أن وجود هذه الأسواق التي بادرت السلطات العمومية بفتحها، متنفسا للهروب من الأسعار التي باتت تصدمهم كل يوم. وبحسب هؤلاء المواطنين فإن وفرة هذه المواد منذ افتتاح هذه الفضاءات التجارية أياما قبل رمضان ''متفاوتة من سوق إلى آخر"، وهو ما يضطرهم للتنقل بين سوق وأخرى للظفر بكيس دقيق أو كيس فارينا أو قارورة زيت وحتى حليب الأكياس الذي عادة ما يتم توزيعه في الفترة الصباحية فقط، ما يتطلب على الزبائن ومن بينهم أعدادا لا يستهان بها من ربات البيوت، التحلي بالصبر من خلال الانتظار في طابور الحليب صباحا أو الزيت والسميد في أوقات مختلفة ولكنها معلومة مسبقا لديهم. وخلال تواجدنا في سوق الرحمة الكائن بساحة قصر المعارض صادفنا قيام المجمع العمومي للصناعات الغذائية '' أقروديف'' بتوزيع كميات معتبرة من أكياس السميد بوزن 5 و 10 كلغ على فترتين، وبأسعار منخفضة بأكثر من نصف السعر الذي تباع به في بعض المحلات. وفي عين المكان يقوم الديوان الجزائري المهني للحبوب من جهته، بتوفير مختلف الحبوب والبقول الجافة بأسعار تنافسية، وحسب مسؤول الاستغلال في الديوان عبد الرحمان كراش فإن كل الكميات التي يتم إحضارها سرعان ما تنفد بسبب أسعارها المنخفضة التي تتناسب كما قال مع القدرة الشرائية لعموم المواطنين، مشيرا إلى أن سعر الحمص المحلي ( إنتاج وطني )، يباع ب 120 دينارا والعدس المحلي ب 100 دينار والحمص المستورد ب 250 دينارا فيما يتم بيع العدس المستورد ب 180 دينارا، مؤكدا بأن كل هذه الأسعار مدروسة. واللافت في الأسواق التي قمنا بزيارتها أن ثمة إنزالا كبيرا لتجار الجملة الذين فضلوا كما ذكر – محمد ياسين، للنصر ، الاستجابة للنداء الذي وجهته لهم وزارة التجارة للمشاركة في هذه التظاهرة الرامية للقضاء على الاحتكار والمضاربة وتلبية حاجة المواطنين الكبيرة والماسة لمختلف المواد الأساسية الواسعة الاستهلاك التي عجزوا عن الحصول عليها بسبب الندرة أو الاحتكار والمضاربة. وقد حرص العديد من هؤلاء التجار على تسويق المواد التي يعرضونها بأسعار الجملة، وهي المبادرة التي ثمنها رئيس الجمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار في تصريح للنصر. وأكد بولنوار بأن فتح الأسواق الجوارية المؤقتة ( أسواق الرحمة ) الخاصة بشهر رمضان والبالغ عددها أكثر من 1000 سوق، بمبادرة لوزارة التجارة وترقية الصادرات بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ومشاركة منظمات مهنية، ذات أهمية كبرى لضمان تموين السوق والقضاء على الندرة والمحافظة على استقرار الأسعار نظرا – كما أضاف – للنقص الكبير في الأسواق الجوارية الدائمة عبر