جدد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، حرص الدولة على متابعة وتسوية ملفات الذاكرة على غرار ملف مفقودي الثورة المرتبط بالذاكرة الوطنية الذي تبقى متابعته مستمرة، و «تحوطها أقصى درجات الجدية والمثابرة». مستدلا بتصريحات الرئيس تبون الذي أكد على أن جرائم الاستعمار البشعة لن يطالها النسيان ولن تسقط بالتقادم. قال وزير المجاهدين العيد ربيقة، بأن عملية زرع الألغام «جريمة استعمارية من بين آلاف الجرائم النكراء في حق الشعب الجزائري، وأوضح في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام، أن الجزائريين ظلوا لسنوات طوال لا سيما بالمناطق الحدودية يستحضرون بكل ألم تلك الآثار الجسدية والنفسية التي خلفتها الألغام المزروعة على خطي «شال وموريس. وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، أن تلك الألغام المزروعة على الحدود الشرقية والغربية من بين الجرائم البشعة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري، وتابع قائلا:» إن هذه المناطق، اليوم، وبفضل الجيش الوطني الشعبي، يستفيد منها المواطن بعد تطهيرها وتأهيلها، لتصبح مصدرا للنماء بعد ما كانت مناطق محرمة تحصد الأرواح وتزرع الموت». كما جدد ذات المسؤول التذكير بهذه المناسبة بمجهودات الدولة للاهتمام بانشغالات فئة المعطوبين، ضحايا الألغام والضحايا المدنيين، من خلال ترقية الخدمات الاجتماعية والصحية لصالحهم. وبمناسبة إحياء للذكرى 65 لاستشهاد العالم والفقيه الشيخ العربي تبسي، تطرق الوزير إلى ملف المفقودين المدرج على طاولة المباحثات مع فرنسا، وأضاف الوزير أن الشهيد الشيخ العربي التبسي «يعد من مفقودي الثورة على غرار الكثيرين من أمثال أحمد بوقرة والجيلالي بونعامة وموريس أودان، وهو الملف المرتبط بالذاكرة الوطنية الذي تبقى متابعته مستمرة، تحوطها أقصى درجات الجدية والمثابرة». وعند استذكاره لذكرى اختطاف واستشهاد الشيخ العربي التبسي في مثل هذا اليوم من عام 1957، أكد الوزير أن مواقف هذا الرجل وقيمه «تبقى خالدة ، تستحضرها الأجيال بكل فخر واعتزاز». وذكر هنا بما قاله رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في رسالته بمناسبة الذكرى ال60 لعيد النصر أن: « جرائم الاستعمار البشعة لن يطالها النسيان ولن تسقط بالتقادم، اذ لا مناص من المعالجة المسؤولة المنصفة والنزيهة لملف الذاكرة والتاريخ في أجواء المصارحة والثقة... وسنواصل بدون هوادة وبلا تفريط استكمال مساعينا بالإصرار على حق بلادنا في استرجاع الأرشيف واستجلاء مصير المفقودين ...» وتعويض ضحايا التجارب النووية صونا لأمانة و وديعة الشهداء. وأهاب وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة, أمس الاثنين, بالباحثين والمؤرخين تسليط الضوء «أكثر» على مسيرة احد أعمدة الحركة الإصلاحية في الجزائر الشهيد الشيخ العربي التبسي. وفي ندوة نظمت بمتحف المجاهد بمناسبة الذكرى ال65 لاختطاف واستشهاد الشيخ العربي التبسي، قال السيد ربيقة: «أهيب بالباحثين والمؤرخين تسليط الضوء أكثر على مسيرة الشيخ الفضيل سي العربي التبسي في مسيرته في الحركة الوطنية وخلال ثورة التحرير الوطني، بأعمال علمية وثائقية تبرز سيرة هذه القامة التاريخية». وكانت الندوة فرصة استغلتها الوزارة للوقوف على اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام الذي يحييه العالم هذه السنة تحت شعار «أرض مأمونة وخطوات مأمونة ومنزل مأمون»، وقد تميزت الندوة من جهة أخرى بتقديم شهادات لمجاهدين ضحايا الألغام، استحضروا بالمناسبة ألامهم ومعاناتهم إبان الثورة التحريرية وآمالهم في العيش الكريم في ظل الاستقلال. تم بالمناسبة عرض شريط وثائقي يحمل عنوان « جراح الذاكرة « من إنتاج وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، حول عملية زرع الألغام على مستوى المناطق الحدودية الشرقية و الغربية من طرف المستعمر الفرنسي كجريمة نكراء و مرعبة تضاف إلى آلاف الجرائم الأخرى المرتكبة في حق الشعب الجزائري، وذلك اعتمادا على شهادات حية لضحايا الألغام. وكرمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في ختام الندوة عددا من المجاهدين والأساتذة المحاضرين.