تعمل مصالح ولاية عنابة، بالتنسيق مع نواب البرلمان وكذا منتخبين محليين، في الفترة الأخيرة، على تكثيف جهودها لإعادة النشاط لمطار رابح بيطاط الدولي، في ظل تواصل الركود منذ بداية أزمة الوباء، حيث تكاد الرحلات الجوية تنعدم، باستثناء رحلة غير منتظمة لخط عنابةالجزائر العاصمة، مع غياب وجهات أخرى خارجية. و اعترف والي عنابة في لقائه الأخير مع منتخبين بالمجلس الولائي وكذا نواب في البرلمان، بأن الوضعية التي يعرفها المطار لا تشرف ولاية محورية بهذا الحجم، معتبرا تسجيل هبوط طائرة واحدة في المطار و تواصل غلق جميع المرافق الخدماتية، منها المطاعم و المقاهي و غيرها، بالأمر غير المقبول، مؤكدا سعيه لإعادة فتح الخطوط الداخلية الأخرى و كذا جزء من الرحلات الدولية التي كانت مبرمجة من و إلى عنابة و منها التجارية. و جاء تجدد تحرك السلطات الولائية بعنابة، مع ضغط المنتخبين لمطالبة المعتمرين القاطنين بعنابة و الولايات المجاورة، بالانطلاق في رحلاتهم من مطار رابح بيطاط، حيث ولأول مرة لم تبرمج أي رحلة للمعتمرين منه، بعد رفع السلطات السعودية الإجراءات الاحترازية لاستقبالهم. من جهته وجه النائب البرلماني عن ولاية عنابة، تبسي محمد الهادي، سؤالا كتابيا لوزير النقل، بهدف إنعاش المطار الدولي رابح بيطاط من جديد بعد تداعيات أزمة كورونا، باعتباره من أهم المطارات وطنيا و يحمل الصنف الأول على غرار الموجودة في الجزائر، وهران و قسنطينة. كما يكتسي المطار، حسب ما جاء في السؤال الكتابي للنائب، أهمية بالغة بتغطية عدة ولايات من الجهة الشرقية، هي سكيكدة، قالمة، الطارف، سوق أهراس و تبسة، أي ما يقارب 6 ملايين نسمة، إلا أنه يعاني حاليا من ركود كبير انعكس سلبا على مردوديته و حيويته، حيث تم غلق كل المحلات التجارية بسبب تقلص عدد الرحلات المبرمجة داخليا، مع عدم برمجة الرحلات الخارجية على غرار ما كانت عليه سابقا نحو فرنسا، تركيا، وإيطاليا، كما أوضح النائب، بأن هذه الوضعية أرهقت المواطنين من عناء التنقل بين المطارات و مقر سكناهم. وتبلغ طاقة استقبال مطار عنابة، حسب مديرية النقل، 16 طائرة دفعة واحدة، مع أشغال التوسعة التي توشك على الانتهاء، حيث تم إنجاز 5 مواقف إضافية للطائرات، كما سيسمح المضمار الجديد باستقبال الطائرات الكبيرة لنقل البضائع، مع سياسة الدولة الرامية لتشجيع التصدير إلى الخارج. و تهدف عملية توسعة و إعادة تأهيل المدرج الرئيسي للمطار، حسب والي عنابة، إلى إنعاش حركة الملاحة الجوية بالولاية و كذا استقبال عدد أكبر من الطائرات، منها ذات الحمولة الكبيرة، حتى تتمكن شركات الطيران العالمية من تنظيم رحلات باتجاه عنابة، كون المضمار القديم، حسب لجنة النقل بالمجلس الولائي، لا يسمح مساره بهبوط الطائرات التي تحمل أزيد من 240 راكبا، مثل نوع «إرباص أ 330» المستخدم في رحلات الحج و العمرة والذي ينقل أزيد من 400 حاج، حيث يتم الترخيص لتنظيم الرحلات من مطار عنابة فقط للطائرات التي تسع بركوب بين 220 و 240 حاجا. وكانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، قد قدمت تقريرا للمصالح المسؤولة على تسيير مطار رابح بيطاط الدولي، حول وضعية المهبط لإعادة تأهيله لاستقبال الطائرات ذات الحجم الكبير. وفي سياق متصل، استفادت ولاية عنابة ضمن المشاريع القطاعية من غلاف مالي جديد قدره 585 مليار سنتيم، لاستكمال إنجاز مختلف العمليات المتعلقة بقطاع الأشغال العمومية على مستوى المطار، منها توسعة المدرج و إنجاز مواقف إضافية وملاحق.