كشف المدير العام لبنك السلام، حيدر ناصر، عن تخصيص نحو 192 مليار دينار لتمويل طلبات المتعاملين والزبائن الذين قال إن عددهم في تزايد، مرجعا هذا الارتفاع، إلى توسع رقعة انتشار هذه المؤسسة المالية، بعد فتح 20 فرعا جديدا بعدد من ولايات الوطن، إلى جانب رقمنة الخدمات المصرفية من خلال إطلاق منتجات إلكترونية على غرار "موبايل سلام" و" السلام مباشر" و"التيسير الإلكتروني"، و التي لاقت إقبالا كبيرا خصوصا من فئة الشباب. حاورته: رميساء جبيل و أشار مدير بنك "السلام" في حوار للنصر، إلى السعي لإطلاق خدمة "فيير كود" وتعميمها على المساحات التجارية، وكذا تطوير التوقيع الإلكتروني للعقود، أما عن تراجع تمويل السيارات بعد توقف التصنيع بالجزائر، فأكد بأنه تم تعويضه بالتمويل الاستهلاكي عن بعد والتسيير الرقمي باستخدام المنصات الإلكترونية، كحل بديل. ما هي الإستراتيجية المتبعة للبنك من أجل التماشي مع المعطيات الاقتصادية الحالية؟ لدينا استراتيجية شاملة من أجل التموقع في السوق المصرفي، تقوم على تقديم باقة من الخدمات الواسعة، التي تتكفل باحتياجات معظم المتعاملين الاقتصاديين، وكذا تطوير منتجات جديدة، إضافة إلى التحكم في المخاطر الناتجة عن عملية التمويل، كالائتمان أو السيولة أو السمعة و كذا المخاطر القانونية، مع التركيز على رقمنة الخدمات المصرفية حتى نصل إلى أكبر شريحة من المتعاملين، فضلا عن وجوب الالتزام بالضوابط والقواعد الشرعية والأحكام القانونية التشريعية والتنظيمية التي تسير العمل المصرفي. ما هي أهم المشاريع التي يقوم مصرف السلام بتمويلها؟ مصرف السلام هو مصرف شامل يقدم خدمات مالية ومصرفية، فمنتجاته تغطي احتياجات المتعاملين الاقتصاديين، من أفراد ومؤسسات، فإلى جانب المنتجات الادخارية، يقدم حسابات استثمارية تسمح لأصحاب الأموال باستثمار أموالهم في صيغ شرعية، مثل "المضاربة"، التي يتم فيها تقاسم أرباح عملية التمويل بين البنك والمستثمر، وكذا تقديم خدمات تمويلية بصيغ البيع بالتقسيط والبيع بالآجل وإيجار السلام و الاستصناع والمشاركة، بهدف تمويل مشاريع المؤسسات الاقتصادية والاحتياجات الاستهلاكية للأفراد مثل شراء سيارات وسكنات أو تأجيرها، إلى جانب صيغ أخرى كمنتج الإجارة من الباطن ومنتج التيسير الإلكتروني الذي يسمح باقتناء مواد كهرومنزلية بالتقسيط، عبر بوابة منصة التجارة الإلكترونية، دون تحمل مشقة الانتقال إلى المصرف، ثم تصله المنتجات التي يريد شراءها من المصرف إلى بيته. تعويض تمويل السيارات بالتمويل الاستهلاكي و تمويل اقتناء الدراجات النارية ما هي الصيغ التي يعتمدها مصرف السلام في تقديم خدماته، وما هي أكثر صيغة مطلوبة من الزبائن ؟ نقدم خدمات متنوعة بصيغ مختلفة، منها منتجات الادخار وهي حسابات جارية تم فتحها إما لمؤسسات أو أفراد، وتكون إما استثمارية أو عادية ك" أمنيتي" وحساب " عمرتي" وهو منتج يستفيد منه المدخر الذي يضع أكثر من 50 ألف دينار من إمكانية تقسيط رحلة عمرة لدى وكالات سفر، كما أننا بصدد إعداد منتج شبيه يعنى بتشجيع السياحة الداخلية، ويتم بنفس الطريقة بحيث يحظى كل حساب ببطاقة دفع الكترونية. ونفكر حاليا في تطوير حسابات ادخار تخص فئات معينة، كالشباب والنساء والطلبة والمولودين الجدد، إلى جانب توفر حساب ادخار "هديتي" الذي يفتح ليقدم في مناسبة ما كهدية. كما يتوفر المصرف على كل صيغ التمويل، من صيغ البيع المؤجلة كالمرابحة والبيع بالتقسيط والبيع بالآجل والإجارة، ومنتج إجارة الخدمات وكذا الإجارة من الباطن لمن يريدون استئجار سكن وصيغة بيع السلام وصيغة بيع بالاستصناع وصيغة المشاركة وعقد المضاربة، إضافة إلى المنتجات التي تتوفر بالبنوك عموما، كخدمات التجارة الخارجية المعروفة بالاعتماد المسندي وتحصيل مستندات التجارة الخارجية وكذا التيسير الإلكتروني. أما عن الصيغة الأكثر طلبا، فالمؤسسات تهتم بصيغ التمويل والاستثمار، و بالنسبة للأفراد فهم يقبلون على حسابات الادخار و" عمرتي" و" هديتي"، ومختلف الخدمات التكنولوجية. هل يمكنك شرح صيغة "المضاربة" و ما مدى إقبال الزبائن عليها ؟ تعد صيغة "المضاربة" بالنسبة لأصحاب الأموال، هي الصيغة المستخدمة لاستثمار أموالهم عن طريق تقاسم الأرباح معهم، فهي الناتج المستخدم الذي يسمى بالحسابات الاستثمارية والادخارية، أما فيما يخص عملية التمويل فقد طورنا صيغة المضاربة بآليات دقيقة قصيرة المدى للتكفل باحتياجات المؤسسات الاقتصادية من سيولة، تسمح لهم بالاستفادة من المنتج باعتبار ما يقدمه البنك من تسهيلات نقدية قصيرة المدى كرأسمال المضاربة التي تسوى بعد نهاية كل سنة مالية. كم عدد فروع البنك؟ وهل هناك مساع لفتح فروع أخرى ؟ نملك لحد الآن 20 فرعا بمختلف ولايات الوطن، وبصدد فتح فرعين ببرج بوعريريج و قسنطينة، وإنشاء آخر في الشلف، حيث نراعي عند فتح فرع جديد الجدوى الاقتصادية التي تتميز بها المنطقة، كما أن رقمنة الخدمات المصرفية سمحت للوصول إلى الزبائن عبر مختلف مناطق الوطن دون الحاجة إلى تواجد فروع محلية، فهي تسمح للمدخر من سحب أمواله من أي فرع، عن طريق الخدمات الإلكترونية متمثلة في "موبايل سلام" و "السلام مباشر"، و" التيسير الإلكتروني" و"بطاقات الدفع". نملك 20 فرعا ستتعزز قريبا و عدد زبائننا يتجاوز 30 ألفا و أشير هنا، إلى أن إنشاء فروع جديدة يدخل في دراسة مساهمة "بنوك الصيرفة الإسلامية" في مسعى التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، وكذلك استيعاب أكبر عدد من المتعاملين الاقتصاديين الذين يتعاملون خارج السوق المصرفي لتخوفهم من "الربا"، من خلال توفير ضوابط شرعية تدفع أصحاب الأموال من التعامل مع البنوك بكل أريحية. كيف تقيّم إقبال الزبائن على الخدمات التي يقدمها بنك السلام؟ وكم بلغ عددهم حاليا؟ المجتمع الجزائري حساس جدا من إشكالية "الربا"، لهذا فتوفير خدمات مصرفية إسلامية تلبي احتياجات المواطن وفق ضوابط شرعية، جعلت الكثيرين يقبلون عليها، فقد وصل عدد زبائن مصرف السلام من مؤسسات وحرفيين وفلاحين وأفراد، إلى أزيد من 30 ألفا، جعلت البنك، يحتل مكانة محترمة في الساحة المصرفية، بسبب تقديم خدمات ذات جودة عالية، خصوصا المنتجات الرقمية التي توسعت رقعة انتشارها، فهناك اهتمام كبير بها خصوصا من فئة الشباب. بعد توقف تصنيع السيارات، ما هو البديل الذي اعتمده البنك في التمويل؟ كانت أكبر خدمة مطلوبة من الزبائن هي تمويل السيارات حيث وصلنا إلى 30 ألف ملف، ومع توقف المصانع عن الإنتاج تراجع الطلب ومع ذلك فنحن نملك ما يقارب 1000 طلب لم نتمكن من معالجته لحد الآن بسبب عدم توفر المنتج، ما دفعنا لتعويضه بالتمويل الاستهلاكي عن بعد والتيسير الرقمي عن طريق المنصات الإلكترونية، وكذا تمويل الدراجات النارية التي تشهد إقبالا كبيرا. كبنك يعنى بتمويل المشاريع الاقتصادية، ما هو المبلغ الإجمالي للمشاريع الممولة؟ وصل رصيد التمويلات للمتعاملين إلى 192 مليار دينار، موزعة على مختلف التمويلات التي يقوم بها البنك، فالجزء الأكبر منها موجه نحو تمويل احتياجات المؤسسات الاقتصادية من مواد أولية، متمثلة في التجهيزات والمعدات الإنتاجية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتأتي في المرتبة الثانية منتجات السوق الاستهلاكية التي تعد بالمئات، فنحن نحرص على أن تكون الاستجابة سريعة، فسابقا كانت لدينا طلبات كبيرة على السيارات، أما الآن وقد توقف تصنيعها، انخفضت نسبة التمويل الاستهلاكي، ما جعلنا نبحث عن حل بديل يتمثل في التيسير الإلكتروني. منذ مدة أطلق المصرف خدمة تمويل المشاريع التي تعنى برسكلة النفايات، فهل هذا يعني أن مصرف السلام يسعى لدعم المؤسسات الناشئة ؟ المصرف يهتم بشكل كبير بالمحافظة على البيئة، لهذا فهو يدعم المشاريع والمؤسسات التي تعنى بإعادة تدوير النفايات التي تشكل ثروة ما تزال مهملة، وتحويلها إلى مواد أولية أو مصادر طاقوية، ومن أجل هذا قمنا بإطلاق خدمة تمويل مثل هذه المشاريع منذ عام ونصف تقريبا، بهدف دعم الشباب وكذا توفير مناصب شغل يمكن استخدامها كمصدر طاقة بديلة فهي ثروة ما تزال مهملة. خدمات "أمنيتي" و "عمرتي" و "هديتي" الأكثر طلبا من الزبائن أما عن خدماتنا فهي متاحة للجميع، و ما يهمنا هو امتلاك المؤسسة لمخطط عمل دقيق وواضح ودراسة جدوى، حتى نتمكن من تمويلها بإحدى الصيغ المعتمدة، لكن حقيقة فالبنك لحد الساعة، لم يطور بعد آليات وأدوات تمويل مشاريع المؤسسات الناشئة، بحكم أنها تحتوي على مخاطر تتطلب آليات نوعية لتقييم وتقدير المخاطر، خصوصا وأن المصرف يستخدم أموال المستثمرين والمساهمين، لذا لابد من الحيطة، فلا يمكن تمويل أي مشروع أو فكرة قبل التحقق من جدواها الاقتصادية. ما هي المشاريع المستقبلية لبنك السلام ؟ مواكبة التطورات التكنولوجية هي أهم مساعينا المستقبلية، فنحن نعمل على إعادة فتح حسابات مصرفية عن بعد، بمراعاة مختلف الضوابط الرقابية والتنظيمية والقانونية، وكذا تطوير خدمات الدفع الإلكتروني عن طريق "فيير كود" وتوسيعه عبر المساحات التجارية الكبرى في طور التجربة، كما نسعى لتطوير التوقيع الإلكتروني للعقود، حيث نعمل على الحصول على مصادقة الهيئة الوطنية المختصة بالتصديق على التوقيع الإلكتروني، إلى جانب الاهتمام بتوسيع دائرة الخدمات الرقمية، وفتح فروع جديدة بأكبر عدد ممكن من الولايات.