أفراح في خنشلة بعد صعود الاتحاد إلى الرابطة المحترفة عاش مواطنو ولاية خنشلة أمس، فرحة هستيرية بعد الصعود التاريخي لفريق اتحاد خنشلة للرابطة المحترفة بعد 46 سنة من الغياب، عقب تصدره مجموعة القسم الثاني وسط شرق، حيث صنع الأنصار المنتشون بالعودة إلى حظيرة الكبار، أجواء احتفالية غير مسبوقة في شوارع المدينة. وما إن تم الإعلان على نهاية المباراة التي جمعت فريق اتحاد خنشلة بمضيفه حمراء عنابة بنتيجة التعادل هدفان في كل شبكة، حتى انطلقت حشود المواطنين للتعبير عن فرحتهم، وشهدت المدينة أجواء رائعة من البهجة صنعها الأنصار، وكانت الشوارع الرئيسية مسرحا لمواكب طويلة من السيارات، حيث امتزجت أصوات المزامير مع هتافات الأنصار المعبرة عن الفرحة بالصعود، فيما حمل المشجعون المحتفلون الأعلام الخاصة بالفريق الأسود والأبيض، مرددين عدة شعارات، على غرار "هادي البداية ومازال مازال" و "سيسكاوة، سيسكاوة"، مشكلين أبهى صور الفرحة، التي لم تشهدها المدينة من قبل، إلا في الاحتفالات الخاصة بانتصارات الفريق الوطني. و تقربت "النصر" من بعض الأنصار المحتفلين بساحة النافورة بخنشلة، و الذين عبروا عن فرحتهم الكبيرة بهذا الصعود التاريخي، شاكرين لاعبي الفريق على الجهود الكبيرة التي بذلوها لإدخال الفرحة على قلوبهم، كما عبروا عن أملهم في المزيد من الانتصارات في قادم المنافسات.من جهته رئيس بلدية خنشلة، فوزي عرعار، الذي تنقل مع فريق اتحاد خنشلة و بعض المنتخبين و الأنصار، وصف في تصريح للنصر، هذا الإنجاز بالكبير، مؤكدا أن الفريق عاد لمكانته الطبيعية في دوري النخبة بعد سنوات طويلة من الغياب، و التحدي الأكبر، حسبه، هو المحافظة على هذه المكانة، و بلوغ أهداف أكبر للفريق. كلتوم رابية النصر وثقت السيناريو ومشاعر المحبين بالمدرجات أنصار الموك عاشوا "النقيضين" والختام كان مسكا عاش أمس، أنصار فريق مولودية قسنطينة على أعصابهم لمدة تفوق 90 دقيقة، وتحديدا لغاية تعديل نجم التلاغمة للنتيجة أمام شبيبة بجاية بهدف سجل في الوقت بدل الضائع، ما سمح بضمان البقاء. وسجلت جماهير المولودية حضورا مقبولا أمس بملعب بن عبد المالك، وكانت البداية مع انطلاق لقاءات القسم الثاني هواة، بإحساس الخيبة سببه فتح شبيبة سكيكدة باب التسجيل في بومرداس أمام شباب برج منايل، تلته صدمة أخرى بتسجيل شبيبة بجاية هدفا في مرمى التلاغمة، لتكون القاضية بتسجيل اتحاد خنشلة لثنائية أمام حمراء عنابة، ليعم صمت رهيب في أرجاء الملعب، تناسى معه الحضور الاهتمام بنتيجة مقابلة أهلي البرج، لتتجسد مقولة الأجساد بملعب بن عبد المالك والعقول في التلاغمة والقلوب في عنابة والتمنيات في بومرداس. بداية الشوط الثاني عرفت استسلاما كليا للأنصار، خاصة مع تسجيل شبيبة سكيكدة للهدف الثاني، وظن الجميع لدقائق أن أمل البقاء قد ضاع، لتضاعف شبيبة بجاية النتيجة ويتحول ذلك الصمت إلى غليان وثورة ضد الجميع من لاعبين وطاقم فني والرئيس دميغة، الذي نال قسطاً وافرا من الشتائم رغم عدم ظهوره في الملعب. بعدها غادر بعض الأنصار الملعب مطأطئي الرؤوس، منهم من عاهد نفسه بالكف عن تتبع النادي ومنهم من شرع في التفكير في الموسم القادم، ومنهم من غلبته الدموع وذرفها وهو يقول لماذا نعيش هذا السيناريو ألن يأتي اليوم الذي سنسعد فيه؟. وما هي إلا دقائق حتى عاد الأمل بعد تعديل حمراء عنابة النتيجة، ثم ينتهي لقاء اتحاد الشاوية بالتعادل، لتكون أغلى هدية وهي تسجيل نجم تلاغمة هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، لينفجر الملعب وتعود الجماهير للحياة بعد توقف الأنفاس للحظات. فرحة هيستيرية تخللتها رقصات وأهازيج تنادي بحياة هذا الفريق العريق الذي ظلمته الظروف وتتحول الأجواء الجنائزية إلى عرس وفرح وسعادة، أنصار يركضون في كل مكان لاعبون لا يصدقون ما حدث ومدرب تجمد في مكانه وهو غير مصدق لأسطر النهاية. واحتفلت الجماهير مطولا بعد إعلان الحكم النهاية، والتي كانت أجمل صافرة بالنسبة للأنصار في السنوات الأخيرة، وعادت المياه لمجاريها بين الأنصار واللاعبين، واحتفلوا معا بهذا الإنجاز الذي لم يتوقعه أحد. وغادر الأنصار ملعب بن عبد المالك وهم يرددون ويهتفون لفريقهم، حتى أن الفرحة جعلت بعضهم يستسلم ويذرف الدموع، لتتواصل الأفراح من مدخل الملعب مروراً بوسط المدينة ليجتمعوا مجدداً في معقلهم بشارع عواطي مصطفى "طريق سطيف" أين أبدعوا في الاحتفال بضمان البقاء، خاصة وأنه تحقق بطريقة مثيرة وبسيناريو هاشكوكي. كما صنع الأنصار الفرجة بمواكب سيارات بدأت بأحياء وسط المدينة ثم تفرعت باتجاه عدة أحياء، أهمها بوالصوف وزواغي وصولاً إلى علي منجلي، حيث زينت أعلام الموك الزرقاء والبيضاء واجهات السيارات، في حين قرر عشاق المولودية إقامة الأفراح إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس، بكل من "طريق سطيف" وشارع بلوزداد وحيي المنظر الجميل والكدية وبعض الوحدات الجوارية في مدينة علي منجلي.