الدكتور عبد المالك مرتاض العلامة الذي يقول أنه لازال تلميذا يتعلم العربية نظمت جامعة« العقيد أحمد دراية» بأدرار الأسبوع المنصرم الطبعة السابعة من الملتقى الوطني« إسهامات علماء الجزائر في الدراسات اللغوية والأدبية»،وقد تم إهداء جميع أعمال هذه الندوة إلى العلاّمة الدكتور عبد الملك مرتاض تقديراً للجهود،والتضحيات الكبيرة التي بذلها في بناء صرح الثقافة الجزائرية،وإقامة بنيانها الشامخ،وإثراء الساحة الأدبية،واللغوية. وقد صرح الدكتور عبد الملك مرتاض خلال تكريمه في هذه الندوة بأنه ما يزال تلميذا يتعلم في اللغة العربية. وبمناسبة تكريم هذا العلاّمة الجليل،فإننا نسعى من خلال هذه الورقة إلى تسليط الأضواء على جهوده،ومنجزاته العلمية،اعتماداً على سيرته الذاتية التي كتبها الدكتور مرتاض عن نفسه،وتحدث فيها عن أعماله،ومؤلفاته. وُلِد عبد الملك مرتاض سنة: 1935 بمَجيعة ،بلدة من عرش مَسيردة العليا؛ ولاية تلمسان، حفِظ القرآن العظيم وتعلّم مبادئ الفقه والنّحو في كُتّاب والده الشيخ عبد القادر بن أحمد بن أبي طالب بن محمّد بن أبي طالب، بقرية الْخُمَاس،التحق في عام 1954 بمعهد ابن باديس بقسنطينة؛ ولاندلاع الثورة الجزائريّة أُغْلِق المعهد وتفرّق طلاّبه شذَرَ مَذَرَ،التحق بجامعة القرويّين بفاس (المغرب) في شهر أكتوبر من عام 1955 ، 1960 التحق بكلية الآداب جامعة الرباط (المغرب).1960 تسجّل في كلية الحقوق والعلوم السياسية، ومعهد العلوم الاجتماعية، بجامعة الرباط، 1961 التحق بالمدرسة العليا للأساتذة بالرّباط .نال عام 1960 شهادة البكالوريا (القسم الثاني من الشهادة الثانوية)، تطوان،تخرّج في يونيو سنة 1963 في كلية الآداب بجامعة الرباط، وكان الأوّل في شهادة الأدب (ليسانس في الآداب)،تخرج في يونيو سنة 1963 أيضا في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، ونال المنزلة الأولى بين المتخرّجين،نال درجة دكتوراه الطّور الثالث في الآداب من جامعة الجزائر عام 1970؛ (وهي أول درجة علمية تمنحها الجامعة الجزائرية على عهد الاستقلال): عن موضوع «فنّ المقامات في الأدب العربي .نال سنة 1983 درجة دكتوراه الدّولة في الآداب بمرتبة الشّرف من جامعة السّوربون الثالثة بباريس،نال عدّة شهادات تقديريّة وفخريّة، كما كرّمته هيئات علميّة وثقافيّة جملة مرّات، منها جامعة عنّابة، وجامعة وهران، وجامعة بشّار، وجمعيّة إبداع، والشّروق الأسبوعي.عيّن سنة 1956 مدرّسا للغة العربية في مدرسة ابتدائية بمدينة أحفير بوجدة، المغرب الأقصى. عُيّن سنة 1963 مستشاراً تربويّا للمدارس الابتدائية بمدينة وهران وضواحيها،والتحق سنة 1963 بالتّعليم الثانويّ حيث ظلّ يعمل مدرسا للغة العربية غِرَارَ سبعِ سنواتٍ بثانويّة ابن باديس بوهران،عُيِّن في 16 سبتمبر من سنة 1970 مدرّساً للأدب العربي في جامعة وهران،عيّن سنة 1971 رئيسا لدائرة اللغة العربية وآدابها، لدى استحداثها، لأوّل مرة، بجامعة وهران،عيّن سنة 1974 مديراً لمعهد اللّغة العربيّة وآدابها، لدى استحداثه، لأوّل مرة، بجامعة وهران،انتخب سنة 1975 رئيسا لفرع اتحاد الكتّاب الجزائريين لولايات الغرب الجزائريّ لدى استحداث هذه الهيئة لأول مرّة،عُيّن نائبا لمدير جامعة وهران (1980-1983)،انتُخب سنة 1981 عضواً في الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب الجزائريين وفاز بأغلبيّة أصوات الكتّاب في مؤتمرهم العامّ،عُيِّنَ مديرا للثقافة والإعلام لولاية وهران، لدى استحداث هذه المديريّة لأوّل مرّة، [1983 - 1986]؛ وظلّ محتفظاً أثناء ذلك بمنصب الأستاذيّة في جامعة وهران،نال شهادة تقدير من رئيس الجمهوريّة الجزائريّة سنة 1987،ورد ذِكْر اسمه بما هو ناقد في معجم «لاروس» الفرنسي للآداب الأجنبيّة. اُنتخب أمينا وطنيا (قُطْريّا) مكلّفاً بشؤون الكتّاب الجزائريين (1984-1989)،1984 رأس مؤتمر الكتّاب والصّحفيّين والمترجمين الجزائريّين، عُيّن رئيساً للمجلس العلميّ بمعهد اللغة العربية وآدابها، في جامعة وهران (1986-1998). رُقِّيَ إلى درجة أستاذ التّعليم العالي عام 1986. عُيّن إما عضوَ هيئةِ التّحرير، أو عضواً في الهيئة الاستشاريّة، لجملة من المجلاّت العربية والجزائريّة منها: كتابات معاصرة (بيروت)؛ فصليّة إيران والعرب، بيروت؛ أصوات (صنعاء)؛ التّراث الشعبيّ (بغداد)؛ مجلّة معهد اللّغة العربيّة وآدابها في جامعة قسنطينة؛ مجلة الدراسات الشّعبية (جامعة تلمسان)؛ مجلّة بونة (عنابة)، حوليّة جامعة وهران (وهران)... من أهم أعماله،ودراساته النقدية: القصة في الأدب العربي القديم، نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر، فن المقامات في الأدب العربي، العامّية الجزائرية وصلتها بالفصحى، النّص الأدبيّ من أين وإلى أين؟ ، الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثّر، معجم موسوعيّ لمصطلحات الثورة الجزائريّة، فنون النثر الأدبيّ في الجزائر،. بنية الخطاب الشعريّ، القصّة الجزائرية المعاصرة. ومن إسهاماته الإبداعية نذكر:روايات نار ونور،دماء ودموع، الخنازير، صوت الكهف، حيزيّة،مرايا متشظّية، ومجموعة قصصية معنونة ب هشيم الزمن. وقد سُجِّلتْ معظم أعماله الروائيّة في أقسام اللّغة العربيّة وآدابها، وأقسام لغويّة أجنبيّة أخرى، في الجامعات الجزائريّة لينال بها أصحابها درجات جامعيّة.