حذرت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ وكذا نقابات التربية الوطنية من الضغط على المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا، وإلزامهم بمضاعفة ساعات المراجعة بحجة تحقيق التفوق، كما دعت الممتحنين إلى عدم الانسياق وراء ما ينشر بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن المواضيع المحتملة. كشف رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد عن إطلاق حملة تحسيسية لفائدة أولياء الطلبة المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا، تتضمن التحذير من العواقب الوخيمة للضغوط التي يمارسها بعض الآباء على الأبناء بحجة تحفيزهم على تحقيق النجاح والتفوق. وأفاد المتدخل «للنصر» بأن إلزام الطالب على بذل جهود مضاعفة خلال هذه الفترة لتدارك التأخر في التحضير للامتحانات الرسمية ستكون له نتائج عكسية، لأن ذلك سيدخل الطالب في دوامة من الخوف والقلق من عدم تحقيق النجاح المنتظر منه، وقد يؤدي به ذلك إلى الإخفاق. كما نبه المصدر من مغبة الانسياق وراء ما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي بشأن المواضيع المحتمل طرحها على المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا، مؤكدا بأن ما يتم تداوله خلال هذه الأيام لا يعدو أن يكون مجرد توقعات لا صلة لها بالمواضيع الرسمية التي تم إعدادها من قبل الفريق البيداغوجي المعين من طرف وزارة التربية الوطنية، الذي تم إخضاعه إلى حجر كلي لمدة 38 يوما، لن يغادره إلا بعد انقضاء آخر يوم لهذه الامتحانات. وأكد من جهته رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة بأن الوقت المتبقي عن موعد البكالوريا يكفي لإتمام ما تبقى من مراجعة الدروس بالنسبة للطلبة الذين اجتهدوا وثابروا خلال الموسم، وكونوا رصيدا معرفيا لاجتياز هذه الامتحانات، في إطار الاستعدادات النهائية التي يقوم بها المترشح من أجل الإلمام بكافة البرنامج الدراسي. وأوضح المتدخل بأن ممارسة الضغط على الطالب سيعزز لديه الشعور بالخوف والقلق، في حين أنه يحتاج في الظرف الحالي إلى المرافقة النفسية، وتنظيم الوقت بين المراجعة والراحة والاسترخاء، بدل تكثيف أوقات المراجعة والمذاكرة، مع إعداده لمواجهة يوم الامتحان على أساس أنه محطة عادية لا تختلف عن الامتحانات الفصلية. و أكد بأن البكالوريا التجريبية ساعدت كثيرا الطلبة المترشحين على تخطي حاجز الخوف، لا سيما وأنها تعتمد من حيث التنظيم والتأطير على نفس الإجراءات المطبقة في الامتحانات الرسمية، خاصة فيما يتعلق بكيفية صياغة المواضيع، لا سيما بالنسبة للمترشحين الذين تمكنوا من معالجة الأسئلة والتفاعل معها بفضل التحضير الجيد لها منذ بداية السنة الدراسية. كما حذر رئيس نقابة «الساتاف» الطلبة من الاعتماد على ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من تخمينات حول مواضيع البكالوريا، ودعاهم في المقابل إلى التركيز فقط حول البرنامج الدراسي وعدم الانسياق وراء الشائعات. ونهى من جهته البروفيسور أحمد قورايا أستاذ جامعي وخبير في الصحة النفسية في تصريح «للنصر» الأولياء عن الضغط على الأبناء، وحثهم على تمكينهم من الاستقرار النفسي خلال هذه الفترة التي تسبق الامتحانات، بدل أن يكونوا مصدر ضغط لأبنائهم وسببا في تعكير صفو أفكارهم.واقترح المختص النفساني على الآباء مساعدة المقبلين على اجتياز البكالوريا في تنظيم الوقت بين المراجعة والنوم، من أجل مساعدتهم على التركيز يوم إجراء الامتحان، بدل التركيز على النتائج المتوقعة من هذه الامتحانات، حتى لا يتم برمجة الطالب مسبقا للدخول في دوامة من القلق يوم الامتحان. كما نصح البروفيسور قورايا الأولياء بالعمل على توفير أحسن الظروف لأبنائهم، ودفعهم إلى الشعور بالمسؤولية حتى يقدموا أفضل ما لديهم، مؤكدا بأن من بين أهم أسباب الرسوب في البكالوريا الضغوط النفسية.