أفاد المكلف بالإعلام بالوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكة الحديدية، مزار عبد القادر، بأن نسبة إنجاز مشروع ازدواجية الخط المنجمي للسكة الحديدية، الرابط بين جبل العنق بتبسة و وادي الكباريت بسوق اهراس، قد قاربت الخمسين بالمائة. وأشار المتحدث في تصريح للنصر، إلى أن المشروع سيكون جاهزا لمرافقة منجم واد الحدبة ببئر العاتر، والذي تراهن عليه الدولة في رفع الخامات المنجمية وتعزيز مداخيلها من العملة الصعبة وتقليص التبعية للمحروقات. وأوضح المسؤول ذاته، بأن الوكالة باعتبارها صاحبة المشروع، قد أسندت مهمة إنجاز هذا الاستثمار الضخم، لعدد من المؤسسات الوطنية وكذا مكاتب الدراسات وخاصة تلك التي اكتسبت تجربة، بعد إنجازها لعدد من العمليات المماثلة، مضيفا أنه تم تجاوز الكثير من الصعوبات. ونظرا لتشابه مراحل الإنجاز، توجت جهود المهندسين و الإطارات وكذا العمال، في تجسيد 50 بالمائة من إنجاز الازدواجية لخط السكة الحديدية، الرابط بين جبل العنق و وادي الكباريت، على مسافة 177 كيلومترا، حيث شيدت العديد من المنشآت الفنية، مثل الجسور والممرات السفلية والعلوية، كما تم دمج العوارض مع السكة الحديدية وتثبيتها جاهزة بعد تهيئة الأرضيات و وضع الحصى وغربلته وتثبيت القضبان الحديدية وغيرها. ويتابع محدثنا، بأن هذا المشروع قد أنجز بإمكانات محلية و وفق المعايير المعمول بها دوليا وسيكون جاهزا للخدمة، بالموازاة مع انطلاق مصنع وادي الحدبة، حيث يندرج في إطار البرنامج الوطني لتحديث السكة الحديدية بالجزائر، ويرمي إلى ضمان ازدواجية في تسيير القطارات من تبسة نحو عنابة والعكس. وسيعزز هذا الخط، وفق المصدر ذاته، من الكميات المحولة من الفوسفات، انطلاقا من منجم وادي الحدبة نحو مصنع التحويل بوادي الكباريت في سوق أهراس والحجار السود بسكيكدة ثم عنابة، مع العلم بأنه سبق تجديد الخط القديم الرابط بين تبسةوعنابة على مسافة 388 كلم وعصرنته بنسبة مائة بالمائة، مع متابعة عودته للنشاط وتأمين نقل المنتوجات الفوسفاتية من جبل العنق والحديدية من الونزة، فضلا عن نقل الأشخاص، وهي العملية التي كلفت آنذاك 52 مليار دينار وستضمن نقل ما يقارب 10 ملايين طن من الفوسفات سنويا، نحو مصنع التحويل بوادي الكباريت والحجار السود. ويعول ساكنة تبسة على هذا المشروع، في تطوير شبكة السكة الحديدية بولاية تبسة و رفع الكمية المحملة في القطارات و التي هي أقل تكلفة إذا ما قورنت بتكاليف النقل البري، ناهيك عن فضلها في فك العزلة وتوفير مناصب الشغل و رفع قدرات الجزائر من إنتاج الفوسفات الموجه للتصدير، خاصة أن تبسة تتوفر على مخزون كبير من المعادن والمناجم المنتشرة ببئر العاتر والونزة وبوخضرة والكويف وغيرها.