* منظمة حقوقية: الانتهاكات الجسيمة تستوجب فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات * مندوب كينيا: المهاجرون لا يستحقون أن يعاملوا بوحشية * الاتحاد الإفريقي يطالب بفتح تحقيق في المجزرة ناقش مجلس الأمن الدولي، أمس، في جلسة مشاورات مغلقة مجزرة الناظور التي راح ضحيتها 23 مهاجراً على الحدود بين المغرب وإسبانيا، الجمعة. بطلب من 3 دول إفريقية للنظر في العنف المميت الذي تعرّض له المهاجرون الأفارقة وهم يحاولون دخول إسبانيا،فيما ارتفعت الأصوات الإقليمية والدولية للمطالبة بتحقيق «عاجل ومعمّق» في المذبحة، كما طالبت أحزاب سياسية اسبانية بمثول رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ووزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسك، أمام مجلس الشيوخ لتقديم توضيحات. عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة مشاورات مغلقة بشأن مقتل 23 مهاجراً على الأقل على الحدود بين المغرب وإسبانيا، الجمعة. وجاء ذلك في تغريدة لمندوب كينيا الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير مارتن كيماني. الذي قال: «دعت 3 دول إفريقية بمجلس الأمن (كينيا والغابون وغانا)، إلى عقد جلسة الإثنين حول العنف المميت الذي تعرّض له المهاجرون الأفارقة وهم يسعون إلى دخول إسبانيا عن طريق المغرب». وأضاف: «المهاجرون مهاجرون، سواء أكانوا من إفريقيا أم من أوروبا.. وهم لا يستحقون أن يعاملوا بوحشية بهذه الطريقة». وحذّر من أن «العنصرية تهدّد السلم والأمن الدوليين.. وهي لا تزال تمارس القتل عبر البحر المتوسط». وتابع: «حان الوقت لكي يتعامل مجلس الأمن مع التهديد الذي تشكله العنصرية في كل مكان». ودعت كل من الدول الإفريقية الثلاث، كينيا والغابون وغانا، لعقد الجلسة الخاصة بالعنف ضد المهاجرين الأفارقة عبر البحر المتوسط. وانضم الاتحاد الإفريقي إلى الأصوات المطالبة بفتح تحقيق، في حادث مصرع عشرات المهاجرين غير الشرعيين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، أثناء محاولتهم عبور سياج مليلية يوم الجمعة الماضي، وعبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد «عن صدمته العميقة» و»قلقي إزاء المعاملة العنيفة والمُهينة للمهاجرين الأفارقة الذين يحاولون عبور الحدود الدولية من المغرب إلى إسبانيا، وما أعقب ذلك من أعمال عنف أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا وإصابة الكثيرين». ودعا إلى إجراء تحقيق «فوري»، وذكر «جميع الدول بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بمعاملة جميع المهاجرين بكرامة وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الإنسانية، مع الامتناع عن اللجوء إلى القوة المفرطة». من جانبها شددت المتحدثة باسم الدبلوماسية الأوروبية على أهمية تقديم توضيحات حول الأحداث التي وقعت الجمعة الماضية، بعد محاولة مهاجرين من دول جنوب الصحراء، عبور السياج الحدودي الفاصل بين الناظور ومليلية، وعبرت مصرالي عن دعمها لعائلات القتلى والمصابين، وأكدت أن «أعمال العنف والموت عند المعبر الحدودي في مليلية تشكل مصدر قلق كبير». ونشرت جمعية حقوقية عدة مقاطع فيديو وصور يظهر فيها عشرات الأشخاص من أصول جنوب الصحراء مكدسين على الأرض تحت مراقبة السلطات الأمنية المغربية أمام الحاجز الحدودي المؤدي لمدينة مليلية. وعلقت الجمعية عليها قائلة إن "ترك هذا الوضع دون أي مساعدة على الفور لمئات المهاجرين الذين عوملوا بالعنف من جانب المغاربة والإسبان أدى بلا شك إلى زيادة عدد الوفيات". كما سجلت الجمعية من خلال عدد من الفيديوهات "العنف المجاني ضد الجرحى من المهاجرين الملقون على الأرض ووجود المزيد من الجثث أمام أعين السلطات التي لا تفعل شيئا لمساعدتهم"، قائلة إن "هذه الانتهاكات الجسيمة تستوجب فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات". وقفة احتجاجية بمدريد للمطالبة بتفسيرات وتجمع مئات الأشخاص من مختلف المنظمات، مساء الأحد، في «بلازا ديل كالاو» بمدريد للاحتجاج على مجزرة الناظور. حيث دعت حركتي «أسامبلا أنتيراسيسطا دي مدريد» و»ريغولاريزاثيون يا» إلى هذا التظاهر، وحثتا المشاركين على ارتداء ملابس سوداء وحمل زهرة. ورددوا شعارات ضد «المجزرة» التي وقعت على حدود مليلية بين إسبانيا والمغرب، ومطالبة السلطات الإسبانية «باحترام» حقوق المهاجرين. وبعد قراءة العديد من البيانات، استلقى المشاركون في هذه الوقفة الاحتجاجية، على الأرض، لإعادة تمثيل أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مجموعة من وسائل الإعلام، والتي تظهر العشرات من المهاجرون غير النظاميين، مستلقين على الأرض وتحت مراقبة قوات الأمن المغربية، وذلك بعد محاولتهم اقتحام السياج الحدودي. وقال ييسون غارسيا، المتحدث باسم حركة «ريغولاريزاثيون يا»، نحن هنا للتنديد «بالمجزرة التي حدثت في مليلية والتي راح ضحيتها أكثر من 30 شخصًا، ونفاق هذه الحكومة التي تدعي أن الجيش المغربي وقوات أمن الدولة، قاموا بعمل جيد في هذه المجزرة التي وقعت على حدود مليلية والناظور». حزب إسباني يطالب بمثول سانشيز في مجلس الشيوخ وامتدت دائرة الغضب في اسبانيا إلى الأحزاب السياسية التي نددت بالمجزرة، حيث عبر حزب «ميس بير مايوركا» اليساري، عن إدانته للأحداث التي وصفها ب «المجزرة»، مطالبا بمثول رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ووزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسك، أمام مجلس الشيوخ من أجل تقديم توضيحات حول الإجراءات التي قامت به الشرطة الإسبانية على السياج الفاصل بين المغرب ومليلية، في الأحداث التي أودت بحياة مجموعة من المهاجرين و»أوقعت مئات الجرحى». واعتبر المنسق العام للحزب، لويس أبيستجويا أن «الأحداث التي وقعت تنتهك حقوق الإنسان»، وقال «نحن أرض ترحيب ولا يمكننا أن نسمح لمجازر مثل تلك التي وقعت يوم الجمعة الماضي عند سياج مليلية بأن تمر دون عقاب»، مطالبا بيدرو سانشيز بتحمل مسؤولياته وتقديم توضيحات حول «ما إذا كان صحيحًا أنه عمل منسق بين حكومتي إسبانيا والمغرب». من جهته، ندد عضو مجلس الشيوخ عن حزب «ميس بير مايوركا» فيسينتش فيدال، بما قامت به الشرطة، وأشار إلى أن «كلمات الرئيس سانشيز التي أشاد فيها بعمل الشرطة الإسبانية ليست نموذجية لزعيم أوروبي مفترض». وقال «إنهم مثيرون للاشمئزاز ومن الضروري مثول سانشيز أمام مجلس الشيوخ».