يعد المجاهد الشيخ « سليمان معيفي»، إمام مسجد قلبي بلقاسم ببئر العاتر بولاية تبسة والبالغ من العمر 90 سنة، أحد أبرز الأئمة بالولاية، وهو الذي قضى نحو 47 عاما في الإمامة ببئر العاتر، فضلا على قيامه قبل ذلك بتعليم الناس القرآن الكريم وتوجيههم، رجل متعلم و زاهد وضليع في الفقه المالكي. الشيخ سليمان معيفي، من كبار شيوخ الولاية، و هو من موالد عام 1932، حفظ في صغره نصف القرآن الكريم على يد كل من والده و الشيخ علالقة العيد، بناحية الونزة ليشد الرحال بعدها إلى فريانة بتونس، أين أكمل حفظه كاملا، عاد بعدها إلى أرض الوطن ليشارك في ثورة التحرير عام 1956، حيث أوكلت إليه مهمة نقل الجنود من الحدود الجزائرية إلى تونس، ثم عيّن معلما للقرآن الكريم من طرف جبهة التحرير الوطني في سيدي عيش ولاية قفصة حاليا حتى الاستقلال، واستمر في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم إلى غاية سنة 1970، ثم عيّن إماما بمسجد قلبي بلقاسم عام 1975، إلى أن أحيل على التقاعد قبل سنوات، ولازال يتولى الإمامة متطوعا، و يقوم بدوره في خدمة المجتمع دون كلل أو ملل رغم تقدمه في السن. تولى سنة 1999، رئاسة جمعية زاوية سيدي عبيد الشريف ببئر العاتر، ويعتبر الشيخ من أبرز وجوه المدينة، خاصة في مجالس الصلح، فهو الرجل الناصح والمصلح وكان ضيفا قارا في البرنامج الدولي السنوي "الدروس المحمدية "، الذي كانت تنظمه الزاوية البلقادية بوهران، وعادة ما يستشار من قبل وزارة الشؤون الدينية في العديد من المسائل الفقهية، فضلا على كونه عضوا في العديد من اللجان الفقهية والعلمية على مستوى الولاية وعلى المستوى الوطني و الجهوي، ويشهد للشيخ زهده وصرامته الدينية وأخلاقه وروحه الطيبة المشرقة. مدير الشؤون الدينية والأوقاف بتبسة، أشاد بخصال الشيخ سليمان، واصفا إياه بأنه قامة من قامات العلم والإصلاح، علم ومصلح لم يترك التعليم القرآني، معروف منذ صباه بطموحه في التحصيل العلمي والمعرفي رغم صعوبة الظروف من جهته أوضح صديقه الحميم الحاج " محمد بوعمرة"، بأن الشيخ، كان حريصا على الصلح بين الناس، كما كان كثير التنقل بين البلديات والولايات حتى يكون في خدمة كل من يستنجد به طلبا للنصح أو المشورة أو الصلح، مضي،فا أنه إنسان عطوف يقابل السيئة بالحسنة وهو حكيم و واعظ و مرشد، يحث الناس على الخير والتآخي، وكان حريصا على تكريس حلقة تحفيظ القرآن الكريم في مسجد قلبي بلقاسم. قال الشيخ سليمان للنصر، " قضيت أكثر من خمسة عقود في هذا المسجد مع المصلين وبينهم، ما بخلت عليهم بشيء بل اجتهدت ودرست وقرأت كثيرا وحفظت لأنني أعلم رهبة هذا المنبر وأعلم ما معنى الإمامة، كنت دائما ما بيني وبين نفسي أردد ما قاله الله على لسان نبيه شعيب "وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله"، هذه الآيات وآيات أخرى كانت تهزني من الأعماق عندما أصعد إلى المنبر وأخشى أن يقال لي ما قاله الله تعالى "يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".