دعا المشاركون في افتتاح أشغال اجتماع وزراء الخارجية، التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، اليوم السبت بالجزائر العاصمة إلى ضرورة أن تمثل القمة العربية التي تحتضنها الجزائر، تحركا استثنائيا لتوحيد المواقف العربية من أجل استعادة الاستقرار في الوطن العربي. وأعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته خلال افتتاح الاشغال بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، عن تطلع الجميع لأن تكون القمة ال31 بالجزائر، "علامة فارقة" في تنشيط العمل العربي المشترك و تعزيز فعالياته، محذرا من خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تنذر بالانفجار. وقال المتحدث أن "الإخوة في الجزائر يعملون بإخلاص وتجرد لكي تكون القمة العربية حدثا استثنائيا، يضع خطة ويرسم طريقا للعمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة". وشدد الامين العام التأكيد على أن المرحلة الحالية "تقتضي من الجميع عملا جادا من أجل تعزيز الصمود الفلسطيني، على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية" مبرزا أن "توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بالجزائر مؤخرا يمثل خطوة على الطريق الصحيح ونتطلع جميعا إلى ترجمة عملية لهذا الاتفاق، والتزاما من جانب الفصائل الفلسطينية بتطبيق بنوده". وفي كلمة له في افتتاح الأشغال، أشاد وزير الشؤون الخارجية و الهجرة و التونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، بالجهود الحثيثة التي بذلتها الجزائر من اجل الاعداد للقمة العربية المقررة يومي 1 و 2 نوفمبر وتهيئة اكمل الظروف لإنجاح هذا الاستحقاق الهام، منوها في السياق بدعم جامعة الدول العربية لأواصر التعاون بين الدول العربية وحرصها على تطوير اداء المنظمة اقليميا ودوليا. وذكر رئيس الدبلوماسية التونسية بما اضطلعت به بلاده خلال ترأسها للقمة ال30 والتي جرت -كما أبرز- "في إطار سياق دولي غير مسبوق فرضته جائحة كوفيد-19، ومراجعة دولية للأولويات التي أملتها أيضا الأزمة الأوكرانية بروح عالية من المسؤولية والتزام ثابت بنصرة قضايا الحق والعدل، حريصة على ان تكون قوة اقتراح ومبادرة بإرساء جسور الحوار بين الاشقاء من خلال تكثيف التشاور والتنسيق مع جميع الدول الشقيقة". وأشار إلى أن تونس عملت على دعم التواصل العربي ودعم توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المحدقة بالمنطقة خلال تواجدها بمجلس الأمن الدولي، إلى جانب مساندة موقف الدول لتسوية الازمات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وعملها على التصدي لجرائم المحتل الصهيوني. كما أوضح الجرندي أن بلاده عملت على التوصل إلى توافق ليبي-ليبي للوصول إلى عقد انتخابات في البلاد، مرحبا بتوافق الفصائل الفلسطينية من خلال "إعلان الجزائر". ودعا وزير الخارجية التونسي إلى أن تمثل القمة العربية "تحركا استثنائيا" لتوحيد المواقف العربية لاستعادة الاستقرار في اليمن والعراق ولبنان. وخلال تسلمه رئاسة الدورة من عثمان الجرندي، الذي ترأست بلاده القمة العربية ال30، قال وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أن "الجزائر تعول كثيرا على مساهمة الجميع في القمة العربية لتحقيق انطلاقات جديدة للعمل العربي المشترك، وفق نهج يتجاوز المقاربات التقليدية ليستجيب لمتطلبات الحاضر". وفي ظل هذه الاوضاع الاستثنائية، دعا السيد لعمامرة الدول العربية الى ضرورة "مضاعفة الجهود كمجموعة منسجمة وموحدة تستنير بمبدأ وحدة المصير وما ينطوي عليه من قيم والتزامات و ان تعمل على تثمين مقومات تكاملها ونهضتها كأمة". وأضاف ان التطورات التي يشهدها العالم على تعقدها "لا يجب ان تنسيها هموم امتنا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تمر اليوم بأصعب مراحلها في ظل جمود العملية السياسية وتمادي المحتل في فرض سياسة الامر الواقع"، وعليه حيا "الاشقاء الفلسطينيين على انخراطهم في مبادرة المصالحة التي اطلقها الرئيس عبد المجيد تبون مطلع هذا العام بالتنسيق مع اخيه الرئيس محمود عباس والتي توجت بالتوقيع على +اعلان الجزائر+ المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من اجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية". وبناء على هذه الارضية -يقول السيد لعمامرة- "نأمل بأن يكون في مقدورنا العمل جميعا لبناء توافق اوسع يسمح بلم شمل جميع الدول العربية وتوحيد صفوها وجهودها لحل الازمات الحادة التي تمر بها منطقتنا العربية والتي جعلت منها ساحة صراعات بين عديد القوى الاجنبية" مشددا على ان "الاوضاع ال عصيبة التي يمر بها الاشقاء في ليبيا وسوريا واليمن والصومال وكذلك في السودان ولبنان يجب ان تستوقفنا لاستدراك ما فاتنا من جهود". وتتواصل مساء اليوم السبت أشغال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، في جلسات مغلقة.