عاصفة هوجاءمن البرد قطعت الطرقات وزرعت الخوف تهاطلت منتصف ليلة أمس على مدينة قسنطينة كميات كبيرة من حبات البرد زرعت الخوف في نفوس السكان لقوتها و تزامنها مع هبوب عاصفة هوجاء، لكنها لحسن الحظ لم تخلف ضحايا أو خسائر مادية كبيرة حسب مصالح الحماية المدنية. العاصفة التي مر على هبوبها أكثر من ست ساعات كانت آثارها السيئة بادية على طرقات قسنطينة في الصباح حيث انقطعت حركة المرور في أكثر من محور بسبب انسداد البالوعات و تجمع كميات من مياه الأمطار و كتل من حبات البرد جرفتها مياه السيول و الرياح العاتية إلى مناطق منخفضة مما جعلها تمنع المارة من استعمال الطريق. و لم تتحول تلك المخلفات لعاصفة الليلة السابقة إلى مياه جارية إلا مع اقتراب منتصف نهار أمس، دليلا على كثرتها و كبر حجمها. وبالطريق المؤدي من وسط المدينة نحو حي بوالصوف و المنطقة الصناعية و المتفرع إلى شارع الصومام نحو الجهة الشرقية من المدينة كان عناصر مصلحة الأشغال العمومية و أعوان بلدية قسنطينة يجتهدون لفتح منافذ للمياه حتى تجد طريقها نحو وادي الرمال، و السماح للمركبات بالعبور نحو بوالصوف. وبالمنطقة الصناعية كان الطريق المحاذي لسوق الجملة للخضر و الفواكه قد غمرته المياه و لكن عاملا وحيدا بمصلحة البلدية كان يحاول تحديد أماكن البالوعات المسدودة و منع السيارات من السقوط فيها بوضع أعمدة معدنية و قطع من الخرسانة. مصالح الحماية المدنية حسب المكلف بالإتصال لدى المديرية الولائية قامت من جهتها في حدود الساعة الواحدة ليلا بعمليات تفقد و مراقبة للوديان و الأماكن الخطرة بكل من وادي الرمال ووادي بومرزوق وواد الحد التي ارتفع منسوب المياه بها و لكنها لم تخلف خسائر و أضرار على السكان. من جانبها أعلنت شركة المياه و التطهير قسنطينة "سياكو" عن تشكيل فرق خاصة تعمل بالتنسيق مع مصالح الأرصاد الجوية تحسبا للتدخل في هذه الأيام المتسمة بتهاطل أمطار رعدية و المصاحبة للعواصف، و حسب بيان للشركة تقوم تلك الفرق بتفقد أماكن البالوعات التي يمكن أن تتعرض للإنسداد، و تتنقل تلك الفرق على متن شاحنة تطهير خاصة عبر شوارع و احياء مدينة قسنطينة لمنع حدوث أي إزعاج للسكان في المدينة نتيجة الانسداد المفاجىء للبالوعات.