لقي الحفل البهيج الخاص بافتتاح النسخة السابعة من بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، الذي احتضنه ملعب نيلسون مانديلا الجديد ببراقي سهرة أمس الأول، إشادة واسعة وتفاعلا منقطع النظير، عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل المتابعين الجزائريين والأفارقة وحتى العرب، كونه حمل رغم قصر مدته وبساطته العديد من الرسائل النبيلة والمميزة، على غرار الافتخار والإعتزاز بالانتماء للقارة السمراء، ناهيك عن الدعوة لنصرة القضية الفلسطينية، التي كانت ولا تزال لديها مكانة خاصة في قلوب الجزائريين. وعبر الجزائريون بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم عن فخرهم الكبير بالافتتاح الرائع والجميل لبطولة "الشان"، وقالوا إنه كان مشرفا لكل الجزائريين والعرب، واصفين "العرض" بالمبهر، والذي لم تشهده أي افتتاحيات لبطولة أمم إفريقيا للمحليين، التي لم تكن تحظى بأي اهتمام طيلة النسخ الست الماضية. وأشار الجزائريون خلال مختلف تعليقاتهم عبر "السوشيل ميديا"، على أن ما شاهدوه وتابعوه بالجوهرة "نيلسون مانديلا" من لوحات فنية رائعة ذات رسائل رمزية يضاهي أو يفوق جمالا احتفالات الافتتاح الخاصة ببعض دورات كأس أمم إفريقيا التي تعد البطولة الأقوى على مستوى القارة السمراء، على عكس بطولة الشان" التي منحتها الجزائر بعدا آخر، نظير الاهتمام الكبير الذي خصتها به. وعرف حفل افتتاح "شان الجزائر 2022"، تفاعلا منقطع النظير عبر موقع "تويتر" ومختلف الوسائط الاجتماعية الأخرى، حيث تم نشر أكثر من 10 آلاف تغريدة حول الحفل، وهذا دقائق فقط بعد إسدال الستار عنه، وكانت 37 بالمئة من المنشورات ذات طابع إيجابي، بينما كان هناك إجماع أن الاستعراض هو الأفضل في تاريخ البطولة. وازداد الانبهار أكثر بجمالية العرض، عندما علم الجميع أن التخطيط لحفل الافتتاح وتجسيده على أرض الواقع، كان بسواعد جزائرية مئة بالمئة، على عكس حفل الألعاب المتوسطية الذي تم خلاله الاستنجاد ببعض الكفاءات الأجنبية. وظل الجميع إلى ساعات متأخرة يتحدثون عن الرسائل والصور واللوحات الكثيرة، التي تم تمريرها من طرف المنظمين خلال هذا الحفل البسيط والبهيج، خاصة وأن الجزائر حرصت على إبراز تنوعها الثقافي وانتمائها العربي والإفريقي، والبداية كانت بالاستفسار عن المجسم الذي كان يتوسط الملعب خلال فعاليات الافتتاح، وأشار أهل الاختصاص أن الأمر يتعلق بأبواب الجزائر العاصمة الملقبة بالمحروسة، حيث أظهرت الصورة أهم المعالم التي ميزت آثار القصبة، والمتعلقة بالأبواب الست التي ارتبطت مداخلها، ويحمل كل باب فيها اسم وقصة خاصة بنشأته التاريخية، كما أن الغطاء الذي وضع على أرضية الميدان قبيل انطلاق الحفل مستوحى من رسومات أسقف البيوت التقليدية العاصمية، وبالتالي كان العنوان الأبرز أن الثقافة الجزائرية غنية في جميع المجالات. ولم يقتصر الثناء على المشاهد الجميلة التي زينت الحفل، بل امتد إلى الصور الرائعة التي صنعها الجمهور الحاضر في مدرجات الملعب التحفة، حيث تم التأكيد بأنها البطولة الأقوى من حيث الحضور الجماهيري حتى وإن كان الأمر يتعلق بضربة الانطلاقة فقط. وحضرت الجماهير الجزائرية بأعداد غفيرة إلى ملعب نيلسون مانديلا، والتي كانت متحمسة لدخول هذا الملعب الجديد الذي يتسع لأكثر من 40 ألف مشجع. وأبدت عدة مواقع استغرابها الشديد من التوافد المبكر للجماهير على الملعب، وكأنّ الأمر يتعلق بنهائي كأس أمم إفريقيا، في إشارة إلى مدى تعلق الجزائريين بكرة القدم وبكل ما هو جميل واستثنائي. ووصل الحد بأحد الصحفيين الغانيين، ممن كانوا بمدرجات ملعب نيلسون مانديلا من أجل تغطية هذا الحدث للتغني والانبهار بالصور التي صنعتها الجماهير عند عزف نشيد "قسما"، حيث ظل يكرر بأن الصور لا يمكن مشاهدتها في أفضل الملاعب العالمية، في إشارة إلى جمالية تلك المشاهد المؤثرة من طرف الجزائريين، وهو نفس ما سار على منواله بعض الصحفيين والمعلقين المعروفين على غرار ما دونه خليل البلوشي في صفحته وأيضا الليبي مهند الجالي الذي كتب :"مرحبا بكم في أرض التاريخ..مرحبا بكم في أرض الحضارة، حيث الجزائر تفتح قلبها لكل إفريقيا مرحبا بكم في البهجة المحروسة، مرحبا بكم في مدينة الجسور المعلقة، مرحبا بكم في جوهرة الشرق مرحبا بكم في الباهية وكل الترحاب في انتظاركم في الجزائر، التي قدمت نفسها بتنوعها الثقافي البهيج". وتفاعلت الجماهير التي غصت بها المدرجات مع حفل الافتتاح الذي شهد العديد من الفقرات الاستعراضية والغنائية في ملعب نيلسون مانديلا، وامتد الحفل لما يقارب 20 دقيقة تخللته فقرات متميزة، ورقصات على مختلف الألوان الفنية الجزائرية والإفريقية، وعرف استخداما مبهر للألوان والومضات والألعاب النارية، واشتمل أيضا على عدة عروض فنية ولوحات فولكلورية وأغاني تراثية جزائرية، فضلا عن عدد مماثل من الأغاني والعروض الإفريقية التي تفاعل معها الجمهور الحاضر. جدير بالذكر، أن حفل افتتاح "الشان"، عرف حضور الفنان العالمي الجزائري رؤوف دراجي المعروف ب"سولكينغ"، إلى جانب ثلة من الفنانين الأفارقة، على غرار داجو الذي ألهب الركح عند أدائه لأغنية سولكينغ المشهورة "ملايين".