قدمت الجزائر مؤخرا، صورة براقة جدا لإفريقيا والعالم بفضل التنظيم المحكم والتحضيرات الجادة لبطولة أمم إفريقيا للاعبين المحلين، لتفتك بذلك اعترافا مستحقا خاصة بعد حفل الافتتاح المبهر الذي احتضنه ملعب نيلسون مانديلا وحضرته شخصيات هامة يتقدمها حفيده زويليفيل، إلى جانب أساطير الساحرة المستديرة. وبمعدل مشاهدات قياسي للحفل وتصدر الحدث لمراكز التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استطاعت «شان» 2022، أن تروج للجزائر رياضيا وسياحيا وثقافيا بشكل غير مسبوق، خاصة بعدما انخرط مشاهير ونجوم في العملية وفتحت صور وفيديوهات كثيرة أعين العالم على البلد القارة وسمحت للملايين بإعادة اكتشافه. حفل الافتتاح كان النقطة الأهم، وترجم فلسفة الجزائر بخصوص التظاهرة ككل، والتي كانت فرصة للتعريف ببلادنا ثقافيا والترويج لها سياحيا وتراثيا، خاصة وأن الحدث تزامن مع صدور تقرير لصحيفة نيويورك تايمز صنفت فيه صحراء الطاسيلي من بين أجمل الوجهات التي يجب زيارتها في 2023، و هو ما سمح لوسم الجزائر بالتواجد ضمن قائمة الترند و «التوندوس» على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد شاهد الحفل الملايين، وفق ما تؤكده التفاعلات على مواقع التواصل وقنوات يوتيوب والتلفزيونات الناقلة للحدث. تفوق جزائري على فيسبوك وتويتر تفوق جزائري واضح أيضا، تشهده المنصات التفاعلية في الآونة الأخيرة، سواء من حيث كم أو نوعية المحتوى، الذي شمل وبشكل كبير الترويج للتراث وللسياحة، حيث غطى المحتوى الجزائري الإيجابي على كل أشكال الدعاية وقدم إشهارا كبيرا للجزائر كوجهة سياحية، فعلى تويتر تصدر هاشتاغ # شان 2022 الترند الجزائري بمعدل 4668 تغريدة، متبوعا بهاشتاغ #نيلسون_مانديلا، و تلاهما هاشتاغ #الشان _ في _بلاد الشان، الذي يحصي لحد الآن 2701 تغريدة. و في الترند المغاربي احتل وسم #شان و #شان 2023 المرتبة الثانية، متبوعا بالهاشتقين السابقين، إلى جانب هاشتاغ #كاف و #الجزائر الذي سجل لوحده 3293 تغريدة. وساعد التحاق إعلاميين جزائريين كبار بركب المروجين للحدث في زيادة التفاعل عربيا، حيث رافق حفيظ دراجي تحضيرات الشان بمقالات ومنشورات تحليلية ونشر عددا من التغريدات والصور والفيديوهات، منها مقطع من حفل الافتتاح، أرفقه بتعليق جاء فيه «الشان في بلاد الشأن، يكون لها شأن آخر و وزن آخر من وزن وقيمة الجزائر وشعبها..». وكتب مجيد بوطمين، تعليقا على صور لحفل الافتتاح «حفل افتتاح النسخة السابعة لكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين بملعب نيلسون مانديلا بالجزائر، كان بسيطا وجميلا، بالتوفيق لجميع المنتخبات المشاركة في البطولة»، وأضاف: «متأكد من نجاح بلادي الحبيبة في استضافة مميزة للنسخة السابعة من كأس إفريقيا للاعبين المحليين، في انتظار الفوز بشرف تنظيم كان 2025». أحلام مستغانمي، نشرت مقطعا من حفل الافتتاح، وخصصت صفحتها على فيسبوك والتي يتابعها 13 مليون شخص للترويج لتراث الجزائر وللسياحة فيها وكذلك فعلت خديجة بن قنة، الإعلامية الجزائرية بقناة الجزيرة والتي يتابع صفحتها على ذات الموقع 14 مليون مستخدم، إذ يرتكز محتواها منذ مدة على الترويج للجزائر ولتراثها ولتنوعها السياحي، أما على تويتر فقد غردت أول أمس: «حفيد منديلا يلهب الشان من ملعب نيلسون منديلا، بكلمة حماسية أعادت #فلسطين إلى قلب الحدث في القارة الإفريقية، اهتز الملعب وراءه بهتاف فري بالستاين من أرض الثورة والثوار» كما شاركت هشتاغ الشان في بلاد الشان وشان 2023 وتحيا الجزائر. أما الصحفي حمزة دباح، فعلق على موسيقى حفل الافتتاح مغردا «للعلم فقط، دنا دايني، أساسا أغنية جزائرية مسروقة أخرى، ومن المثير للدهشة والازدراء أن يكون هناك من ينسبونها لهم، الأغنية ثنائي قديم للشاب فضيلة والشاب صحراوي، وفيما يلي أداء لها من قبل الثنائي في لوس أنجلس سنة 1990» ونشر مقطعا مصورا للأغنية. اعتراف مستحق وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني أنفنتينو، أول من نوه بالعمل الكبير الذي قامت به الجزائر لإنجاح بطولة إفريقيا للمحليين حيث وصف العمل بأنه «أكثر من رائع» وقال عن ملعب براقي بأنه «تحفة وملعب حقيقي». أما باتريس موتسيبي رئيس الكاف، فقد تحدث في ندوة صحفية عن حظوظ الجزائر لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا، وقال «إن الجزائر لديها فرصة كبيرة لخلافة غينيا خاصة وأنها تتوفر على كل الإمكانيات، بعد تجهيز ملاعب بمواصفات عالمية على غرار نيلسون منديلا وميلود هدفي». وشكر المهاجم الدولي السابق جيان أساموا، السلطات الجزائرية على العمل المنجز «من خلال توفير ملاعب عالمية لاحتضان الشان»، مؤكدا «قدرة الجزائر على احتضان كأس إفريقيا 2025». من جانبهم تفاعل إعلاميون عرب بقوة مع حفل الافتتاح وعلقوا على ما شاهدوه من تطوير للبنى التحتية الرياضية في الجزائر، حيث كتب نجم قناة بي ان سبورت الليبي مهند الجالي على فيسبوك: «مرحبا بكم في أرض التاريخ، مرحبا بكم في أرض الحضارة حيث الجزائر تفتح قلبها لكل إفريقيا، مرحبا بكم في البهجة المحروسة، مرحبا بكم في مدينة الجسور المعلقة، مرحبا بكم في جوهرة الشرق ومرحبا بكم في الباهية كل الترحاب في انتظاركم في الجزائر التي قدمت نفسها بتنوعها الثقافي البهيج». وأضاف الصحفي الرياضي العماني خليل البلوشي عبر ذات المنصة: «وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا.. فاشهدوا.. ها هي الجزائر الحبيبة تستضيف كأس إفريقيا للمحليين وتتزين ملاعبها بأجمل صورة وشوارعها بطلة بهية، ليس غريبا على الجزائر وتاريخها الأصيل وشعبها الطيب هذا الانجاز واكتمال نجاحه سيكون نجاحا لكل عربي، نتمنى النجاح والتوفيق لكم وإن شاء الله نسخة استثنائية تليق بتاريخ الجزائر». وعلق بدوره الإعلامي والمدون الموريتاني عبد الناصر بيبي «حفل افتتاح فريد و رائع من طرف الجزائر والعلم الوطني الموريتاني حاضر بقوة». مناسبة رياضية بواجهة ثقافية وسياحية مؤسسات ثقافية ومتاحف جزائرية شاركت على طريقتها في الترويج للحدث من خلال مضاعفة نشاطها عبر فيسبوك وتويتر وإنستغرام وضبط برمجة مرافقة للمناسبة، وساهم «يوتوبرز» جزائريون ومصريون بدورهم في المهمة، حيث شاهدنا في ظرف أسبوع واحد قبل انطلاق البطولة، عددا لا يحصى من الفيديوهات الترويجية، التي أعادت تقديم الجزائر للعالم بشكل مختلف وحضاري وأكثر تطورا، عبر عرض المنشآت والفنادق والملاعب وتفاعل الشارع والتركيز بشكل كبير على الجانب السياحي، على غرار الفيديو الترويجي الرسمي للتظاهرة «مرحبا» والذي تم تداوله بشكل كبير، والسلسلة التي أطلقها «اليوتيوبر» الشهير خبيب بعنوان «صحراؤنا». الجزائريون تواجدوا كذلك بشكل كبير، على الصفحات الرسمية لمختلف الهيئات على غرار حسابات الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، وقاموا بعمل مهم للترويج للتظاهرة وللجزائر عن طريق التعليقات والمنشورات وهو نشاط عرفته كذلك صفحات المؤسسات الإعلامية الدولية، التي دفعها التفاعل إلى تخصيص مساحة أكبر للحديث عن التظاهرة وتحضيراتها وحفل الافتتاح كذلك. ولأول مرة تصدرت صور وفيديوهات التحضيرات والملاعب والمدن والمواقع السياحية، الترند على تويتر و التوندوس على فيسبوك، وشارك المجتمع المدني والإعلام بشكل كبير في مضاعفة الاهتمام بالتظاهرة الكروية، عن طريق إخراجها من إطار الرياضة الضيق وإعطائها بعدا سياحيا وثقافيا وجماهيريا أوسع، خاصة مع إقرار أسعار رمزية لحضور المباريات وفتح المجال أمام العائلات لدخول المدرجات وتوفير المرافق وتجهيز المدن المضيفة، الأمر الذي ساق المواطنين إلى الاندماج في العملية الترويجية وأعطى أهمية أكبر لكل تفصيل متعلق بها، ما شد انتباه العالم ودفع وجوها إفريقية إلى الاعتراف بتميز الجزائر تنظيميا خاصة بعد حفل الافتتاح الذي غرد حوله 10 آلاف شخص على تويتر، دقائق قليلة بعد اختتامه. وحتى تميمة الطبعة «قبطان»، ساهمت بطريقة أو بأخرى في الترويج للحدث وإعطائه صدى إعلاميا، فالجدل الذي أثير حولها صنع الحدث على مواقع التواصل، وتداولته تقارير إعلامية عربية وأجنبية تحدثت بدورها عن تحضيرات شان 2022 في الجزائر وأدرجت التظاهرة ضمن خارطتها الإعلامية لأيام وصولا إلى حفل الافتتاح الذي حقق الإجماع.