بصم المنتخب الوطني على انجاز تاريخي في سجل دورات بطولة إفريقيا للأمم، وذلك بإنهائه الدور الأول بالعلامة الكاملة، بالفوز باللقاءات الثلاثة للمجموعة، الأمر الذي مكنه من حصد الزاد كاملا، ليعادل بذلك الرقم الذي كان قد سجله منتخبا الكاميرونوجنوب إفريقيا في نسخة 2011، لما أنهيا الدور الأول لتلك الطبعة بثلاثة انتصارات. فوز الخضر بكل مباريات الفوج الأول، كان بأضعف فارق ممكن في كل مقابلة، الأمر الذي جعل تشكيلة المدرب بوقرة تخرج من أول الأدوار لهذه الطبعة بتقدير "ممتاز"، وبدفاع لم يتلق أي هدف، بينما اكتفت القاطرة الأمامية بتحقيق الأهم، وهذا بهز شباك المنافسين مرة واحدة في كل مواجهة، مما سمح بالحصول على العلامة الكاملة، وهو انجاز غاب عن دورات "الشان" في آخر 4 دورات، ولم تشهده هذه المنافسة سوى في نسخة واحدة، كانت في دورة السودان 2011، عندما أنهى المنتخب الكاميروني الدور الأول في صدارة الفوج الثالث برصيد 9 نقاط، إثر فوزه على كل من الكونغو الديمقراطية، كوت ديفوار ومالي، إلا أن مغامرته في تلك الطبعة توقفت في ربع النهائي، عقب الانهزام أمام أنغولا بركلات الترجيح، والمصير نفسه لقيه منتخب جنوب إفريقيا، الذي خرج من المجموعة الثانية بكامل الزاد، بانتصاره على كل من غانا، النيجر وزيمبابوي، لكنه تجرع مرارة الإقصاء من ربع النهائي، على يد المنتخب الوطني بثنائية نظيفة. والملفت للإنتباه أن انجاز النخبة الوطنية في هذه النسخة، جعل كتيبة بوقرة تنال شرف فك العقدة التي ظلت تلازم أهل الدار، لأن الجزائر تعد أول مستضيف للدورة يتمكن من حصد الزاد كاملا في دور المجموعات، لأن أفضل النتائج في باقي النسخ لم تتجاوز عتبة 7 نقاط، سواء بالنسبة للبلد المنظم، أو حتى باقي المنتخبات المشاركة، وقد سبق وأن شهدت دورات "الشان" الإقصاء المبكر للمستضيف من دور المجموعات في طبعتي 2009 بكوت ديفوار وكذا 2014 بجنوب إفريقيا، وما دون ذلك فإن البلد المنظم اعتاد على تخطي الدور الأول، في "سيناريو" رفعت التشكيلة الجزائرية من حالاته إلى خمسة، بعد كل من السودان (2011)، رواندا (2016)، المغرب (2018) والكاميرون (2020). إلى ذلك فإن تقدير "الامتياز" الذي ناله المنتخب الجزائري في هذه الدورة إلى حد الآن يزاوج بين الرصيد النقطي والصلابة الدفاعية، لأن حصد العلامة الكاملة مع عدم تلقي أي هدف يبقى انجازا سبق وأن تم تسجيله مرة واحدة في تاريخ المنافسة، وكان ذلك في دورة 2011، عندما تحصل المنتخب الكاميروني في ختام الدور الأول على 9 نقاط، وبدفاع لم يتلق أي هدف، ليبقى الفارق بين الحالتين في مردود الخط الهجومي، لأن منتخب الكاميرون كان قد سجل في لقاءات دور المجموعات 5 أهداف، في حين اقتصر هجوم "الخضر" على ثلاثية في الدور الأول. ص / فرطاس