الجزائر (1) – غانا (1) شبان الخضر يعقدون المهمة فشل المنتخب الوطني الأولمبي سهرة أول أمس، في اقتطاع نصف التذكرة المؤهلة إلى النسخة الرابعة من نهائيات كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 23 سنة، وذلك بتعادل مع نظيره الغاني بهدف لمثله، في مقابلة كان فيها "أولمبيو الخضر" الأقرب لتحقيق الفوز، لكن النتيجة المسجلة خالفت"فيزيونومية" اللعب، وسارت على وقع "سيناريو" معاكس، الأمر الذي مدّد "السوسبانس" أكثر بخصوص مصير تأشيرة المرور إلى دورة "الكان" المقررة بالمغرب في جوان القادم، مع بقاء باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، ومرهونا بنتيجة موقعة الإياب المقررة عشية هذا الثلاثاء، بمدينة كوماسي الغانية. المباراة التي احتضنها ملعب 19 ماي بعنابة في سهرة رمضانية، شهدت إقبالا جماهيريا محتشما على المدرجات، وعرفت فرض النخبة الوطنية سيطرتها النسبية على مجريات اللعب، لأن الطريقة التي انتهجها الناخب ولد علي كانت مبنية بالأساس على النشاط الكبير للظهير الأيمن مهدي دورفال، الذي كان اكتشاف "الخضر" في هذه المواجهة، بالمردود المميز الذي قدمه، سواء في التغطية الدفاعية أو البناء الهجومي، دون تجاهل المستوى الذي ظهر به ثنائي وسط الميدان تيطراوي وبلخير، ليكون إشكال غياب الفعالية أمام المرمى الهاجس الأكبر، الذي حرم التشكيلة الجزائرية من العديد من الأهداف المحققة، على اعتبار أن بقرار لم يكن محظوظا، والفرص التي أتيحت له لم تجد طريقها إلى التجسيد، بسبب نقص التركيز. اندفاع النخبة الوطنية صوب الهجوم قابله المنتخب الغاني بجدار دفاعي مسطح و"منخفض" تراجع كثيرا إلى منطقته، سعيا لسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى الحارس دانلاند إبراهيم، بالالتفاف حول المدافع المحوري نسوبيلا، وهي الطريقة التي فسحت المجال أمام العناصر الوطنية، لإحكام سيطرتها على منطقة وسط الميدان، لكن مع انحصار البناء الهجومي على مستوى الرواق الأيمن، دون اللجوء إلى تنويع في العمل نتيجة الشلل شبه التام للجهة اليسرى. "فيزيونومية" اللعب تغيّرت بداية من الدقيقة 67، لما أقحم المدرب ولد علي الثنائي آيت الحاج وبوعالية، الأمر الذي أعطى "ديناميكية" أكثر للتشكيلة الوطنية، وكأن الخبرة التي اكتسبها هذا الثنائي في المنافسة القارية مع اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل تواليا ساهمت بشكل مباشر في الرفع من نسق الآداء الجماعي للنخبة الجزائرية، خاصة بوعالية الذي أقلق كثيرا الدفاع الغاني، لكن الحكم الليبيري حسن كورنا تغاضى عن ضربة جزاء شرعية في الدقيقة 77، بعد لمس أحد مدافعي غانا الكرة بيده داخل منطقة العمليات. الدقائق العشرة الأخيرة من عمر اللقاء، شهدت وقوع الكثير من الأحداث، لأن المنتخب الجزائري تحصل على ركلة جزاء، إلا أن المهاجم بقرار فشل في ترجمتها إلى هدف السبق، بعدما تصدى لها الحارس دانلاند، وعند الدقيقة 85 افتتح المنتخب الغاني باب التسجيل، بهدف عكس مجرى مجرى، أمضاه عبدول إسحاقو بتسديدة من على بعد 60 مترا، خادعت الحارس تيدي بولهندي، الذي كان متقدما عن مرماه، فاستقرت الكرة في عمق شباكه، ومع ذلك فإن العناصر الوطنية ظلت تهاجم سعيا للعودة في النتيجة، وهو الضغط الذي أدى إلى صنع العديد من الفرص، تألق الحارس دانلاند في التصدي لها، قبل أن يحتسب الحكم الليبيري ضربة جزاء ثانية للمنتخب الجزائري في الدقيقة 90، نفذها بنجاح اللاعب بكوش، معدلا النتيجة. انتهاء موقعة "عنابة" بالتعادل يصعب من مهمة "كتيبة ولد علي" في التأهل إلى النسخة الرابعة من "كان الأولمبيين"، المقررة في جوان القادم بالمغرب، والتي تعد دورة تصفوية تأهيلية إلى أولمبياد باريس 2024، لأن مقابلة العودة ستكون أمسية هذا الثلاثاء بمدينة كوماسي، في ظروف استثنائية، مما يعني بأن رحلة بحث النخبة الوطنية عن ثالث مشاركة لها في العرس الإفريقي شاقة، وتمر عبر التألق في الأراضي الغانية، أمام منافس لم يقدم الشيء الكثير في لقاء أول أمس بعنابة، ماعدا المهارات الفردية، التي أبانت عنها بعض العناصر في وسط الميدان، غير أن المعطيات ستكون مختلفة في كوماسي، والمنتخب الغاني هو رابع الطبعة الفارطة من "كان 2019"، في أول مشاركة له في هذه المنافسة، بينما غابت النخبة الوطنية عن تلك الطبعة.