نجح الممثل عبد الكريم دراجي، في أول تجربة درامية له بدور رضا، الذي قدمه في مسلسل الدامة، و تألق في تجسيد ثنائية الخير و الشر ببراعة، خاصة لحظات الانتقال العاطفي وتميز بقدرته على التحكم في ملامحه، كما في مشهد سماع خبر وفاة والدته و هو في السجن، و كذا لحظة خروجه من السجن و لقائه بأخيه. يعد عبد الكريم دراجي، من الممثلين الشباب الذين برزت أسماؤهم في الساحة الفنية منذ بداية السباق التلفزيوني الرمضاني، و من الشخصيات الفنية التي استطاعت أن تلفت انتباه المشاهد هذا الموسم، من خلال دوره المهم في مسلسل الدامة، الذي يسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية في حي شعبي و يعالج ظواهر إجرامية مختلفة تعشش في قلب الحي الذي يسيطر عليه مجرمون و تجار المهلوسات ويحاولن استغلال الأطفال في نشاطهم غير المشروع. و قد تم تداول مشاهد عدة تظهر براعة أداء رضا لدور المجرم الذي يستغل البراءة في ترويج المخدرات، وعكست أيضا، قدرته على إبراز الملامح الحادة و اللعب على وتر النظرة القوية لإيصال المعنى، ما مكنه من استمالة المشاهد و أكسبه قاعدة جماهيرية، حيث تفاعل معه متابعون و نشروا تعليقات تخاطب الشخصية و كأنها حقيقية، كما عاد ونحج في كسب تعاطفهم بفضل المشاهد التي تعكس علاقته بوالدته و مقدار حبه لها، وكيف كان التواصل بينهما غير شفهي لكنه بدا أعمق من كل الكلمات، و هو ما أبدع أكثر في تجسيده إلى جانب الفنانة القديرة بيونة. و استحقت هذه المشاهد التفاعل، خصوصا لحظة رؤيته لوالدته في المنام و هو في السجن و شعوره بأن مكروها قد أصابها، حيث أبان المشهد عن حجم الحب و العلاقة التي تربطهما و كان صادقا جدا، إلى جانب مشهد تلقيه لخبر وفاتها، حيث ارتسمت ملامح الدهشة على محياه تلتها ابتسامة تعكس حجم الصدمة متبوعة بملامح القهر و الندم قبل أن يعود إلى مكانه و ينطلق في الصراخ بطريقة هستيرية، كما أثنى المشاهدون وحتى بعض الفنانين على أدائه في مشهد خروجه من السجن و تحسسه لأغراض والدته، و كذا لقائه بأخيه واتفاقهما على العمل معا، زيادة نجاحه في أداء دور المدمن و تبيان دور المخدرات في تدمير حياة الإنسان. الفنان خريج معهد الفنون بالعاصمة، حيث تلقى تكوينا لمدة سبع سنوات، لكنه لم يكن من الوجوه الفنية البارزة، حيث ظهر منذ موسمين فقط في سلسلة «طيموشة» و نجح في كوميديا مع المخرج يحيى مزاحم، الذي وضع فيه الثقة مجددا هذا الموسم، ومنحه دورا دراميا معقدا تألق فيه بقوة، حيث قال مزاحم، بأن عبد الكريم دراجي اكتشاف الدراما لهذا الموسم، فيما أرجع الفنان سر نجاحه حسب ما جاء في مقطع فيديو متداول له، إلى أن السيناريو يحاكي الواقع، و أن ما ساعده أكثر على تقمص الدور هو كونه ابن حي باب الواد.