يستقطب نصب الأموات الواقع بأعالي مدينة قسنطينة، عشرات الزوار من داخل وخارج الولاية، إذ يُعتبر إحدى أهم الوجهات للسياح، خصوصا خلال التظاهرات الرياضية والثقافية، ويأتي ذلك موازاة مع تكثيف مصالح الشرطة لتواجدها بالمكان. وأعيدت تهيئة هذا المعلم التاريخي الذي يزوره الكثيرون من أجل التمتع بالمناظر الساحرة التي تزخر بها المدينة والتقاط صور يزين الصخر العتيق خلفيتها، بالإضافة إلى اكتشاف روعة واختلاف بنيتها المعمارية، فحجارته توثق لأساطير وحكايات يعتبرها محبو قسنطينة عجلة تعود بهم إلى حضارات مرت وتركت آثارها. وقد حظي المعلم باهتمام كبير مؤخرا من طرف السلطات المحلية، خاصة بعد احتضان قسنطينة لتظاهرات رياضية وثقافية أعادت للمكان بهجته، إذ تم وضع لافتتين مضيئتين تحملان اسم قسنطينة، زادتا من جمال المكان واستقطبتا القسنطينيين والقادمين من خارج الولاية لالتقاط صور أمامها. وقد تمت إزالة بعض المباني الفوضوية المجاورة للمعلم والتي كانت تشوه المنظر العام للمكان، وتم استبدالها بكراس مظللة بشجيرات أصبحت متنفسا للعائلات ومكانا يستطيع فيه الأطفال اللعب بحرية، كما تم وضع الكراسي على جانبي الطريق بطريقة منتظمة. إلى جانب ذلك، تمت تهيئة حديقة صغيرة في الجهة اليسرى للمعلم، تحتوى بدورها على كراس وشجيرات صغيرة من الورود عززت شعورا بالراحة، بالإضافة إلى توفر الأمن على مدار الساعة والتحرك المستمر لعناصر الشرطة للحرص على سلامة الزوار وعدم تعرضهم للمضايقات، خصوصا أن مدينة الجسور المعلقة عرفت توافدا كبيرا للأجانب في الفترة الأخيرة، بسبب تنظيمها لبطولات كروية ساهمت في إنعاش السياحة. وقد أكدت شرطة قسنطينة أمس، على التواجد الميداني وعمليات المراقبة المستمرة للفرق العملياتية على مستوى نصب الأموات للحفاظ على السكينة العامة.