تقدم الشابة خديجة هانية قروط، خدمة مختلفة و غير مسبوقة بقسنطينة، فهي تفتح بيتها لاستقبال الحيوانات الأليفة فيما يشبه « حضانة» يمكن لمربي القطط و الكلاب، الاعتماد عليها لرعاية الحيوانات في غيابهم، فلا تترك وحدها لمدة طويلة قد تُحرم فيها من الغذاء، حيث يوفر الفضاء كل الشروط لضمان سلامة و صحة الحيوان، فضلا عن ضمان المعاينة البيطرية في حال مرض. خديجة هانية جامعية في 22 من العمر، قالت للنصر، بأن حبها للحيوانات و علاقتها بها هو ما دفعها للتفكير في استحداث فضاء لاستقبالها و العناية بها عند غياب أصحابها، خاصة وأنها ملمة بكل ما يتعلق برعايتها و علاجها، حيث اعتنت منذ صغرها بالقطط، وكان بيتها دائما حضنا مفتوحا للحيوانات، إذ تقصدها رفيقاتها للتكفل بقططهن عند انشغالهن أو سفرهن، وهي خدمة يتشاركنها فيما بينهن كلما احتاجت إحداهن إلى الأخرى، ولذلك فقد فكرت في أن تعطي للأمر بعدا مهنيا و تستثمر وقتها وحبها للحيوانات في شيء أكثر أهمية من خلال توفير حاضنة خاصة، عبر تجهيز فضاء مناسب في بيتها العائلي الكائن ببلدية عين سمارة، لاستقبال حيوانات الآخرين و رعايتها بشكل جاد يحميها من التعرض للأذى الذي تتعرض له بسبب جهل البعض بمعاناة الحيوان عند تركه وحيدا. و أوضحت الشابة، بأنها أنجزت المشروع وفق معايير مدروسة، حيث ركزت على تخصيص مساحة تسمح بتنقل الحيوانات بحرية دون تقييدها في أقفاص، و هو ما جعل الحضانة مقصدا للكثيرين، خاصة بعد أن علم زبائنها بأن لها خبرة طويلة في تربية القطط و تمتلك خلفية واسعة عنها و عن طريق العناية بصحتها، حيث قالت، إنها تفهم حالة القط بمجرد ظهور أعراض معينة عليه، و تحرص على التواصل بشكل دائم مع طبيب بيطري لمعاينة الحيوانات الموجودة في الحضانة في حالة المرض، كما تتكفل بمتابعة العلاج بمفردها. الدفتر الصحي شرط أساسي و عن شروط قبول حيوانات في الحاضنة، قالت بأنها تقوم برعاية القطط و الكلاب فقط و تشترط الدفتر الصحي للحيوان، لمعرفة وضعه و ما إن كان يخضع لفحوصات و تلقيح دوري، وذلك للحفاظ على سلامة باقي الحيوانات الموجودة في ذات الفضاء، كما تحرص من جهتها، على توفير النظافة و المأكل و أماكن النوم المناسبة، حيث تخصص وقتها كاملا لرعايتها و تسعى لفتح فضاء أوسع لاحتواء أكبر عدد ممكن مستقبلا. وأشارت محدثتنا، إلى أن حاضنتها تتسع حاليا لكلب و خمس قطط، ويكون الاستقبال وفق برنامج مواعيد مسبقة لحجز المكان مع تحديد التاريخ والمدة، مؤكدة بأنها تجيد التعامل مع الحيوانات خاصة القطط، و تنتهج طريقة مدروسة في رعايتها و احتوائها في حالة الهيجان، كما تقدم لها أكلا خاصا بها وفقا لنظامها الغذائي المعتاد، و تتيح الحرية للملاك الذي يفضلون إحضار طعام حيواناتهم بأنفسهم، كما تلتزم بالعادات اليومية لكل حيوان، مع تغيير الماء كل سبع ساعات، و توفير مكيف هوائي لبعض الحيوانات نزولا عند طلب أصحابها، أما بخصوص الأسعار فقالت بأنها تحتسب بعدد الليالي، مفضلة عدم التفصيل في الأمر كثيرا. و قالت صاحبة الحضانة، بأن الطلب يزيد على خدمتها في فصل الصيف و خلال نهاية السنة، عندما تسافر العائلات، فيما يتراجع خلال باقي أشهر السنة، موضحة، بأنها تتعامل بشكل دائم مع عائلات تحب الحيوانات و تعتني بها جيدا، مؤكدة على ضرورة أن نعي بأن الرفق بالحيوان تعبير عن إنسانيتنا و أنه يتوجب على الناس فهم ذلك وهو ما تحاول التنبيه إليها من خلال صفحتها على موقع إنستغرام، الذي تتواصل عبره مع الزبائن و المهتمين بنشاطها «أنيما غرادوري» و تحدد المواعيد و برامج الاستقبال وغير ذلك.