يستهلك العنب في فصل الصيف على نطاق واسع نظرا لنكهته التي لا تقاوم، و سواء كان العنب أبيضَ أو بلون آخر فإن له خصائص غذائية مختلفة. وتعد هذه الفاكهة مصدرا للعديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية لعمل الجسم بشكل سليم، فهو غني بمجموعة فيتامين "ب"، و مضادات الأكسدة، كما أنه مصدر للألياف والمغنيزيوم وغني بالكربوهيدرات، كما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. وأظهرت العديد من الدراسات التأثير الإيجابي لاستهلاك عصير العنب الأحمر على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وتشمل بعض التأثيرات الملحوظة وظيفة بطانة الأوعية الدموية المحسنة (المرونة أو قدرة جدران الأوعية الدموية على التمدد والانكماش) وزيادة قدرة مضادات الأكسدة في الدم. وفي دراسات مختلفة، أدى استهلاك عصير العنب أيضا إلى انخفاض أكسدة الكوليسترول الضار وتكوين جلطات الدم وهما عاملان يمكن أن يساعدا في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، كما ارتبط استهلاك عصير العنب أيضا بانخفاض ضغط الدم، و له تأثير وقائي على القلب. ويحتوي العنب على العديد من مركبات الفلافونويد، مثل الكيرسيتين و الميريسيتين و الكايمبفيرول ومضادات الأكسدة والإبيكاتيكين و البروانثوسيانيدينس و الأنثوسيانين وهذه المركبات الفينولية هي مضادات أكسدة قوية تعمل على تحييد الجذور الحرة في الجسم وبالتالي تمنع ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان والأمراض المزمنة المختلفة. ويمكن لبعض مركبات الفلافونويد الموجودة في عصير العنب أن تمنع نشاط إنزيم ضروري لبقاء الخلايا السرطانية على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك ، أظهرت الأبحاث في المختبر أن العديد من مركبات الفلافونويد تعمل بشكل تآزري ضد الخلايا السرطانية، والعنب الطازج مصدر لفيتامين "ب2" الذي يعرف أيضا باسم "الريبوفلافين"، كما أنه غني بفيتامين "ب 1"، الذي يلعب دورا في توليد الطاقة لجميع الخلايا بالإضافة إلى أنه يساهم في نمو الأنسجة وإصلاحها وإنتاج الهرمونات وتكوين خلايا الدم الحمراء. ويعتبر العنب الطازج والعنب الجاف وعصير العنب من مصادر فيتامين "ب 6"، يسمى هذا الفيتامين أيضا "البيريدوكسين"، وهو جزء من الإنزيمات المساعدة التي تشارك في توليد البروتينات والأحماض الدهنية وكذلك في إنتاج النواقل العصبية، كما أنه يساهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء ويسمح لها بحمل المزيد من الأكسجين و"البيريدوكسين" ضروري أيضا لتحويل الجليكوجين إلى جلوكوز ويساهم في الأداء السليم لجهاز المناعة، وأخيرا يلعب هذا الفيتامين دورا في تعزيز مكونات معينة من الخلايا العصبية. والعنب الطازج هو مصدر متواضع لفيتامين "ج" المعروف بفيتامين "سي" لدى عامة الناس، إلا أنه يتجاوز الدور الذي يلعبه في الجسم بفضل خصائصه المضادة للأكسدة، حيث يساهم في صحة العظام والغضاريف والأسنان واللثة بالإضافة إلى ذلك، فهو يحمي من الالتهابات و يعزز امتصاص الحديد الموجود في النباتات ويسرع الشفاء.
