تعكف وزارة التربية الوطنية على إدراج عدة مستجدات خلال الموسم الدراسي المنتظر، ترمي في مجملها إلى تحسين أداء المدرسة وترقية مستوى التعليم، من بين أهم الترتيبات الجديدة تدريس اللغة الإنجليزية في السنة الرابعة ابتدائي، وإدخال مادة التربية البدنية في هذا الطور، وتنظيم بكالوريا في شعبة فنون لأول مرة. ينتظر أن يعرف الموسم الدراسي الجديد المرتقب تحديد موعد انطلاقه من طرف وزير التربية الوطنية، تجسيد عدة ترتيبات تتعلق بالمجال البيداغوجي وكذا تحسين الإطعام والنقل المدرسيين، من أجل ترقية مستوى التعليم وتحسين ظروف التمدرس عبر مختلف المؤسسات التعليمية. ويعد تدريس اللغة الإنجليزية في السنة الرابعة ابتدائي استعانة بأساتذة مختصين في المجال، من ضمن المستجدات التي سيعرفها القطاع، وذلك بعد أن تم فتح المنصة الرقمية للنظام المعلوماتي لقطاع التربية الخاصة بالتوظيف، لفائدة خريجي الجامعات الذين تتوفر فيهم الشروط، لتأطير الأقسام المعنية. كما سيتم لأول مرة تأطير مادة التربية البدنية في المستوى الابتدائي من قبل أساتذة متخصصين ومؤهلين، بعد أن كانت المهمة تسند إلى أساتذة اللغة العربية للطور الابتدائي، مما كان يشكل عبئا عليهم، ولا يحقق الأهداف المرجوة من إدراج هذه المادة التي ترمي إلى بعث الرياضة المدرسية التي كانت في السابق تساهم في اكتشاف وتكوين النخب الرياضية، علما أنه تم فتح حوالي 10 آلاف منصب لتأطير هذه المادة. وينتظر توزيع الوثائق البيداغوجية بصيغتها الورقية والرقمية على الأساتذة الجدد مع الدخول المدرسي، لا سيما الوثائق المتضمنة لبرنامج اللغة الإنجليزية للسنة الرابعة ابتدائي، وكذا برنامج التربية البدنية للطور الابتدائي في صيغته المعدلة. وسيشهد الموسم الدراسي المقبل لأول مرة أيضا اعتماد مادة التربية المرورية في الوسط المدرسي، بهدف تلقين تلاميذ المستويات التعليمية الثلاثة المعارف والمهارات المتعلقة بالتربية المرورية عبر أنشطة بيداغوجية ستتخلل حصص المواد الدراسية العلمية والأدبية التي يتلقاها التلميذ، بما يساهم في الحد من إرهاب الطرقات الذي يتسبب سنويا في وفاة أكثر من 5 آلاف شخص. وتحضر الوزارة أيضا عن طريق فوج عمل مكون من مختصين في مجال البيداغوجيا ومفتشين لإدراج تحسينات على امتحان تقييم المكتسبات للسنة الخامسة ابتدائي، بناء على النتائج المستخلصة من تجربة الموسم الدراسي الأخير، لاسيما وأن الامتحان لقي استحسان أغلب الأولياء الذين تلقوا نتائج أبنائهم بكثير من الارتياح والتفاؤل، كما نظمت المدارس الابتدائية حفلات رمزية لتكريم الناجحين وتحفيزهم على العمل والمثابرة. كما ستعرف السنة الدراسية المقبلة تنظيم امتحان شهادة البكالوريا في شعبة الفنون، التي أضيفت للشعب الستة، بقرار من الوصاية بهدف توسيع مجالات الاختيار أمام الطلبة، وتنمية المواهب في مجال الفنون، من مسرح وسينما وسمعي بصري. تعليمات مشدّدة لتعميم الإطعام المدرسي ويعد الشق الاجتماعي من المكاسب التي تحرص الدولة على تكريسها في قطاع التربية الوطنية، خاصة الإطعام والنقل المدرسيين باعتبارهما من أساسيات ترقية التعليم، إذ تطمح الوزارة إلى تعميم المطاعم المدرسية لفائدة الأطوار التعليمية الثلاثة قبل نهاية العام الجاري، وفق ما تعهد به الوزير عبد الحكيم بلعابد، فضلا عن توسيع شبكة النقل المدرسي بالأحياء الجديدة وكذا بالمناطق الداخلية، في إطار مكافحة التسرب المدرسي وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة التلاميذ. كما تحرص الوزارة للحفاظ على إجراءات الدعم المدرسي، بتخصيص منحة التمدرس بقيمة 5 آلاف دج، ومجانية الكتب المدرسي للأطفال المعوزين، ويستفيد من هذه التدابير ذات الطابع الاجتماعي أكثر من 3 مليون تلميذ سنويا، ويضاف إليها الحملات التضامنية التي تطلقها الجمعيات الخيرية ومنظمات أولياء التلاميذ لإنجاح الدخول المدرسي، باعتباره من أهم الأحداث الاجتماعية التي تتجند لها مختلف مؤسسات وهيئات الدولة. ويذكر بأن المسؤول الأول على القطاع وجه تعليمات مشددة لمديريات التربية الوطنية، لتسريع إجراءات توزيع منحة التمدرس على التلاميذ المعنيين، للسماح للأسر المعوزة بتحضير أبنائها للالتحاق مجددا بالأقسام في ظروف ملائمة، وحدد الوزير تاريخ 20 أوت الجاري آخر أجل لإنهاء العملية. وينتظر أيضا أن تشرع الوزارة بداية شهر سبتمبر المقبل في إطلاق دورات تكوينية لفائدة الأساتذة الجدد تحت إشراف مفتشي المواد، ويتعلق الأمر بأساتذة مادتي اللغة الإنجليزية والتربية البدنية، الذين سيسهرون على تأطير المادتين عبر المؤسسات الابتدائية في بداية الدخول المدرسي للموسم 2023/2024. ويكون القطاع بهذه الإجراءات الجديدة قد خطا فعلا مرحلة ترقية التعليم، من أجل تكوين نخب قادرة على قيادة قاطرة التنمية، واللحاق بركب البلدان المتقدمة.
