حذر مختصون، من مخاطر استعمال المفرقعات والألعاب النارية، خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والتي قد تنجر عنها حوادث مأساوية، خاصة بالنسبة للأطفال وأكدوا على ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية الضرورية وتجنب اقتناء هذه المواد الخطيرة والممنوعة، ومن جانبها أطلقت مصالح الحماية المدنية، حملة تحسيسية لفائدة التلاميذ والطلبة بمشاركة مختلف الفاعلين، مشيرة إلى تسجيل العديد من الحوادث كل سنة، خلال هذه المناسبة. وأفاد النقيب بن امزال زهير المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، في تصريح للنصر، أن مصالح الحماية المدنية، أطلقت حملة توعوية وتحسيسية حول مختلف الأخطار الناجمة عن استعمال المواد النارية و المفرقعات وكذا الشموع وهذا ابتداء من الجمعة 22 سبتمبر، على مستوى المساجد والساحات العمومية ونقاط بيع هذه المواد وقد خصصت هذه الحملة المتواصلة لفائدة الوسط المتمدرس، التلاميذ والطلبة بمشاركة مختلف الفاعلين بالإضافة إلى استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال الرسالة الوقائية ليكون لها صدى واسع في المجتمع . وأوضح المتدخل، أن هذه المواد خطيرة وممنوعة وقد تؤدي إلى إصابات و حوادث مأساوية ومنها الحروق و بتر الأصابع وتشوهات وكذا فقدان السمع، إلى جانب وقوع حرائق، مضيفا أن هذه المواد لها تأثير على الأطفال والمسنين والمرضى والرضع . وحذر النقيب بن امزال زهير، من خطورة استعمال هذه المفرقعات والألعاب النارية، خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، لافتا إلى أن مصالح الحماية المدنية، توصي بالالتزام بالتدابير الوقائية اللازمة ومنها تجنب رمي هذه المفرقعات والألعاب النارية على الأشخاص و على السيارات أو بالقرب من المستشفيات و مواقف السيارات و محطات البنزين. و فيما يخص استعمال الشموع، تنصح مصالح الحماية المدنية بوضع الشموع على دعائم ثابتة و غير قابلة للالتهاب وأن يكون استعمال الشموع من طرف الأشخاص البالغين، إضافة إلى عدم ترك الشموع مشتعلة من دون مراقبة، مع إبعادها عن الأشياء القابلة للالتهاب، خاصة الأفرشة والستائر وكذا عدم ترك علب الكبريت في متناول الأطفال. وأشار المتدخل، إلى أن مصالح الحماية المدنية، تسجل كل عام حوادث مأساوية خلال هذه المناسبة، حيث أحصت خلال السنة الماضية 9 حرائق، بالإضافة إلى تسجيل إصابات ، معتبرا أن هناك تراجعا في وتيرة الحوادث سيما في ظل الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية بمنع هذه المواد الخطيرة وكذا عمليات التحسيس والتوعية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية مع مختلف الفاعلين والشركاء في الميدان. وقال إن هناك استجابة وردة فعل من قبل المواطنين بالامتناع عن شراء هذه المنتجات الخطيرة والتي تشكل خطرا على صحة المواطن. ومن جانبه، أوضح رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي ، في تصريح للنصر، أن شراء واستعمال هذه المواد الخطيرة، من الناحية المالية والاقتصادية، يعتبر هدرا للأموال، كما أن هذه المواد في الكثير من الحالات، تؤدي إلى جروح وحروق، خاصة عند الأطفال، لافتا إلى تعرض أطفال إلى حروق في بعض أجزاء الجسم وكذا فقدان البصر، حيث تسجل دائما حوادث مأساوية خلال هذه المناسبة . ونصح البروفيسور مصطفى خياطي، الأولياء بتفادي شراء هذه المواد ومقاطعتها ، مبرزا أهمية تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية لتوضيح الأخطار الناجمة عنها، سيما بالنسبة للأطفال . واعتبر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أن هناك تراجعا فيما يخص نشاط بيع المفرقعات والألعاب النارية، مقارنة بالسنوات الماضية، في ظل وجود صرامة من قبل الجهات المعنية . كما حذر المختص في الصحة العمومية الدكتور فتحي بن اشنهو في تصريح للنصر، من مخاطر استعمال هذه المواد الخطيرة والتي تتسبب كل عام في العديد من الحوادث، َإصابة العين و فقدان البصر بالنسبة للأطفال وبتر الأصابع والحروق، إضافة إلى تأثيرها المباشر على صحة الأفراد، سيما المصابين بأمراض صدرية ، أمراض القلب و كذا إزعاج الرضع، كما أشار المتدخل إلى أهمية الاستمرار في تنظيم حملات تحسيسية في الميدان. من جهة أخرى علمت النّصر من مصلحة إنعاش المحروقين بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أنّ المصلحة تستقبل خلال فترة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حوالي 30 مصابا في الموسم، مشيرة إلى أنّ الرّقم المحصى يعتبر كبيرا، بالنّظر إلى الآثار التي تخلّفها الإصابات، التي تؤدي أحيانا إلى تشوّهات وإعاقات دائمة ناهيك عن تأثّر الصحة النفسية للأشخاص، أما في بعض الحالات يصل الوضع إلى الموت، وتختلف حدّة الإصابات من خطيرة جدا، متوسطة إلى سطحية، بحيث تتراوح نوعية الإصابة بالحروق من الدرجة الأولى الخفيفة إلى الدرجة الثالثة العميقة، وقد يتطلّب الوضع في بعض الحالات اللّجوء إلى عملية الزّرع لتسريع الشّفاء. وأفاد محدّثونا أنّ أكثر المتضرّرين من خطر اللعب بالمفرقعات و الألعاب النارية ممّن تستقبلهم المصلحة، هم أطفال صغار ما بين 5 و15 سنة، فاستنادا إلى التقارير التي يتمّ إنجازها بخصوص المصابين، تُظهر أنّ أطفال التسع والعشر سنوات يصابون في الغالب نتيجة التّراشق بالمفرقعات، بينما فئة 15 سنة تتعرّض للإصابة بسبب توجيه الشماريخ إلى بعضهم البعض، كما أنّ بعض الصّغار تشتعل ملابسهم عند المرور بجانب الشّموع التي يشعلها الأولياء، ويتضرّر آخرون خاصة في المناطق المعزولة والبعيدة ممن يتعذّر عليهم اقتناء هذه الألعاب الخطيرة نتيجة للّعب بالوسائل التقليدية الشّعبية. وتقاس الإصابة يضيف المصدر بحسب درجة عمقها، إذ تكشف أحيانا عن ظهور عظم الإنسان، مما يزيد من احتمالية التعرّض لمختلف الميكروبات، بسبب تضرّر الجلد الذي يمثّل خط الدفاع الأوّل للمريض، وأضافت أنّ خطر الوفاة أحيانا عند الأطفال الصغار يكون مرتفعا، حتى لو صنفت درجة الإصابة بالمتوسطة، وذلك جراء اتساع مساحة الإصابة في جسم الطفل.