غدا على الساعة الرابعة (16:00سا) وفاق سطيف = شباب بلوزداد الفرجة مضمونة في صراع كبيرين على التاج تحتكر السيدة الكأس مساء الغد واجهة المشهد الكروي الوطني، بمناسبة إقامة عرسها الثامن والأربعين، الذي يضع الكبيرين وفاق سطيف وشباب بلوزداد وجها لوجه في نهائي غير مسبوق، رغم عراقة منشطيه بحضور أبناء العقيبة في المشهد الختامي للمرة التاسعة وتحليق النسر الأسود في سماء النهائي الثامن، وجميعها معطيات كفيلة بجعل نهائي الغد قمة كروية في غاية الإثارة والندية، يسعى كل طرف لجعلها فرصة لإقامة الأفراح في معسكره وإنقاذ موسمه. والجميل في نهائي الغد تساوي الحظوظ بين فريقين لهما كل المؤهلات التي تسمح لهما بجعل النهائي متعة فوق الميدان وفرجة في المدرجات، وسبق لهما أن أضفيا الشرعية اللازمة على طموحاتهما عبر سالف المحطات، فالوفاق السطايفي صاحب الرقم القياسي من حيث التتويجات بسبعة ألقاب، تألق في مشوار هذا الموسم بإخراجه على التوالي حمراوة و تبسة و الساورة وعين وسارة والحراش، ما يجعله غدا في أفضل رواق للبحث عن ثامنة تفك عقد الشراكة مع اتحاد الجزائر وتنصبه في خانة النادي الأكثر تتويجا، وشباب بلوزداد الذي أقصى في طريقه ترجي مستغانم وجيل سيدي سالم و سعيدة والشلف والسنافر، يراهن على إثراء خزينته بالسابعة وبالمرة دخول نادي الأكثر تتويجا. وانطلاقا من كون النهائي يكسب ولا يلعب، وامتلاك الفريقين تجربة كبيرة وتقاليد عريقة في المنافسة الأكثر شعبية التي تقاسم لقبها في 13 مناسبة، علاوة على تعداد بشري ثري بالمواهب والعناصر القادرة على إحداث الفارق، يرتقب أن يبلغ مؤشر التنافس ذروته في ظل عزم كل طرف على معانقة السيدة المدللة وإنقاذ موسم ناجح على جميع المستويات، فالشباب عاد من بعيد جدا بقيادة جمال مناد الذي خلف التقني الإيطالي سوليناس على العارضة الفنية ، وتألق في قيادة الشباب إلى الواجهة الأمامية في الدوري المحلي قبل أن يرهن حظوظه في التتويج بلقب البطولة مساء السبت بخسارته في "الكوزينة" أمام شباب باتنة، لم يبق أمامه سوى منافسة الكأس لإنهاء العام فوق المنصة، والنسر السطايفي يمر بفترة عصيبة نتيجة توقف آلته عن الدوران في الأسابيع الأخيرة، فخسر رهان المنافسة القارية في عقر الدار، وحصد نقطة يتيمة في آخر أربع جولات من البطولة الوطنية، ما أفقده الريادة وأدخل الشك إلى نفوس اللاعبين والأنصار، ما يجعله غدا أمام حتمية العودة بالكأس إلى عين الفوارة، وإضافة نجمة على قميص الوفاق المدجج بالنجوم. ليبقى أهم ما في العرس الكروي أن يفي بوعوده من حيث العروض الكروية والروح الرياضية، لأن كبر الرهان قد يقتل اللعب، ويجعل الحسابات التكتيكية بين مناد و غيغر تطغى على مجريات لقاء، توحي جميع معطياته الأولية أنه سيكون مغلقا وقد تحسمه جزئية أو انجاز فردي ، سيما والفريقان يضمان لاعبين موهوبين في صورة ربيح و عمور وسلماني و جابو و بن موسى وغزالي وجميعهم يملكون القدرة على صنع الفارق في أية لحظة وترجمة أنصاف الفرص.