مناصرة: وزراء مرشحون يستعملون أموالا ضخمة ويعدون المواطن وكأنهم باقون دعا رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة السلطات العمومية للتحقيق في المال الفاسد الذي غزا كل مفاصل الحملة الانتخابية، وانتقد استعمال بعض الوزراء المرشحين أموالا ضخمة في حملتهم الدعائية، كما استنكر ما اسماه الاسلاموفوبيا الانتخابية والانتقاص من قيمة الإسلام من طرف بعض المرشحين داعيا إلى عدم احتكار الإسلام، والثورة، والتاريخ، والانجازات والحديث باسم رئيس الجمهورية، توقع أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية مقارنة بالانتخابات الأخيرة في 2007، وأشار وان أدوات التزوير متوفرة لكن فعل التزوير يبدو صعبا. قال رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة انه استخلص مما مر حتى الآن من الحملة الانتخابية ظاهرتان سيئتان هما طغيان المال الفاسد والإسلاموفوبيا الانتخابية، وشرح المتحدث في ندوة صحفية نشطها أمس بفندق السفير بالعاصمة الظاهرتان فقال أن المال الفاسد غزا كل مفاصل العملية الانتخابية سواء أكان خاصا أو عاما وأضحى يستعمل في كل شيء من الترشح، إلى شراء الأصوات وملأ قاعات التجمعات، وجلب الورود وغيرها دون أن يحقق أي طرف في هذا المجال. وعليه قال انه ينتظر من البرلمان المقبل التحقيق في استعمال هذا المال لأن المؤسسات المنتخبة الرسمية هي التي من المفترض أن تحقق في حالات الفساد، متهما في نفس الوقت وزراء مرشحين باستعمال أموالا ضخمة في حملتهم الانتخابية، موضحا هذا الصدد عن أن بعض الوزراء المرشحين أنجزوا حصصا اشهارية خاصة وهم يبثونها في قنوات تلفزية عدة، بل وقال أن هؤلاء يتحركون ويتكلمون مع المواطنين وكأنهم باقون في الحكومة بعد الانتخابات، ويعدون الناخبين وعود الوزراء وليس وعود المرشحين.، ووجه انتقادا مباشرا لوزير التعليم العالي والبحث العلمي عندما قال أن هذا الأخير ينشط الحملة الانتخابية وترك الجامعات يموت فيها الطلبة، في إشارة لحادثة وفاة طالب بجامعة باب الزوار. أما الظاهرة الثانية التي استخلصها مناصرة من خلال تنشيطه للحملة الانتخابية عبر ربوع القطر الوطني فهي ما اسماه الإسلاموفوبيا الانتخابية، وقال في هذا الإطار أن التخويف من الإسلام ومن الإسلاميين في الجزائر ظاهرة غير صحية لأننا بلد مسلم، مضيفا انه هناك من يقول بعدم استعمال الدين لأغراض سياسية لكن هناك استخدام ضد الدين أيضا في الحملة، وقال انه إذا كان من غير المقبول استعمال الدين لأغراض سياسية فإنه من غير المقبول أو من غير القانوني أيضا الانتقاص من الإسلام وقيمته أو تفرقة الناس به أو التخويف من الإسلام والإسلاميين، والعودة إلى الماضي كما يفعل بعض المرشحين، لان الإسلام غير مرشح في هذه الانتخابات بل هناك أحزابا ومرشحين إسلاميين فقط. ودعا بعد كل هذا عدم احتكار الإسلام وعدم الزج به في الحملة ( مع أو ضد) وعدم احتكار الثورة، والتاريخ، وعدم احتكار الرئيس والتحدث باسمه كما يفعل البعض، واتهم بهذا الخصوص الأحزاب الحاكمة باحتكار الرئيس، وتساءل إذا كان هناك من يحتكر الانجازات فمن يحتكر البطالة وارتفاع أسعار البطاطا والأزمات الأخرى. وتحدث عبد المجيد مناصرة عن توفر أدوات التزوير مثل التسجيلات الجماعية لأفراد الجيش، ووجود أكثر من ثلاثة ملايين صوت إضافي، وإشراف الإدارة على الانتخابات وتعيين نفس المؤطرين، وعدم تمكين الأحزاب من المراقبة،مضيفا أن الإدارة لديها رغبة التزوير وإلا لما أبقت على أدواته، لكن - يقول- يبدو أن فعل التزوير سيكون صعبا بسبب تجند الأحزاب، ويقظة المواطنين، وصعوبة المرحلة والظروف التي تجرى فيها هذه الانتخابات، أما الملاحظين الدوليين فوصفهم بالسياح فقط. كما أشار إلى أن هناك أطرافا تعمل على تيئيس المواطن وخاصة الشباب من أن التغيير لن يأتي عن طريق الانتخابات وبالتالي تدفعه نحو المقاطعة التي تخدم مصلحة الأحزاب الحاكمة لأن هذه الأخيرة تخاف التغيير، متهما بعض دعاة المقاطعة بالعمل وفق خطة السلطة سواء أكانت تعلم بذلك أم لا. وبالنسبة للمتحدث فإن كثرة القوائم تفتيت للأصوات وتشتيت للمقاعد حتى يخرج برلمان ضعيف، برلمان عشائر ومدن وعائلات وليس برلمانا حقيقا، وبرأيه أيضا فإن السلطة الحاكمة لم تعمل بجد لإقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، لكن رغم ذلك فهو متفائل بارتفاع نسبة المشاركة في موعد العاشر ماي مقارنة بانتخابات 2007. محمد عدنان