هاجم مؤسس حزب الاتحاد الديمقراطية والجمهورية، عمارة بن يونس وبشدة الإسلاميين الجزائريين، مؤكدا أن لا أمل لهم في الانتخابات التشريعية المقبلة لأن الجزائر فعلا ستكون استثناء عربيا حسب توقعاته. وخصص عمارة بن يونس جزءا هاملا من كلمته الافتتاحية لأشغال المؤتمر التأسيسي لحزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والجمهورية للحديث عن الإسلاميين والأصوليين، وأوضح أن الذين يأملون في صعود الإسلاميين في الانتخابات التشريعية المقبلة "سيخيب ظنهم لأنهم لا يعرفون الجزائر، ونحن الجزائريين مختلفون تماما عن الشعوب العربية الأخرى"، وأرجع ذلك لعدة اعتبارات، منها أن الجزائر "البلد الوحيد الذي حرره أبناؤه بالسلاح، والوحيد الذي أوقف المسار الانتخابي وانتصر عسكريا على الإرهاب دون مساعدة لا أخ ولا صديق من العرب، إضافة إلى أن 4 من رؤسائه السابقين ما زالوا يعيشون في الجزائر بكل حرية عكس الدول العربية"، كما أثنى بن يونس على وقف المسار الانتخابي، ووقف دقيقة ترحم على روح الفريق محمد العماري الذي اعتبره بطلا وواحدا من الذين ضحوا من أجل الجزائر وأنقذوها من الأصوليين. وانتقد بن يونس تعاطي الدولة مع الذين نزلوا من الجبل واعتبر أنهم عوملوا أفضل من الباتريوت والحرس البلدي الذين يقتاتون على دينارات معدودة بينما يتمتع الذين نزلوا من الجبل بكل شيء ولهم العقارات والسيارات والأموال وسيطرتهم على التجارة الموازية والطراباندو، وقال متسائلا "من أين لهم كل هذه الأموال والعقارات بعد أن نزلوا من الجبل"، مجددا معارضته المطلقة لفكرة العفو الشامل. وانتقذ بن يونس تعاطي الحكومة مع عودة الفيس، معتبرا أن هذا الأمر غير مطروح أصلا للنقاش، فكيف لوزراء في حكومة أويحيى أن يناقشوا في مجلس الوزراء مسألة منع قادة الفيس والمسؤولين عن الإرهاب من العودة إلى الحياة السياسية"، معتبرا ما حدث أمر خطير للغاية، في الوقت الذي لا ينهض فيه رؤساء أحزاب إسلامية للنشيد الوطني ومنهم من يسمي نفسه بالشيخ، في حين أنه يريد الترشح ليصبح مسؤولا في الدولة الجزائرية. ووجه عمارة بن يونس تحية للثورات العربية والشعوب العربية وقال "إن جميع الحكام العرب دون استثناء ديكتاتوريون"، وأضاف "كيف لنا في 2012 أن تأتينا الديمقراطية من السعودية وقطر"، كما انتقد مزاعم قطر والدول الغربية في إحلال الديمقراطية بالوطن العربي وقال "لا باريس لا دوحة الجزائر جزائرية". وجدد بن يونس استعداده لدعم تحالف يضم جميع أحزاب التيار الديمقراطي دون استثناء، شريطة الالتفاف حول برنامج وليس حول شخص وزعامات، مشيرا إلى أنه ليس لديه أي حسابات يصفيها مع أي جهة كانت، كما دعا كافة الأحزاب إلى تشكيل تنسيقية لمراقبة التشريعيات بين جميع الأحزاب السياسية. وبخصوص تجريم الاستعمار اتهم بن يونس أطرافا جزائرية دون أن يسميها بالسعي إلى تمجيد الاستعمار الفرنسي وتعمل لأجل ذلك، من أجل اعتبارات سياسية، وختم مداخلته بالإعلان عن تغيير تسمية الحزب من الاتحاد من أجل الديمقراطية والجمهورية إلى "الحركة الشعبية الجزائرية".