أعلن وزير الرّي، طه دربال، أمس الأربعاء، عن حزمة من الإجراءات الاستعجالية والإجراءات القصيرة المدى لمواجهة ندرة المياه بولاية قالمة، مؤكدا خلال زيارة العمل و التفقد بأن قطاع المياه يعد في مقدمة أولويات الدولة في ظل التغيرات المناخية التي أدت إلى تراجع الاحتياطات الجوفية و السطحية بالجزائر. و قال الوزير بأنه سيتم ربط عدة بلديات شرق ولاية قالمة بمحطة تحلية مياه البحر الواقعة بمنطقة الدراوش بولاية الطارف للقضاء على الشح المائي و توفير احتياجات السكان و خاصة ببلديات بوشقوف، وادي فراغة و عين بن بيضاء أين سجل عجز كبير في مياه الشرب التي تصل إلى الحنفيات، حيث يتراوح معدل التوزيع بيوم واحد كل 4 و 6 أيام، مضيفا بأنه من غير المقبول أن تستمر معاناة السكان بواحدة من أكثر الأحواض السكانية تأثرا بموجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة. و ستكون القناة القادمة من البحر إلى شرق ولاية قالمة بمثابة حل مستديم و عامل أمان، كما قال الوزير، مشددا على ضرورة الاستغلال الجيد للموارد المتاحة في الوقت الحالي و في مقدمتها المصادر الجوفية المتوفرة بسهل قالمة، و الأنقاب الإيجابية المكتشفة بالإقليم الشرقي. كما أعلن وزير الرّي أيضا عن بناء محطة لتطهير و تصفية المياه المستعملة بمدينة وادي الزناتي لتوفير المزيد من موارد السقي و حماية سد بوحمدان من التلوث، مؤكدا بأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يولي أهمية كبيرة لموارد السقي من خلال الاستغلال الجيد للكميات الكبيرة التي تنتجها المدن بتصفيتها و إعادة استعمالها كمصدر من مصادر السقي الفلاحي و وضع حد للهدر الذي تتعرض له هذه الثروة المائية الهامة. و أبدى طه دربال موافقته المبدئية على بناء نظام لتحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوحمدان الذي يعاني من الجفاف منذ عدة سنوات، مما أثر بشكل مقلق على حياة نصف سكان الولاية تقريبا. و قد زار الوزير مشروع القناة العملاقة التي تربط بلديات وادي الزناتي، برج صباط، عين رقادة و بوحمدان بالسد الكبير، و أشرف على انطلاق عملية بناء أول قناة فرعية باتجاه بلدية بوحمدان انطلاقا من خزان كاف نسور على مسافة 14 كلم بغلاف مالي تجاوز 10 ملايير سنتيم، حيث شدد الوزير على ضرورة تقليص مدة الانجاز من 8 أشهر إلى 5 أشهر و ذلك بالعمل على مدار الساعة و حشد كل الإمكانات المادية البشرية للشركة العمومية الحائزة على صفقة المشروع. و يعمل المهندسون حاليا على تجارب الضخ من محطة المعالجة بسد بوحمدان إلى محطات الضخ المتواجدة على طول القناة العملاقة التي ستكون دعما قويا لسكان مدن و قرى سهل الجنوب الكبير الذي يتعمد حاليا على نظام عين آركو الذي يعاني من القدم و التسربات. و دشن الوزير محطة ثانية لمعالجة مياه الشرب بسد بوحمدان بقدرة ضخ تصل إلى 500 لتر في الثانية الواحدة، و ستكون هذه المحطة منطلقا لتزويد عدة بلديات واقعة غرب و جنوب الولاية. و سلم طه دربال شاحنات حاملة للصهاريج إلى عدة بلديات تعاني من نقص في مياه الشرب، داعيا إطارات قطاعه إلى العمل على التدابير الاستعجالية لتوفير المياه للمواطنين خلال شهر رمضان، و زيادة معدلات التوزيع بعد انتعاش سد بوحمدان عقب الأمطار الأخيرة، و ظهور المزيد من المؤشرات الإيجابية بمواقع التنقيب عن المياه الجوفية بعدة بلديات. و شغل الوزير شبكة الغاز الطبيعي بمشته عين تويفزة ببلدية بوحمدان، مؤكدا عزم الدولة على تحسين معيشة السكان بالمناطق النائية من خلال مشاريع المياه و الطاقة و فك العزلة. و تقدم مدير الموارد المائية بقالمة للوزير بعدة مقترحات تهدف إلى ضمان الأمن المائي على المديين المتوسط و البعيد بينها مقترح لبناء سد على وادي غانم بمنطقة حمام النبائل، و بناء قناة مغلقة لجر مياه السقي إلى المحيط الزراعي قالمة بوشقوف لوضع حد للهدر الذي تتعرض له الطاقة المائية بمجرى نهر سيبوس المفتوح.