شملت عمليات التحسين الحضري الجارية عبر محور الطريق الوطني رقم 5 بجنان الزيتون خلال الأيام الجارية، طلاء أحجار أثرية ملقاة بمحيط جسر المياه الروماني المعروف بتسمية «الأقواس الرومانية»، حيث أكد مدير الثقافة للولاية بأن مصالحه ستتصرف حيال الأمر، في حين أغلق منفذ المركبات الوحيد إلى محيط المكان عبر الطريق الاجتنابي الجديد. ولاحظنا خلال زيارتنا لموقع جسر المياه الروماني، المعروف بين سكان المدينة بتسمية «الأقواس الرومانية» صباح أمس، أن مجموعة من الأحجار المصقولة الموجودة بمحيط بقايا الجسر الحامل للقناة الحجرية التي كانت تستعمل في نقل المياه خلال الحقبة الرومانية، قد طُليت باللون الأبيض خلال عمليات التحسين الحضري الجارية عبر محور الطريق الوطني رقم 5، حيث لم تستثن منها إلا قطعة واحدة أصابتها من الطلاء بعض القطرات، في حين أغلق مدخل المنفذ الترابي الوحيد بالسيارات إلى الموقع عبر الطريق الاجتنابي الجديد الذي استحدثته السلطات العمومية منذ حوالي سنتين، في مقابل غياب أي مكان للركن بالطريق السريع أو في المحول، أي انطلاقا من محيط محطة المسافرين الشرقية الطاهر صحراوي إلى غاية حي بيدي لويزة. ووجدنا في المكان بأن الرصيف قد مُدد على الجزء الذي كان مخصصا لولوج السيارات إلى الموقع، حيث بدت عليه آثار أشغال حديثة. من جهة أخرى، لاحظنا على الأرضية الترابية آثار عملية تنظيف أنجزت مؤخرا، حيث رفعت كميات معتبرة من القمامة التي يرميها بعض من كانوا يترددون على المكان، على غرار عبوات الجعة وزجاجات النبيذ الفارغة، فضلا عن رفع كميات من مخلفات البناء التي يتخلص منها مواطنون بطريقة غير شرعية، في حين أنجزت عملية زبر للحشائش بالمساحات الخضراء المحيطة بالأقواس في الجهة المقابلة للطريق الوطني رقم 5، لكنها لم تمس بعد الحشائش التي نمت بكثافة على الجهة الأخرى المفضية إلى وادي بومرزوق، كما كست المسلك الترابي المؤدي إلى غاية المساحات الخضراء المقابلة لمحطة المسافرين الشرقية، حتى أصبح السير في بعض الأجزاء منها صعبا، إلى جانب كسوها للسلالم المنجزة بمحيط الجسر الحجري من أجل حركة الزوار. وتنتشر الكتابات الحائطية على حجارة جسر المياه الروماني أيضا، فضلا عن رقع سوداء على أعمدته الحجرية الضخمة المترتبة عن إشعال النار من قبل بعض المترددين على المكان، في حين ما يزال سكان الأحياء القريبة من الموقع يقصدون منبع المياه الطبيعي، كما وجدنا شخصا يقوم بقطع الحشائش وملئها في كيس من أجل إطعام مواشيه. وتحدثنا إلى مدير الثقافة لولاية قسنطينة، فريد زعيتر، حيث أكد لنا بأن مصالح المديرية ستتصرف حيال طلاء الأحجار الأثرية، مرجحا بأنه يكون «بحسن نية»، كما أكد أن المديرية ستنظر في قضية غلق منفذ المركبات بتمديد الرصيف، في حين لاحظنا من قبل أن زوار المدينة من الولايات الأخرى والسياح المتوافدين على قسنطينة يقصدون جسر المياه الروماني من أجل التقاط الصور والاطلاع عليه، خصوصا أنه يقع ضمن شريان أساسي في الحركية المرورية ومحور بروتوكولي في المدينة، فضلا عن أنه يقابل فندق «ماريوت» ويعتبر من أهم المواقع الأثرية والسياحية بالولاية، كما أن فتح المحول الجديد بين الطريق الوطني رقم 5 والوطني 79 منذ نهاية شهر جويلية من عام 2022 قد جعل «الأقواس الرومانية» أكثر مرئية لمستعملي الطريق والمارة، خاصة بعد تزويدها بإنارة «ليد» وتهيئة محيطها، كما أضفى سلاسة على حركة المرور. ويذكر بأن جسر المياه الروماني في جنان الزيتون مصنف كمعلم ثقافي وتاريخي بموجب الأمر رقم 67-281 المؤرخ في 20 ديسمبر 1967، حيث يحدد القانون رقم 98-04 المؤرخ في 15 يونيو 1998 والمتعلق بحماية التراث الثقافي في بابه الثاني، ضوابط إجراء أي أشغال في المنطقة المحمية من المواقع المصنفة للحفاظ على مظهرها الخارجي، وتستوجب الحصول على الترخيص المسبق من مصالح وزارة الثقافة، على غرار «أشغال قطع الأشجار أو غرسها إذا كان من شأنها الإضرار بالمظهر الخارجي للمعلم المعني»، مثلما جاء في المادة 21 من القانون المذكور.