افتتحت، أمس الأحد، فعاليات الطبعة 26 للصالون الدولي للبناء، مواد البناء والأشغال العمومية «باتيماتيك 2024»، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، بمشاركة أكثر من 900 عارض، منهم قرابة 600 عارض وطني. وأشرف على الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة الاقتصادية وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، رفقة وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، وزير الري، طه دربال، ووزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، بحضور والي ولاية الجزائر، عبد النور رابحي. ويعتبر الصالون، المنظم من 5 إلى 9 ماي من طرف الشركة الجزائرية للمعارض و»باتيماتيك إكسبو»، تحت رعاية وزارة السكن والعمران والمدينة، والذي يشهد مشاركة حوالي 300 مؤسسة أجنبية من أربعة عشر دولة، حدثا رئيسيا في قطاع الأشغال العمومية، ويمثل جميع فروع البناء ومواد البناء والأشغال العمومية. وخلال زيارته لعدد من أجنحة المعرض، أبرز بلعريبي التطور الملحوظ الذي يشهده قطاع البناء في الجزائر، مؤكدا أن ذلك يرجع بالأساس إلى «الأشواط النوعية» التي خطتها شركات الانجاز، وكذا المؤسسات المتخصصة في مواد البناء، لاسيما الاسمنت وحديد التسليح. ولفت بلعريبي إلى أن «الجزائر، وبعد سنوات طويلة من التبعية واستنزاف الخزينة العمومية بالاستيراد، أضحت تحقق اكتفاء ذاتيا في إنتاج الاسمنت والكلانكر وحديد البناء والسيراميك ومختلف المواد المستخدمة في الإنشاءات، وفق المعايير دولية». وقال الوزير إن قطاع مواد البناء «بات مصدر فخر لنا كونه ساهم في تحقيق هدف انجاز سكنات 100 بالمائة جزائرية»، وأن «قطاع البناء يستخدم اليوم منتجات جزائرية ذات نوعية عالمية». وتوقف الوفد الوزاري مطولا عند أجنحة المؤسسات الوطنية، خاصة المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر «جيكا» ومجمع كوسيدار وكذا الشركة الجزائرية القطرية للحديد والصلب بجيجل، علاوة على مؤسسات عمومية وخاصة تنشط في فروع مختلفة، على غرار الدراسات والمراقبة التقنية للبناء وصناعة مواد الجبس والسيراميك. كما أبرز بلعريبي التطور الملحوظ الذي يعرفه مجمع كوسيدار، الذي تعاظم دوره في تجسيد البرنامج الوطني للتجهيزات العمومية والبناء، داعيا مسؤولي المؤسسة إلى مواصلة الجهود للظفر بالمزيد من المشاريع الهامة داخل البلاد، وولوج السوق الإفريقية. وبخصوص الطبعة 26 لصالون «باتيماتيك»، أشار السيد بلعريبي أنها تكرس «لذهنية جديدة لدى المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين، بما في ذلك الشباب، والذين صاروا يتوجهون أكثر فأكثر نحو التصدير». ويبشر هذا التوجه -حسب الوزير- بأن يتوج المعرض بتجسيد شراكات بين المؤسسات الوطنية والمتعاملين الاقتصاديين الأجانب. وسيعرف «باتيماتاك» تنظيم عدد من الندوات الموضوعاتية، تتمحور أساسا حول العمران والهندسة المعمارية، ومزايا الاقتصاد الدائري والفعالية الطاقوية في مجال البناء والأشغال العمومية، بالإضافة إلى المؤسسات الناشئة والابتكار. وستشهد التظاهرة، أيضا، تنظيم مسابقة ستتنافس فيها ثمانية مشاريع في الهندسة المعمارية.