ودّع سكان بلدية بني مزلين الواقعة شرقي قالمة، عزلة خانقة بعد موافقة السلطات الولائية على فتح خط نقل مباشر إلى مدينة قالمة، حسب ما أعلنت عنه مديرية النقل، التي تعمل منذ مدة على وضع حد للعجز المسجل بعدة مناطق حضرية و ريفية. الخط الجديد، يتوقع أن يستقطب المزيد من المستثمرين في هذا القطاع الاقتصادي الهام يبدأ من بني مزلين ويمر من قرية الناظور، إحدى أهم التجمعات السكانية بحوض سيبوس، ثم مدينتي بومهرة احمد وبلخير، عبر الطريق الوطني 20 وينتهي بمدينة قالمة، التي يقصدها سكان بني مزلين باستمرار، للعمل والتسوق والعلاج والحصول على الخدمات الإدارية والدراسة بالجامعة ومراكز التكوين المهني. وقد حددت مديرية النقل مسار الخط الجديد ومحطات التوقف، حتى لا يقع تداخل مع خطوط ومحطات التوقف القديمة، التي تنشط بها حافلات الخطوط الأخرى. وبدا سكان بني مزلين في غاية السعادة والارتياح أول أمس الأحد، وهم يركبون أول حافلة تنقلهم مباشرة إلى مدينة قالمة، بعد أن ظلوا يعانون بعدة محطات على الطريق الوطني 20 وبمدينة بومهرة أحمد، قبل الوصول إلى مدينة قالمة عبر مسار يمتد على 25 كلم تقريبا. ويكتسي الخط الجديد أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة، وسيساهم في تنمية المنطقة وتشجيع المستثمرين في مجال الزراعة، بعد أن ظلوا يشكون من العزلة ونقص العمالة بحقول القمح والطماطم الصناعية، حيث أصبح بإمكان الباحثين عن العمل التنقل إلى بني مزلين انطلاقا من مدن قالمة، بومهرة أحمد وبلخير، وتعد هذه البلدية الفتية قطبا زراعيا مهما بحوض سيبوس، بها أجود الأراضي الخصبة ومصادر المياه، وتشتهر بالزراعات المسقية وإنتاج القمح والبقول والأعلاف وتربية المواشي والدواجن. وكانت مديرية النقل بقالمة قد أعلنت في وقت سابق عن فتح المجال أمام المستثمرين في مجال النقل، لاستغلال عشرات الخطوط الجديدة بالوسط الحضري والريفي، للقضاء على العزلة والمساهمة في دعم الاقتصاد المحلي، حيث يعد النقل شريان التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويعد جسر الناظور القديم على نهر سيبوس، العائق الكبير أمام الحافلات التي ستعمل بالخط الجديد، حيث يطول الانتظار على ضفتي النهر الكبير قبل المرور، لأن الجسر يتسع لمركبة واحدة، ولم يعد قادرا على التحمل أكثر، قبل تشغيل الجسر الجديد الذي يجري إنجازه لفك العزلة عن الناظور وبني مزلين، موطن النهر والجبل والسهل الخصيب.