يبدو أنّ ليل غزّة مع العدوان الصهيوني الغاشم ما زال طويلا، ولا ملامح لانفراج في الأفق، فالقصف لا يتوقف وحجم الدمار يطال كلّ شيء، ومؤشرات قرب اجتياح رفح بدأت تتّضح أكثر من خلال الاستعدادات والتصريحات التي يدلي بها دمويو الجيش الصهيوني. من جانبه، قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة "إن الكيان عالق في رمال غزة"، وبأنه لم يحقق سوى المجازر الجماعية والتدمير والقتل، وأكّد في كلمة مصورة استمرار المقاومة ورسوخها ما بقي الاحتلال. مع دخول الإبادة الصهيونية على قطاع غزّة يومها 202، كثّف الاحتلال غاراته، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وتسجيل عدة إصابات. وقد استهدف القصف رفح ومناطق في وسط وشمال غزة، بما فيها بيت لاهيا، حيث طلب الجيش الصهيوني من الفلسطينيين في مربعات سكنية إخلاء المدينة بزعم أنها تشهد قتالا خطيرا. وأفاد مراسلون بارتقاء 4 شهداء بعد قصف الاحتلال مجموعةً من المواطنين بجوار "الهايبر مول" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة. وكذلك، أفادوا بارتقاء 3 شهداء ووقوع إصابات في قصفٍ صهيوني استهدف منزلاً لعائلة البحابصة في حي السلام شرق مدينة رفح. وكثّف الاحتلال الغاشم في الساعات الأخيرة قصفه على مناطق متعددة داخل قطاع غزّة، إذ استهدفت المدفعية الصهيونية حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزّة. وكذلك، قصفت محيط الجامعات والصناعة في حي تل الهوا جنوب غربي المدينة. وفي شمالي القطاع، شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت مناطق بيت لاهيا وتلة قليلوا والشيخ زايد وعزبة بيت حانون. ويأتي تجدّد القصف الجوي والمدفعي لشمال غزة بعد نحو أربعة أشهر من إعلان الجيش الصهيوني خفض عدد قواته هناك، زاعما إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لم تعد تسيطر على تلك المناطق. المقاومة تدعو لتصعيد المواجهة ويتزامن التصعيد الصهيوني مع صمود المقاومة الفلسطينية، حيث أعلن الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية على سديروت وتجمع نير عام السكني، ممّا يشير إلى أن المقاومين ما زالوا قادرين على إطلاق صواريخ وتسجيل خسائر في صفوف العدو. وفي السياق، قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، "إنه بعد مرور 200 يوم على شن الحرب، العدو عالق في غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة". ودعا إلى تصعيد الصراع على جميع الجبهات قائلا "ندعو كل جماهير أمتنا إلى تصعيد الفعل المقاوم بكل أشكاله وفي كل الساحات". وقال أيضا إنّ حماس متمسّكة بمطالبها في محادثات وقف إطلاق النار، بأن ينهي الكيان الصهيوني حربه بشكل دائم، ويسحب جميع قواته من غزة ويسمح للنازحين بالعودة إلى شمال قطاع غزة. على الصعيد الإنساني، قال المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد للصحفيين في واشنطن، إن خطر المجاعة "شديد جدا" في غزة خصوصا في شمال القطاع. محاولة طعن هذا، واستشهدت فلسطينية، أمس الأربعاء، برصاص الجيش الصهيوني قرب مدينة الخليل جنوبيالضفة الغربيةالمحتلة، بدعوى محاولتها طعن أحد العساكر. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن "الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتنا باستشهاد ميمونة عبد الحميد حراحشة (20 عاماً) برصاص الاحتلال شمال الخليل". هذا ويواصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى واعتداءاتهم على الفلسطينيين.