مئات الأطفال يتابعون عروضا مسرحية في إطار أسبوع للفنون الدرامية توجت مسرحية (مسعود وشيوخ القبيلة) لدار الشباب بأم الطوب بسكيكدة بالمرتبة الأولى ولائيا تليها مسرحية اللص لدار الشباب عين بوزيان في اختتام الأسبوع الإعلامي للفنون الدرامية مساء أمس الأول الذي شاركت فيه 13 دار شباب من مختلف دوائر الولاية بعروض مسرحية واستقطب إليه آلاف الأطفال على مدى أيام العروض المسرحية باعتبار هذا النشاط الأول من نوعه بالمنطقة بعد أن سيطر البهلوان والألعاب السحرية لسنوات . المسرحية التي دام عرضها قرابة الساعة حاولت فك عقدة جدلية البداوة والتمدن في مجتمع أبوي ذكوري يتحكم الشيوخ في سلطته الاجتماعية والقضائية ويوظفونها لقمع حرية الفكر والتجديد حفاظ على مكانتهم التاريخية فيروون كل اجتهاد خارج اطار العرف أو تحديث بعيدا عن دائرة العادات جريمة تستوجب المحاكمة والعقاب ولو كانت من قبيل التطور والتمدن في ظل انغلاق على البنى الاجتماعية والتراتبية القبلية التاريخية ويكفي وصم صاحب الفكرة الجديدة الذي يحاول تلقينها للنشئ بالإفساد لتتحد عليه القوى الضاغطة وتحوله إلى مجرم يهدد مستقبل الأجيال . وفي مجال المونولوج المسرحي توج الممثل عامر بوعنيقة بأحسن غرض ضمن هده الفعاليات التي افتتحت بمسرحية لفرقة 100 % ثقافة بقيادة زينو من قسنطينة واختتمت بعرض مسرحي شرفي لفرقة البسمة والمخرج فؤاد بن أحمد من سكيكدة عنونه بالعالم الأزرق قدم فيه واقع حياة الكائنات الحية في أعماق البحار في ظل الصفاء والنقاء والفضاء البديع قبل أن تصل إليه يد الانسان مستعينا بما اخترعه من ماكنات لتحاول القضاء على الحياة هناك وتحول الفضاء النقي إلى فضاء ملوث والبسمة إلى دموع والبيت المرجاني إلى خراب قبل أن تنتصر العدالة لصالح الخير وبقاء الأصلح ويتخلص الإنسان من الآلة المفسدة التي أرقته وأرقت كائنات البحر كثيرا والتي تفاعل الأطفال معها كثيرا تصفيقا وهتافا لاسيما وأنها قدمت في ديكور بديع نجح إلى حد بعيد في محاكاة الطبيعة . وعلى هامش الأسبوع الإعلامي نظم معرض لملصقات حول تاريخ المسرح وواقعه بالعالم عموما وبالجزائر على وجه الخصوص إلى جانب محاضرة حول (العرض المسرحي بين ما يتوقعه الجمهور وما يعرض على الركح )أ.علي درع سمير . وحسب أ.لسمر عبد الله مدير دار الشباب الجهة المبادرة لتنظيم هذا الأسبوع فإن الغرض من التظاهرة هو تشجيع الابداع المسرحي واكتشاف وتنمية المواهب وتبادل الخبرات وغرس حب المسرح في صفوف النشئ الصاعد.