عمال مطاحن البيبان بالبرج ينقلون احتجاجهم إلى الولاية و يطالبون سيدي سعيد بالتحرك نقل أمس عمال مطاحن البيبان ببرج بوعريريج احتجاجهم إلى داخل مقر الولاية ، بعد أشهر من الإضراب المفتوح و الاعتصام أمام مقر المؤسسة للمطالبة بتحسين ظروف عملهم و رحيل المدير الحالي ، و رفع المحتجون نداء إلى الجهات المسؤولة لمطالبتها بالتدخل و وضع حد لهذه المهزلة بفتح تحقيق شامل بالمؤسسة مطالبين بتوضيحات حول المبالغ الخيالية للديون المتبقية عند الزبائن و التي تفوق 125 مليار سنتيم ، كما طالبوا الأمين الوطني للاتحاد العام للعمال الجزائريين " سيدي سعيد " بالتدخل و مساندتهم . و نظرا لتعذر جميع مساعيهم في الوصول إلى حلول مرضية مع إدارة مجمع الرياضبسطيف ، قرر العمال المضربون التوجه إلى مقر الولاية بغية جذب اهتمام السلطات الولائية بعدما تحول الاحتجاج إلى ما يشبه معركة نفوذ تتصارع فيها الإدارة و ما يزيد عن المئتين و خمسين عاملا ، حول مقدرة كل طرف و مدى نفوذه و الحماية التي يتوفر عليها لقول كلمته ، في وقت تتكبد مؤسسة مطاحن البيبان خسائر فادحة تقدر بمئات الملايين بعد توقفها عن الخدمة منذ بداية شهر أفريل المنصرم و هو تاريخ دخول العمال في إضراب عن العمل الذي يتواصل لأسبوعه الحادي عشر . و قد اعتصم العمال داخل مقر الولاية في تصعيد للاحتجاج مهددين بالبقاء داخل ساحة المقر إلى حين تحقيق مطلبهم المتمثل في رحيل المدير الحالي للمطاحن بعد 11 أسبوعا من الشد و الجذب و المتابعات القضائية بين الطرفين ، التي انتهت ببراءة العمال المتابعين في قضايا التحريض على العنف و كذا تبرئة المدير من شكاوي العمال و خروجه منتصرا بحكم القانون الذي اقر ببقائه في منصبه ، و رغم كل هذا الاحتقان غاب قررا جدي من الوصاية الممثلة في مجمع الرياضسطيف لإنهاء الإشكال حفاظا على الاستقرار و حماية المطاحن من تكبد خسائر إضافية ، حيث تمسكت هي الأخرى بقرار بقاء المدير في منصبه و اعتبار رحيله أو بقائه أمر يهم الإدارة وحدها و نقطة غير قابلة للحوار و النقاش مع العمال ، مطالبة العمال بطرح انشغالاتهم الموضوعية من مشاكل تخص ظروفهم المهنية و الاجتماعية على طاولة الحوار بعيدا عن التدخل في أمور التسيير ، و هذا رغم تدخل الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين بالولاية الذي اقترح تعيين مدير بالنيابة لمؤسسة مطاحن البيبان إلى حين إيجاد مخرج للإشكال الذي قارب دخول شهره الثالث دون انفراج للوضع ، و ذلك في خطوة لامتصاص غضب العمال و معاودة التحاور معهم بعد تهدئة الأوضاع حول قضايا مصيرية تتعلق بمستقبل المؤسسة و بمقر الولاية أصر العمال أمس على مواصلة حركتهم الاحتجاجية بصفة سلمية ، مشيرين إلى إمكانية التصعيد بجلب عائلاتهم لمساندتهم في وقفتهم الاحتجاجية في حال عدم الوصول إلى قرارات تتوافق و مطلبهم الرئيس المتمثل في رحيل المدير ، و قد فشلت مساعي الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين في تهدئة الأمور ، بعد تدخله و حديثه معهم أين اقترح عليهم فض الاحتجاج و تنقل ممثلين عنهم للتحاور مع مفتش الولاية ، حيث طالبوا بمقابلة الوالي شخصيا ، و قد لمح الوالي في وقت سابق إلى أن مطاحن البيبان تابعة لمؤسسة مستقلة من حيث التسيير ، و هي إشارة لعدم إمكانية تدخل السلطات الولائية في فرض قراراتها على مجمع الرياض ، هذا الأخير الذي ترى إدارته أن بقاء المدير الحالي لمطاحن البيبان في منصبه يدخل في الحفاظ على مصلحة المؤسسة ، و يرى العمال أن إضرابهم عن العمل و توقيف نشاط المؤسسة هو أحسن بكثير من الاستمرار في العمل مع المدير الحالي . تجدر الإشارة في الأخير إلى أن الاحتجاج بدا في اليوم الأول من طرف عمال المؤسسة لرفع انشغالات تتعلق بتحسين ظروفهم الاجتماعية و المهنية ، قبل أن يتطور إلى المطالبة برحيل المدير بعد اهانته للعمال المحتجين حسب تصريحاتهم