مدير مطاحن البيبان بالبرج يستعين بمصالح الأمن لإخراجه من مقر المؤسسة شهد مقر مؤسسة مطاحن البيبان بولاية برج بوعريريج نهاية أسبوع ساخنة ، في تطور لأحداث الإضراب الذي شنه العمال منذ بداية شهر أفريل المنصرم للمطالبة برحيل المدير ، و ذلك عقب تعرض أحد العمال المضربين لإعتداء من طرف عامل قال المحتجون أنه من بين العمال القلائل الذين استفادوا من كرم المدير ، ما أدى إلى إصابة زميلهم " ب – ج " بجروح على مستوى الوجه نقل على إثرها إلى المستشفى و تحصل على شهادة عجز طبي ، في حين أدت الفوضى التي شهدها مقر المؤسسة عقب هذا الاعتداء إلى تعرض عاملة حامل للإغماء تحت تأثير الخوف و سقوط عامل أخر مغشيا عليه . و قد أدت هذه الأحداث بعد تميز الإضراب بطابعه السلمي طيلة الأسابيع الفارطة ، إلى تدخل مصالح الأمن أمس الأول ، أين قامت بتأمين خروج مدير المطاحن من مقر المؤسسة تحت حراسة أمنية تجنبا لتعرضه لأي اعتداء من طرف العمال المحتجين ، و فيما أوضح العمال أن استنجاد المدير بمصالح الأمن يدخل ضمن محاولته كسب الصراع ، خصوصا بعد متابعة 11 عاملا من بينهم بتهمة التحريض على العنف و حصولهم على البراءة ، مع تأكيدهم على سلمية احتجاجهم ، أفادت مصادر أمنية أن السيارة الخاصة بالمدير تعرضت لإفراغ أطر العجلات من الهواء لمنع خروجه و حجزها من طرف المحتجين داخل مقر المؤسسة ، ما استدعى تدخل مصالح الأمن لفرض الهدوء . و ما زاد من استياء العمال الذين إلتقينا بهم بمقر المؤسسة هي الاتهامات التي أطلقها المدير بحضور ممثلين عنهم في إجتماع مجلس الإدارة الذي حضره كذلك ممثلون عن فرع الرياضسطيف ، و التي اطلق فيها المدير بحسب تصريحات ممثلي العمال المحتجين اتهامات خطيرة اتجاههم و وصفهم " بالسراق و المنحرفين " ، فضلا عن محاولة حصر الصراع القائم بينهم في 11 محتجا فقط من خلال متابعتهم قضائيا بتهم التحريض دون غيرهم ، رغم اثبات محضر المعاينة للجنة المشاركة بمطاحن البيبان دخول 212 عاملا في حركة احتجاجية للمطالبة برحيل المدير و الكشف عن حالة التوتر القائمة و الغليان العمالي الناتج عن التصرفات غير المسؤولة و الإهانة التي يتعرضون لها من طرف المدير، في نسخة موجهة الى السلطات الولائية المعنية و ادارة مجمع الرياضبسطيف تحصلت النصر على نسخة منها ، فضلا عن احتجاجهم أمام مقر الإتحاد العام للعمال الجزائريين بمناسبة الإحتفال بعيد العمال المصادف لتاريخ أول ماي للفت انتباه السلطات الولائية . و في وقت دخل فيه الإضراب أسبوعه التاسع ، أبدى العمال استياءهم من ادارة المجمع في ظل عدم وجود بوادر للإنفراج و تمسكها بخيار الابقاء على المدير الحالي ، رغم الخسائر التي تتكبدها خزينة المطاحن بسبب التوقف عن النشاط لمدة تزيد عن الشهرين ، فضلا عن وجود مخزون يزيد عن الألفي قنطار من السميد و الفرينة لازال مكدسا ، و محاولة الإدارة الضغط عليهم " بتجويعهم " و تجميد رواتبهم الشهرية ، و بقاء ما يزيد عن 125 مليار كديون لدى الزبائن . و تجدر الإشارة إلى أن هذا التصعيد و الغليان العمالي و الاتهامات الموجهة للمدير سبق الفصل فيها من طرف العدالة بحر الأسبوع الفارط ، حيث تم تبرئة المدير من التهم الموجهة إليه و اعطائه الحق في ممارسة نشاطه بصفة عادية داخل مقر المؤسسة دون التعرض إليه بسوء من طرف العمال المحتجين ، كما سبق لإدارة مجمع الرياضسطيف بالتأكيد على أحقية العمال في رفع انشغالاتهم الاجتماعية و المهنية و عرضها على طاولة الحوار مع رفضها لمطلب رحيل المدير لعدم استناده إلى أدلة واقعية . و بالعودة الى البدايات الأولى للاحتجاج ، فقد انحصرت المطالب في يومها الأول حول تحسين ظروف العمل و الزيادة في الراتب الشهري الذي لا يتجاوز ال 14 ألف دينار لبعض العمال و إدماج العمال المتعاقدين ، قبل أن يرتفع سقف المطالب الى المطالبة برحيل المدير ، أمام ما وصفه المحتجون بميلان الإدارة إلى خيار التصعيد و استدعاء محضر قضائي مع متابعة ممثلين عنهم قضائيا ، و هو ما لم يرق لهم نظرا لاعتمادهم على الطابع السلمي في الإحتجاج ، إلى جانب اعتبارهم تصرف المدير تأكيدا على نيته الاستمرار في أحادية اتخاذ القرارات بعيدا عن اشراك الفرع النقابي و الشريك الاجتماعي ، و ردت إدارة المطاحن بالتفنيد مقرة بزيادات في أجور العمال خلال العام الفارط بلغت 20 بالمئة فضلا عن إرتفاع كثافة الأجرة بما يقارب الضعف من 09 ملايير الى 15 مليار و 800 مليون سنتيم . ع/بوعبدالله