اعتصم عمال مطاحن البيبان ببرج بوعريريج صبيحة أمس أمام مقر الولاية في احتجاج استمر ساعات طويلة، بعد الصمت الذي التزمته الإدارة الوصية أمام إضرابهم الذي دخل قرابة الثلاثة أشهر على التوالي، مطالبين بمقابلة عزالدين مشري المسؤول الأول عن الولاية، بعدما سبق لهذا الأخير أن تحدث إليهم في عيد العمال الفارط، لكن لا شيء تجسد بحسب الغاضبين. استمر العمال في إضرابهم المفتوح مصرين على رحيل المدير الحالي كشرط لاستئناف العمل، وطالب هؤلاء بزيادات الأجور وتحسين الأوضاع المهنية، متهمين إدارة المؤسسة بما سموه “التعسف في استعمال السلطة وإهانة العمال وممثليهم دون رد من إدارة المجمع”. وجاء هذا الإضراب بعد قيام إدارة المؤسسة باستدعاء محضر قضائي وتهديد ممثل العمال بالمتابعة القضائية بدل الاستماع إلى مطالبهم، ليقوم العمال بتحويل وقفتهم الاحتجاجية إلى إضراب مفتوح بمطاحن البيبان التابعة لمجمع الرياضسطيف، وحسب ما قاله العمال ل«السلام” فإنّهم يعانون الحقرة والتهميش وغياب أدنى شروط الحماية والأجر القاعدي الذي لا يتعدى 14 ألف دينار، ومع كل هذا فإن إدارة المجمع لم تحرك ساكنا رغم تلقيها لعشرات الشكاوي والتظلمات من طرف العمال الذين اعتبروا أنفسهم عبيدا للمسير الذي يستغلهم في أعمال خاصة لا علاقة لها بمهنتهم على حد قولهم، ناهيك عن عدم توفر ظروف ملائمة للعمل ولو قطرة ماء للشرب خلال ساعات العمل. وفيما تعذر الاتصال بمدير المؤسسة، حصلت “السلام” على نسخة من تقرير موقع من طرف الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وصف فيه الوضع ب«المسدود” وكشف عن تشكيل لجنة أزمة لإيجاد مخرج، وإلى غاية وقت متأخر من مساء أمس وتحت حرارة مرتفعة، تواصل الاحتجاج أمام إصرار العمال على مقابلة الوالي وضرورة تدخل المديرية العامة التي التزمت الصمت، مطالبين برحيل المدير كشرط أساسي للعودة إلى العمل، مرددين هتافات ‘'ارحل ..ارحل ‘' داعين المركزية النقابية للتحرك لإنقاذ حوالي 300 عائلة من شبح الحقرة سابقا وشبح الفقر الذي يعانون منه منذ بدء الإضراب إلى يومنا هذا.