ثورة دليل بوبكر تلزم باريس بإصلاح مجلس الديانة الإسلامية رأت تقارير فرنسية في انسحاب عميد مسجد باريس دليل من منصبه كرئيس شرفي مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا ضربة كبيرة للهيئة التي أنشاها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساكوزي في 2003 وكان يشغل حينها منصب وزير داخلية. و رغم أن دليل بوبكر لم يستبعد العودة للهيئة إذا أدخلت إصلاحات على نظامها الانتخابي وأسلوب عملها، يشكل خروجه رسالة للسلطات الفرنسية التي تشرف على المجلس بضرورة تصحيح الأوضاع، لضمان استمرار الهيئة و فاعليتها. وقال دليل بوبكر انه لا يمانع في عودة مسجد باريس إذا أعيد الاعتبار للمسجد في هياكل المجلس، في دعوة مباشرة لإعادة النظر في نظام الانتخابات الذي خدم المصليات و المساجد الصغيرة .وحتى يفهم منافسوه أن القرار المتخذ ليس ثورة غضب ، قال دليل بوبكر "مللنا من الصراخ في الفراغ نريد إصلاحات حقيقية لم نعد نؤمن بالوعود".وبرر دليل بوبكر قراره بالانسحاب ب"سوء التسيير الذي يقوم به المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والتفرد بالحكم (...) هما ابرز الأسباب التي أرغمت مؤسستنا على اتخاذ هذا القرار". وأعلن بوبكر الذي كان أول رئيس للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وهو اليوم رئيس فخري له، انسحاب ممثلين اثنين لمسجد باريس الكبير من المكتب التنفيذي لهذه الهيئة التي تعد 15 عضوا. .واتهم دليل بوبكر الأربعاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بانه "حاول التقليل من مساحة ونفوذ مسجد باريس الكبير .وأعرب رئيس مجلس الديانة الفرانكو مغربي محمد موسوي عن "دهشته من القرار الفظ" لدليل بوبكر و"الذي اتخذ من دون تشاور مسبق ،وأعلن انه ينتظر التاسع عشر جويلية ، موعد الاجتماع المقبل للمكتب التنفيذي لبحث هذه الاستقالة مع مختلف مكوناته.. وكان وزير الداخلية مانويل فالس قد اعرب عن أسفه "للانقسامات والحسابات الشخصية والتنافس" داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وأعرب عن أمله في "أن يكون مكرسا فقط للمسائل المتعلقة بالديانة". و كانت الحكومة الفرنسية أعلنت العام الماضي عن خطط لتحسن عمل المجلس الذي أنشأ في سنة 2003 لتنظيم الإسلام والمسلمين بفرنسا، لكن جمد العمل بها إلى تاريخ لاحق لانشغالها بالانتخابات الرئاسية التي انتصر فيها الاشتراكيون الذين هيمنوا لاحقا على البرلمان. و تضم خطة الإصلاح التي أقرتها الحكومة الفرنسية تعزيز النظام التشاركي في القرار، و تعزز الحكامة في التسيير ، و اعتماد نظام انتخابي لتوسيع تمثيل مختلف الأطياف في المجلس، بشكل يأخذ بعيد الاعتبار مساحة المساجد وهو أمر يستجيب عمليا لمطالب مسجد باريس الذي يشرف على اكبر المساجد في فرنسا.