عصابة تذبح حارسا ليليا من الوريد إلى الوريد و تستولي على 500 مليون بعنابة إهتزت مدينة عنابة منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس الأربعاء على وقع الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 37 سنة، يعمل كحارس ليلي بالوكالة التجارية التابعة لمجمع " ريلان " المتخصص في بيع التجهيزات الكهرومنزلية، الكائن مقرها على مستوى منطقة سيدي إبراهيم، بالمدخل الغربي لمدينة عنابة. و حسب المعلومات التي إستقتها النصر من جهات أمنية و كذا خلية الإعلام التابعة للحماية المدنية فإن الجريمة إكتشفها أحد الحراس العاملين بالمؤسسة، و الذي إلتحق صبيحة أمس بالوكالة لمزاولة نشاطه وفق البرنامج المسطر، حيث أنه لم يعثر على الحارس الليلي الذي تعود على إنتظاره عند البوابة الرئيسية، و مع ذلك فقد أقدم العون المكلف بالحراسة نهارا على فتح الباب الخارجي، و الذي كان مغلوقا بالمفاتيح، ليدخل إلى المقر حيث وجد زميله مرميا في إحدى زوايا الوكالة، وعليه علبة ورقية من الحجم الكبير، فاعتقد في بادئ الأمر بأنه نائم بسبب الإرهاق و التعب. الأمر الذي جعله يقترب منه و يرفع الغطاء، ليقف على بشاعة الجريمة، لأن الحارس الليلي عثر عليه جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء، بعدما تم ذبحه من الوريد إلى الوريد بإستعمال آلة حادة، قبل أن يتم تشويه جثته بطريقة وحشية، و ذلك بتوجيه طعنات بإستعمال السكاكين للضحية في مختلف أنحاء الجسم. و إستنادا إلى ذات المصادر فإن حارس الفترة الصباحية سارع إلى الإتصال بمسؤولي مجمع " ريلان " الذين أشعروا الجهات الأمنية و كذا مصالح الحماية المدنية التي تنقلت في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس إلى مكان الجريمة بمنطقة سيدي إبراهيم، و فتحت تحقيقا ميدانيا إستعجاليا في حيثيات القضية، حيث كشفت التحريات الأولية بأن العصابة المجهولة الهوية و العدد قامت بقتل الحارس الليلي بإستعمال آلات حادة، و شوهت جثته، قبل أن تسطو على خزينة الوكالة، و تسرق منها مبلغا بنحو 500 مليون سنتيم، من دون إستهداف التجهيزات الكهرومنزلية التي كانت معروضة للبيع أو تلك الموضوعة في المخزن، و ذلك بالإستناد إلى التصريحات الأولية التي أدلى بها ممثلو المؤسسة المعنية، ليقدم بعدها أفراد العصابة على تغطية الجثة بعلبة ورقية من الحجم الكبير( كارتون ) ، و الإنصراف من مسرح الجريمة بغلق البوابة الخارجية للوكالة بإستعمال المفاتيح التي كانت بحوزة الضحية. وحسب نفس المصادر فإن الضحية (ك ط) يبلغ من العمر 37 سنة، متزوج و أب لطفلين، يقيم بمنطقة العلاليق التابعة إداريا لبلدية البوني، و قد تم تحويله جثته إلى من طرف وحدات الحماية المدنية إلى مستشفى إبن رشد الجامعي، من أجل إخضاعها لعملية تشريح، تنفيذا للأمر الذي أصدره وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الإبتدائية، في إطار التحقيق الذي باشرته الجهات الأمنية بناء على الشكوى التي تقدمت بها مديرية مجمع " ريلان " لبيع التجهيزات الكهرومنزلية و كذا عائلة الضحية، في محاولة لتحديد هوية أفراد العصابة، و بالمرة كشف ملابسات هذه الجريمة التي تعد الثانية من نوعها التي تسجل بولاية عنابة منذ حلول شهر رمضان المعظم، بعد حادثة إنتحار زوجة مفتش شرطة بمسدس زوجها داخل مسكن العائلة الكائن بحي ديار السلام بالحجار .