القنوات الخاصة استوردت الرداءة من اليتيمة و رمضان ليس مقياسا لنجاح الأعمال انتقد السيناريست محمد شرشال الذي وضع بصمته هذه السنة ضمن الشبكة البرامجية من خلال عملين هما سلسلة " زين سعدك " و " للزمن بقية"، في هذا الحوار مع النصر أسلوب الرداءة الذي انتهجته القنوات التلفزيونية الخاصة على غرار التلفزيون الوطني، مشيرا أنه استغل سقف الحرية المرتفع بقناة " نسمة " للحديث عن مواضيع شائكة، كما كشف عن انتهائه من إنتاج مسلسل درامي ضخم إستغرق 3 سنوات لكتابته عرضت عليه قنوات عربية انتاجه. - ما هي الأعمال التي كتبتها لشهر رمضان 2012 ؟ -كتبت 13 حلقة للجزء الثاني من سلسلة " زين سعدك " التي تتضمن العديد من التغييرات هذه السنة مقارنة مع الجزء الأول الذي عرض السنة الماضية على قناة "نسمة"، حيث حاولت من خلال نصوصي أن أكون أذكى و أستغل سقف الحرية المرتفع في هذه القناة لأتناول مواضيع حساسة تعتبر من الطابوهات في الجزائر كنزاهة الإنتخابات، الحدود بين بلدان المغرب العربي، الرشوة و المحاباة و غيرها من الأشياء التي لم نتعود على مشاهدتها في التلفزيون الجزائري، الذي سيجد نفسه قريبا مضطرا للتفتح على الحرية و ركوب موجة التطور كخيار وحيد لضمان إستمراريته، أما باقي الحلقات فكانت من تأليف الكاتب محفوظ فلوس، هذا بالإضافة إلى سيناريو مسلسل " للزمن بقية " ( الجزء الثاني للذكرى الأخيرة ) للمخرج مسعود العايب، الذي يعرض على قناة " الجزائرية " بعد أن رفض التلفزيون الجزائري بثه السنة الماضية. - ما رأيك في القنوات التلفزيونية الجزائريةالجديدة، ألا ترى أنها تستطيع خلق جو من المنافسة؟ - بصراحة لا، فأنا غير مقتنع بهذه التلفزيونات الجديدة، و لدي بعض التحفظ عن تسميتها بقنوات لأنها لا تملك خطا واضحا فبرامجها القليلة هزيلة من حيث المضمون و أغلبها معادة و مستنسخة من قنوات أجنبية أو عربية كالبرنامج الذي تقدمه بهية راشدي مع مجموعة من المذيعات على قناة " الجزائرية " و المستنسخ عن البرنامج الشهير " كلام نواعم " الذي تبثه قناة " أم بي سي" منذ سنوات، و غيرها من الحصص التي يصعب تحديد قيمتها الحقيقية، فهذه القنوات تعمل بطريقة ارتجالية و غير منظمة، فقد كان يفترض أن تعرض السلسلة الفكاهية "جرنان القوسطو" على قناة الشروق غير أن هذه الأخيرة أبلغتنا الرفض في آخر لحظة دون أن تقدم لنا أسبابا منطقية، فبدل أن ترتقى هذه الأخيرة بمستوى الجمهور الجزائري، قامت هي الأخرى بإستيراد الرداءة من التلفزيون الوطني باستدعاء نفس الأسماء التي صنعت الرداءة في اليتيمة التي لم تصل للأسف لمستوى الدراما و بقيت ملتصقة بالسكاتشات. - يحدث كل سنة الكثير من الخلاف و الجدل حول الأعمال الرمضانية، هل يعتبر شهر رمضان برأيك مقياسا للأعمال الناجحة؟ -لا ليس بالضرورة، فليست كل الأعمال التي تعرض في رمضان ناجحة، السيناريو المتين هو أهم عامل لنجاح أي عمل، و لكن مشكلتنا نحن أننا نغلق على أنفسنا و على لهجاتنا المحلية ضاربين عرض الحائط بباقي اللهجات الأخرى الموجودة في الجزائر، و هذا ما أحاول مراعاته في سيناريوهاتي من خلال الإعتماد على لغة حوار يفهمها كافة الجزائريين مع إبراز خصوصيات لهجة كل منطقة و أعتقد أن نجاح سلسلة " جمعي فاميلي " كان بفضل لغة المخاطبة و الحوار التي يفهمها الجميع مع مراعاة الخصوصية العاصمية. - يتحدث الكثير من المخرجين و المنتجين عن وجود أزمة نصوص تعيق الصناعة الدرامية في الجزائر، ما رأيك؟ - قد يكون هذا صحيح إلى حد ما، و لكن بالمقابل هناك العديد من كتاب السيناريو المهمين في الجزائر من بينهم شباب موهوبين كأسامة بلحاسين من مدينة عين مليلة الذي أعتبره من بين الشباب الواعدين جدا في هذا المجال، و لكن يقوم بعض مخرجينا رغبة منهم في توفير مالا يمكن توفيره بكتابة سيناريو أعمالهم بأنفسهم بدل ترك الأمر لأهل الإختصاص، لأنهم لم يدركوا بعد أن هناك تخصص في كل شيء و حتى الفكاهة و السكاتشات لها قوانينها، و هنا أحب أن أشير أن أفضل من قدم الأعمال الكوميدية في الجزائر هم من قسنطينة التي تزخر بالعديد من المخرجين و الممثلين الذين نجحوا في هذا النوع، بالإضافة إلى كتاب سيناريو مميزين كان يمكن إستثمار طاقاتهم في أعمال أفضل لرمضان و غيره، ككريم بودشيش و الطيب الدهيمي. - ماهي مشاريعك القادمة ؟ - انتهيت مؤخرا من كتابة مسلسل درامي ضخم من 30 حلقة استغرق تأليفه 3 سنوات بعنوان " أكبادنا " يتحدث عن أولادنا الذين وقعوا في قفص المخدرات، و قد أبدت لجنة القراءة في التلفزيون الجزائري إعجابها به لكن لم نتفق بعد على إنتاجه، هذا العمل لا يمكن لأي قناة خاصة إنتاجه و التلفزيون الوطني هو الوحيد القادر على ذلك، لأن المسلسل يتطلب إمكانيات مادية كبيرة، فهو يتضمن أكثر من 300 ممثل و يصور في كل من العاصمة، بومرداس و مليانة، عرضت عليه قنوات عربية إنتاجه و احتمال إنتاجه في الخارج يصل إلى خمسين بالمائة. أمينة جنان