الفيلم الذي أثار حفيظة المسلمين وتسبب في مقتل السفير الأمريكي في ليبيا يحمل عنوان "براءة المسلمين" و هو من إخراج سام باسل و هو تاجر عقارات في جنوب كاليفورنيا يرى حسب ما تناقلته عنه وكالات الأنباء أنه يقدم صورة عن نبي الإسلام و "يكشف ما فيه من خداع" و قال أن "الإسلام سرطان" و قد تم إنتاج الفيلم السينمائي الهاوي بكلفة خمسة ملايين دولار جمعها المنتج من مئة ثري يهودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية رفض الكشف عن هوياتهم و قد قام فيه بالتمثيل 59 ممثلا و بلغ تعداد الطاقم 45 شخصا من الفنيين. و قد تم عرض مقتطفات من الفيلم مدتها 13 دقيقة و 51 ثانية على موقع يوتوب عبر شبكة الانترنت وضعها باسيل في نهاية شهر جويلية الفارط لكن الحديث عن الفيلم و إساءاته لم يبدأ في الدول العربية إلا الأسبوع الماضي و في يوم 11 سبتمبر 2012 تفجرت موجات من التظاهر و تعابير الغضب في الشارع الاسلامي من القاهرة إلى الدارالبيضاء وتكاثرت الدعوات للتنديد بالفيلم أمام الممثليات الديبلوماسية الأمريكية في الدول العربية.سام باسيل الأمريكي الإسرائيلي الذي أخرج الفيلم يقول أنه يعتبر فيلمه بيانا سياسيا و يتقاطع في ذلك مع محاولات القس الأمريكي المتطرف تيري جونز الذي قام بمحاولة لحرق القرآن في الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر العام الماضي و الذي تظاهر للتنديد به العشرات في أفغانستان. الفيلم في نسخته الكاملة يمتد على مدار ساعتين من الزمن و فيه يقدم المخرج شخصية الرسول محمد كمهووس بممارسة الجنس مع الفتيات الصغيرات و محب للعنف و الحروب.و قال المخرج أنه يحمل خطابا سياسيا في الفيلم و أمريكا التي فقدت الكثير من ابنائها في حربي أفغانستان و العراق لم تقم بمعارك فكرية و علينا الآن القيام بذلك معتبرا أن ما قام به يدخل في إطار الصراع و النقاش الفكري، و اعترف أنه لا احد قبله تجرأ على إظهار صورة للنبي محمد على الشاشة و قد فعلها و هو ما جعل المسلمين هائجين حسب ما ورد في تصريحات نسبت اليه لصحيفة "سيكرامنتو بي" .القس المتطرف تيري جونز وعد ببث الفيلم في كنيسته وقال أنه "إنتاج أمريكي لا يهدف الى التهجم على المسلمين بقدر ما يكشف عن الإيديولوجية الهدامة للإسلام".الفيلم دعمته جماعة قبطية متطرفة في الولاياتالمتحدة و لكن أقباط مصر نظموا مسيرات للتنديد بالفيلم و كانت القاهرة قد شهدت تظاهرات منددة بالفيلم في يوم 11 سبتمبر و لكنها كانت اقل عنفا من التظاهرة التي جرت في بنغازي الليبية.فيلم سام باسيل مثل رسومات الكاريكاتور الدانماركية أيقظ فتنة نائمة و حرك مشاعر في نفوس مهتزة و كانت النتيجة المزيد من العنف والهوة بين عالمين.