يشتكي مستعملو الطريق الوطني رقم 29 الرابط بين بلديتي بوعينان والصومعة شرق ولاية البليدة، بالمنطقة الغابية المعروفة بغابة ''القرو''، من الانتشار الفظيع للروائح الكريهة التي أقل ما يقال عنها إنها تثير التقزز لدرجة يشعر فيها السائقون بالدوار والغثيان· ويضطر مستعملو الطريق الوطني رقم 29 من أصحاب السيارات والمركبات في كل مرة يصلون فيها إلى هذه المفرغة العمومية إلى إغلاق نوافذ مركباتهم ريثما يتمكنون من الابتعاد عنها· مركز الردم التقني الموجود بالمنطقة أصبح غير مجدٍ، فروائح التعفن والغازات المتطايرة في الجو جراء حرق النفايات تنذر بحدوث كارثة بيئية حقيقية بالمنطقة· المركز التقني لردم النفايات المنزلية بالصومعة، الذي دخل حيز الخدمة سنة ,2008 يعتمد تقنيا على شاحنات جمع النفايات التي تفرغ حمولتها بالطريقة التقليدية داخل حفرة كبيرة لتتحلل كل تلك النفايات العضوية بطريقة طبيعية حيث تتسرب غازاتها السامة عبر الهواء، كما تتسرب السوائل إلى باطن الأرض مما يتسبب في تلويث المياه الجوفية· تجدر الإشارة إلى أن العديد من الفلاحين في منطقة بوعينان وبالضبط في منطقة عمروسة أكدوا أن المياه المستخرجة من الآبار المنتشرة في المنطقة أصبح لها لون وطعم غريبان الأمر الذي ينبئ بظهور أمراض وبائية متنقلة عن طريق الماء كالتيفوئيد والملاريا، وهو الأمر الذي بات هاجسا يؤرق مضجع السكان، خاصة بعدما أكدت التحاليل المخبرية التي أجريت على عينات المياه المستخرجة من آبار المناطق المجاورة لمركز ردم النفايات المنزلية بالصومعة أكدت تلوث مياه آبارها· الجهات المعنية قامت بتصنيف مركز ردم النفايات المنزلية ببلدية الصومعة الذي يتربّع على مساحة 8 هكتارات ويحتوي على خندق كبير بسعة 320 ألف متر مكعب، من أحسن المراكز المخصصة لدفن النفايات على مستوى القطر الوطني باعتباره أنجز وفق معايير تقنية حديثة· كما يعتمد على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا الشأن، فهو يستوعب حوالي 70 بالمائة من النفايات التي تطرحها أكثر من 6 بلديات، إلاّ أن واقع الحال يعكس أمرا مقلقا خاصة بالنسبة للبلديات المجاورة له، بعدما أصبح هذا المركز يهدد العناصر الأساسية لحياة الإنسان، الهواء والماء والأرض·