دعوة إلى المصادقة على مشروع قانون الصحة 2000 أرجع عدد من المشاركين في فعاليات القمة المغاربية الأولى للصحة المنعقدة أمس بنزل الهيلتون بالعاصمة مشكل الصحة ببلادنا بالدرجة الأولى إلى عدم تنفيذ التعديلات القانونية المهمة منذ سبعينيات القرن الماضي ، و ألّحوا على ضرورة الإسراع في المصادقة على مشروع قانون 2000لما شمله من مقترحات من شأنها إيجاد حلول للعراقيل التي ساهمت في تدني مستوى الرعاية الصحية ببلادنا، فيما انتقد آخرون واقع التكوين على مستوى كليات الطب و بالأخص فيما يتعلق بتكوين الأطباء العامين. و ألح أمير عبد اللطيف توافيق رئيس اللجنة الاستشارية للقمة المغاربية الأولى للصحة في مداخلته أمس على ضرورة المصادقة و تطبيق القوانين المسطرة في مشروع قانون الصحة الذي تم اقتراحه في عهد البروفيسور أبركان عام 2000 في إطار المشاركة في برنامج الصحة العمومية و معالجة إشكالية الصحة في الجزائر من منظور اجتماعي و الذي لم ير النور حتى اليوم رغم أهميته كما قال . و كشف بأن عدد المصابين بالأمراض المزمنة المؤّمنين على مستوى صندوق الضمان الاجتماعي وصل إلى 2.8 مليون و هو ما اعتبره الخبراء بغير الكافي في ظل تضاعف عدد الحالات سنويا و بالأخص المصابين بالسرطان،حيث نبّه رئيس اللجنة الاستشارية للقمة المغاربية الأولى من خطر تضاعف عدد مرضى السرطان و داء السكري موّضحا بأن الجزائر تحصي ما لا يقل عن 35 ألف إصابة جديدة مؤكدا بأن 8 بالمائة من سكان الجزائر مصابين بداء السكري . و من جهته أقر البروفيسور عبد الحميد أبركان رئيس مصلحة الإنعاش الطبي و الوزير السابق للصحة و التعليم العالي و البحث العلمي بأن الجزائر يجب ان تبذل المزيد من المجهودات في إطار ترقية الإعلام الصحي مؤكدا على ضرورة اتخاذ مختلف القرارات المسؤولة و الاستعجالية في المجال الطبي على المستوى المحلي و الوطني . كما ركز على أهمية ترقية تكوين الاطباء العامين و إعادة النظر في برامج التدريس على مستوى كليات الطب. و قال البروفيسور خلال مداخلته بأن الارادة السياسية وحدها لا تكفي إشارة إلى الحاجة إلى ترجمة ذلك على أرض الواقع من خلال تسطير مخططات استطلاعية لتطوير الخدمات و الصناعة الصيدلانية عبر استراتيجية تنموية واسعة حتى تتموقع الجزائر في صفوف الدول الرائدة ، مشيرا في ذات السياق إلى النزيف الذي تعرفه الجزائر من حيث هجرة الأدمغة في المجال و التي لا توجد لحد الآن أي اجراءات لترغيب هذه الثروة من الموارد البشرية للبقاء و الاستثمار محليا. و انتقد المتدخلون التأخر المسجل في مجال نوعية العلاج المقدم في المستشفيات ، رغم توّفر الجزائر على التغطية الأمينية النموذجية بالمقارنة مع الدول المجاورة حيث قدّرت نسبة حصة النفقات العمومية التي يتم ضخها سنوياب70 بالمائة و 30 بالمائة في القطاع الخاص ،مقابل30 بالمائة من النفقات العمومية في المغرب الذي يحوز فيه القطاع الخاص على حصة الأسد بنسبة 60 إلى 70 بالمائة الأرقام حسب أبركان الذي دعا في ختام كلمته إلى ضرورة توحيد الجهود و الرؤى المغاربية لترقية و تطوير المجال الصحي إلى جانب التبادل المعرفي و الخبراتي. و عرف اليوم الأول من المؤتمر الذي تنتهي فعالياته مساء اليوم عدة مداخلات لخبراء عرب و أجانب منهم المؤرّخ و السفير المغربي السابق عبد الهادي تازي و الدكتور فانغ زهاو مدير القسم الطبي ببنك التنمية الافريقية و أحمد محرزي من تونس... و استقطب المؤتمر نخبة من كبار الخبراء في المجال الطبي من مختلف دول العالم و الذي أكد منظموه بأنه يهدف إلى مناقشة المواضيع الهامة و الحساسة المتعلقة بصحة المواطنين ومستقبل أنظمة الرعاية الصحية في منطقة شمال إفريقيا، و التركيز بشكل أساسي على أكثر الأمراض انتشارا في المنطقة وأهمها مرض السكري والسرطان، حيث تتم دراسة الوضع الحالي والبحث عن الحلول المتوفرة للسيطرة على هذه الأمراض. و ينتظر اليوم مشاركة كل من كلود هورييت، مدير "معهد كوري الطبي" والأستاذ الكسندر ايغرمونت، مدير عام معهد "غوستاف روسي " والبروفيسور محمد الصغير بابيس، رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، ووزير الصحة والسكان الأسبق البروفيسور محمد منصوري، المدير العام للمخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية. مريم/ب